صالح الضالعي يكتب لـ(اليوم الثامن):

(عفاش والدنبوع) والرحلة إلى الصومال

قصة ليست من نسج الخيال ولكنه من واقع كشف من قبل أحد أعمدة نظام صنعاء البائدانذاك.


يقول المقرب من عفاش ذات يوم اتصل بنائبه هادي ( الدنبوع) للحضور إليه باسرع وقت ممكن لتناول قضية الجنوبي .


حاضر انت تامر ياتاج رؤوسنا– تلك الكلمات خرجت من فاه (هادي) حينما رد على الهالك المثلج ( عفاش) .
واوضح المصدر بأن الدنبوع وصل بعد نص ساعة من اتصال (عفاش) .


إذن الجند لولوج (هادي) القصر الجمهوري– وصل إلى مكتب( عفاش) كعادته القى التحية العسكرية طالبا الاذن له للولوج– بيديه لوح عفاش وهو متكئا على اريكته مبتسما .


دار النقاش بينهما حول خطورة الوضع لاسيما تحركات الحراك الجنوبي.
قال الدنبوع ( هادي ) للهالك بأن رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين والمدنيين الجنوبيين يرأسها العميد (ناصر النوبة) كان ضابطا تحت أمرته وزميلا له في الدراسة – تدحرجت عقلية وافكار عفاش وجن جنونه باطنا– وبذا فكر وقدر وعبس وبسر ثم طلب من (هادي) أن ينفذ أمرا ويرتحل لحل الشقاق بين الإخوة المتناحرين في الصومال كمبعوث مفوض من قبله – أصدر (عفاش) قراره بتكليف ( الدنبوع ) مفوضا عنه لحل المشكلة الصومالية.

ولجت الفرحة قلبه والسرور فؤاده ،مقبلا أياديه وركبتبه – جميعهم أبدوا حسن الرضاء– غابت الحكمة عن (الدنبوع ) - بينما حضرت دهاء ومكر وخديعة وخبث (عفاش) .
وأما الدنبوع فقد قيل عنه بأنه العبد المطيع لسيده وبهكذا كان سعيدا حينما يكلفه عفاش بافتتاح مدرسة هى في الأساس ذات تمويل دولي أو قص شريط افتتاح المرحلة الأولى لحملة تطعيم الاطفال– لم يصدق (هادي) القرار التفويضي له كمفوض من قبل سيده لإيقاف نزيف الدم بين الأشقاء في الصومال .


(هادي) يصل العاصمة الصومالية (مقديشو) ويلتقي (بمحمد فرح عيديد) زعيم اكبر الفصائل المسلحة في الصومال ، ثم إن (هادي) يلتقي بقائد إحدى الفصائل المسلحة وهكذا دواليك.
ظل هادي الطريق متنقلا بين (صنعاء ومقديشو ) قاطعا المسافات – بدوره الحراك الجنوبي يقوى عوده ويستقيم جسده فبات عصيا على الانكسار– ليبتسم (عفاش) مؤخرا مدركا بأن (هادي) لايهش ولا ينش وان ماكان يضنه بأن (هادي ) هو المحرك الأساسي ( لناصر النوبة ) ،امر كهذا وقراره كان خطئا أعده فشلا وذنبا من قبله لايغتفر في حياته.

همس (عفاش) في اذن لسفير الهولندي مخبرا إياه بإقناع (هادي) أنه التقاتل بين الفصائل الصومالية مخطط دولي وهذا مااكده سفير هولندا بصنعاء لعفاش.
من جانبه تحرك السفير الهولندي للقاء ( هادي) وفور وصوله بوابه منزله لم يستجب ( هادي) لطلب السفير الهولندي رغم التنسيق المسبق مع الرئاسة اليمنية ، إذ اشترط بأن يتم الاتصال ب ( عفاش) للسماح له للقاء السفير ، دقائق معدودة ليرن جرس هاتف( هادي ) وإذا بالمتصل (عفاش) يسمح له للقاء السفير الهولندي ، سمعا وطاعة سيدي هكذا ختم هادي محادثته – بحفاوة بالغة تم استقبال السفير الهولندي الذي يشغل أيضا سفيرا للاتحاد الأوروبي – في ذات السياق تم إبلاغه بأن القضية الصومالية مخططا لها من قبل المجتمع الدولي ولمدة (20 ) أو يزيد بعد ذلك ستنطلق مصالحة صومالية شاملة - هنا ضحك (الدنبوع) حتى بدت نواجذه ، معللا بأن تكليفه مفوضا كان كذبة وخدعة كبرى من (عفاش) .
تكمن التساؤلات هل أن الأوان للدنبوع أن يتعلم الدروس من هؤلاء القوم لمساعدة أهله ووطنه في الجنوب ، ام أنه مازال يحن جلده على عصاء وجزرة الاحتلال اليمني ، ليختم خاتمته في الحياة الدنيا بمسمى العبد المطيع للبيت المقدس في صنعاء.