علي ثابت القضيبي يكتب:
أسئلة و أسئلة
لا أدري كيف ستقيم قيادة الإقليم دحر قوات العمالقة الجنوبية للحوثي من مناطق شبوة المحتلة في أيام محدودة وحسب ؟ كما لماذا لم يحدث ذلك خلال وجود القوات الشرعية السابقة ؟ ولماذا أُستدعيت العمالقة الجنوبية تحديداً لهذه المهمة ؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات ؟ ثم ماذا بعد ذلك والى أين ايضا ؟
* كل هذه الأسئلة غابت تماما عن ذهن شارعنا الجنوبي ، وهو ( الشارع ) غرق حتى العنق في لجة متابعة الإنتصارات المتتالية للعمالقة مذ حطوا أقدامهم على رمال شبوة ، وأفرط في الزهو والتبجح بالقدرة القتالية لأشاوسنا الجنوبيين ، وهذا مشروع ولاشك ، وفي وسائط التواصل تستغرقك وتبتلعك هذه الموجة في جوفها ، حتى لاتجد موقعا لشاطيئ تسترد نفسك فيه من جرفها الهائل .
* هكذا ديدن الشارع في أي بلد في المعمورة ، وعندنا هنا أكثر بقليل ايضا ، لكن الأسئلة الأهم ايضا هي : كيف ومن يرسم ٱيقاعات وخطى الحرب على جغرافيتنا ؟ وعلى أي أسس وخلفيات يجري ذلك ؟ كما لماذا ظلت القوات المكنية بالشرعية هناك في مواجهة الحوثي ولم تقدم على خطوة التحرير هذه ؟ بل لماذا هي تخلت عن هذه المديريات الشبوانية بهذه السهولة وبدون إبداء مقاومة تذكر ؟ أما السؤال الأكثر أهمية هو : ماهي الهوية الحقيقية لهذه القوات المحسوبة على الشرعية في شبوة و … و … ؟
* هنا يرتسم الملمح الضبابي الغائم للمشهد الحقيقي علي جغرافيتنا ، وهنا تتعرّى الصورة الحقيقية لمهزلة الحرب الجارية في ربوعنا ، حتى لو تشدقت الأبواق الإعلامية والمنصات والفضائيات والناس بالبطولات والإنكسارات وعلامات النصر لهذا أو ذاك ، لأن الأصل في كل مايجري يتدثّر ويتقولب في بوتقة المهزلة المتحصنة في تجويفها ، وهي التي حولها تتجندل الجثامين وتُراق الدماء ، تحديدا دمائنا وجثاميننا نحن الجنوبيين ، ولأن من يحسبوا في جيش الشرعية دائما مايهربوا أو ينسحبوا أو يستسلموا أو .. أو ..
* لا أرومُ من وراء ذلك الى كسر الروح المعنوية لمقاتلينا الجنوبيين الأشاوس أو إحباطهم ، كلا والله ، ولكني أبسط الصورة أمام قيادة التحالف بهذا الواقع الصادم والمعهود ، ولأُميط اللثام الذي تتخفى وراءه القوات الشرعية وقياداتها الإخوان ، أما الأكثر أهمية هو لقيادتنا الجنوبية في الإنتقالي ، وهي التي تُبهر كما يُبهر الشارع بإستبسال جنودنا الجنوبيين وبطولاتهم المعروفة ، بل وتطلق التصريحات الرنانة الشاطحة ايضا ، ولأن المحوري هو إن هُدرت دمائنا فمن المفترض أن تُهدر على ديننا وعرضنا وأرضنا الجنوبية وقضيتتا ، ولا أكثر من ذلك ، بل ويكفينا ما إجترحناه وضحينا به منذو بدايات هذه الحرب اللعبة والمهزلة التي يدركها الكل جيدا ، سواء هنا وفي الٱقليم والخارج ايضا ، أليس كذلك ؟!