د. علي الخلاقي يكتب:
ملاحظات محب عن مرآة الأردن للزائر لها!!
لأول مرة أزور الأردن، هذا البلد الجميل بأهله الطيبين والنشامى، والزاخر بالآثار والمعالم الحضارية الإنسانية التي تركت بصماتها في صميم الصخر وفي الشواهد المعمارية والتي كنت أحلم بزيارتها خاصة آثار (جرش) و(البتراء) فتحققت أمنيتي فضلا عن زيارة البحر الميت ورؤية ومعانقة فلسطين روحيا. ويمكن أن أتحدث عن ذلك وغيرها من الانطباعات الجيده وعما لمسته من طيبة المواطن الأردني.. ولكن..!!
سأبدأ الحديث عن واجهة الأردن ومرآته للقادم إليها والمغادر منها، وهو (مطار عمان) وبعض التعقيدات والتصرفات الفردية التي تخدش بهاء وصفاء الانطباعات الرائعة التي تتركها الزيارة داخل البلد والتجوال فيها بين محافظاتها ومعالمها السياحية والتاريخية.
كنت قد سمعت بمثل هذه التصرفات من قبل بعض المسافرين، وأتذكر ما حدث مع صديقي الراحل، طيب الذكر قاسم عبدالرحمن بن صلاح (رحمة الله تغشاه) ومع زوجته أم أمين في مطار الملكة علياء حينما طلبوا منه أن يمشي لوحده بعد استكمال إجراءات جوازه ويترك زوجته لتستكمل الإجراءات لوحدها، رغم ترجيه لهم أن يبقى معها لأنها لا تعرف الإجراءات ولا اين تتجه في المطار، ولكن دون جدوى، فضلاً عن منعه من علبة الماء وهو المريض بالسكر، وكتب عن ذلك بحرقة في صفحته في22نوفمبر 2017م (يمكن العودة إليها في صفحته)..
الأمر تكرر معي ومع عشرات الواصلين، حيث تم فصل الرجال في طابور والنساء في طابور آخر، ولم يترك المجال لذوي العائلات أن يكونوا بجانب عائلاتهم، خاصة وبعض النساء مرضى أو كبار في السن أو لا يعرفن الإجراءات، ولعل من الأفضل إعادة النظر بمثل هذا الإجراء الذي يشكو منه الكثيرون..
كما أن تفتيش الأغراض الشخصية التي يحملها المسافر بيده لا تلتزم معايير محددة، خاصة في قائمة الممنوعات، بل حسب مزاج المفتش، فعند الدخول صادر المفتش مني معجنون أسنان طبي جديد من النوعية الجيدة مما تعودت على استخدامه، فضلا عن رائحة الأبط. أما عند المغادرة فتكرر الأمر بمصادرة قنينة عطر كنت قد حملتها معي في حقيبتي الشخصية ولم تصادر عند الدخول وهو ما أوضحته للمفتش فأصر أنها من الممنوعات وصادر معها رائحة أبط جديدة كنت قد اشتريتها بدلاً من السابقة.. وما أثار تعجبي أن صديقي قد مر من عند مفتش آخر وكان يحمل في يده كيساً به عدة عطور ذات أشكال وأحجام مختلفة دون أن تُصادر عليه، فأيقنت أن الأمر ليس نظام وقانون وإنما تصرفات دافعها مزاج المفتش فأثار ذلك استغرابي ..
وقبل أن أغادر ذهبت لابلاغ ضابط مناوب في صالة المغادر بهذه التصرفات الفردية، بدافع الحُب لهذا البلد الشقيق الذي أثار إعجابي بكل جميل فيه، ولا أرغب أن تشوبه شائبة بتصرفات فردية مثل تلك لأنها تترك أثرها السلبي لحظات المغادرة وتنسي الزائر كل الانطباعات الجيدة.. وتساءلت هل يشكل معجنون الأسنان خطرا أمنيا او نحوه من الأغراض الشخصية التي يصادرها بعض المفتشين ولا يلتفت لها آخرون ..وقد وعد الضابط خيراً بأن يوصل رسالتي للمعنيين في المطار..
مع النظر في عدم فصل العائلات عن مرافقيهم الرجال..وهو ما أرجوه ويرجوه كل محب للأردن الشقيق من زواره سواء للعلاج أو السياحة..
وختاما ..
سيكون لي عودة للحديث عن الانطباعات الجيدة والرائعة التي تركتها زيارتي وما أكثرها.