علي ثابت القضيبي يكتب:
المفخّخات السياسية في جنوبنا
* كلما أتأمّل في مشهدنا الجنوبي ، وعندما أستعرض مايجري في دولنا العربية الملتهبة ، وبتشخيص مفاعيل الأحداث هنا وهناك ، تتصاعد الرّغبة للفظ ما في جوفي وربما حتى روحي ، وبواقعيةٍ أكثر تسيطر عليّ أمنية لو أنني لم أكُن قد ولدتُ وإنتميت الى هذه البلد ، والسّبب لأنّ من أهلها هم من يمزقونها إرباً إرباً اليوم .
* لقد نجح الٱخر في مخطّطاته هنا ، فهو نجح في تفجير الحرب ، وفي تخليق القوى التي تؤجّجها وتتفيّد منها ، وفي شيوع المخدّرات في بيئتنا ، وتفوّق في إيجاد الذين أنهكونا على كل الصعد والمستويات ، والمؤسف أنّ كل من يقومون بذلك هم مننا نحن !
* بين كل هذا الطّوفان ، لجنوبنا قضيّته العادلة ، وعلى خلفيتها قاتلنا الحوثي بإستماتة ، وحرّرنا جُل جنوبنا مبكراً ، والمجلس الإنتقالي الجنوبي اليوم يتصدّر مشهدنا ويمثلنا ، وهو جاء بتجاوب جُل الشعب ، وقطع شوطاً مشرفاً بالخروج بقضيتنا الى فضاءات عالمية ، وحقيقي ثمّة مثالب تعتور أدائه ، ولكن اليوم يتفاقم العبث بجنوبنا ، وبين الأدوات والعابثين هم من نفس جنوبنا !
* خليفة الهالك عفاش وتوليفة مكونه أمر لايعني جنوبنا البتّة ، كما لن تقبل به جغرافيتنا أصلاً ، وكما إنبثقت لنا مكونات كرتونية بدعوى أنها جنوبية ، وهي صنيعة الأفّاكين وسلطة الإفك ، وغاياتها تمييع وإبهات قضيتنا ، اليوم تقفز لنا توليفات جنوبية تكرر نفس الإدعاء ، ومن عجب أنّ من يتصدّرها هم من نخبتنا الجنوبية وقيادات حراك ثورتنا الذي تأطرت وذابت قواعده في الإنتقالي أصلاً !
* رغم ما على الإنتقالي من مٱخذ كما أسلفنا ، وأفّاك من ينكر ذلك ، إلا أنه ككيان جنوبي تربّع على رأس المشهد والفعل السياسي لجنوبنا ، وقيادته الأعلى مشهود لها بالنزاهة وثبات الموقف وصلابته ، ثم هو كثيراً ما ناشد الكل الى الدخول في حوارات جنوبية لِلمّ الصف تحت مظلة واحدة ، فلماذا رفض هؤلاء ذلك ؟ كما الباب ماانفك مفتوحاً ، ثم لماذا تشتيت الجهود والمواقف وكذلك نقل صورة مشوّهة للٱخر عن ثورتنا وقضيتنا ؟
* ثمّة من يريد أن يقول ( أنا ايضاً زعيم ) وفي صدارة المشهد ، وهؤلاء نرجسيون ، وثمة مدفوعين من الخارج ومن السلطة ، وهم أذناب وغاياتهم معروفة ، والوضع اليوم يتفاقم سوءاً ، وهؤلاء وأولئك سيلعنهم الشعب وتأريخنا الجنوبي ولاريب .
* ياهؤلاء وأولئك ، عندما ظهر الإنتقالي جاء وسط إلتفاف شعبي جنوبي غير مسبوق ، وهو ماانفكّ في الصدارة لما قدّمه لقضيتنا ، وهذا ليس مجاملة ، مع أنّ مافي قلبي في قلبي ، ولكن الأهم أن نلتئم تحت مظلته والنجاحات الكبيرة التي حقّقها ونواصل المسار ، ولاداعي للعثرات والنّرجسيات والمكايدات ومايخبئه المدسوسين وخلافه ، ثمّ أن شعبنا قد حدّد خياره أصلاً ، أليس كذلك ؟!