صالح الضالعي يكتب:

القائد ( عبدالله الصبيحي).. استنصروه فخذلوه في محنته

مهما اختلفنا في الآراء والاطروحات كونها لاتفسد للود قضية– سيظل الوطن الكبير ( الجنوب) قبلتنا ومصلانا نشتم منه رائحة الحرية والكرامة والعزة والشموخ.
مهما يكن حجم الاهات والانات التي تتنفسها ايها القائد الجنوبي ( عبدالله الصبيحي)  نتاج لاصابتك بمرض خبيث اجبرك على أن تكون طريحا للفراش وفي غير مسقط راسك تتلوى آلاما واوجاعا .
في دار الغربة ( القاهرة) يتطبب جسدك في حقنات كيماوية ، وعلى بعد أمتار منك تتمايل الأجساد الفاسدة في مراقص وحوانيت قاهرة المعز، نسوك أن قلنا ولكنهم تناسوك تعمدا واهمالا منهم كونك قائدا جنوبيا وان كنت غير هذا لكنا رايناك اليوم في مشافي امريكا او المانيا– جنوبيتك– هويتك – أرضك– اهلك– تلك الرباعيات تعد سياج منيع لتقديم يد العون والمساعدة لك والوقوف بجانبك في محنتك هذه.
تعلم جيدا كما اعلم انا وغيري من أبناء الجنوب بأن أبناء الاحتلال اليمني بجميع أطرافه يضعوننا في خاناتهم عبيدا وجب علينا سمعهم وطاعتهم وان جلدونا أو أخذوا اموالنا ونهبوا ثرواتنا فاسمع واطع، هكذا يريدوننا منكسين رؤوسنا ولا يرتد الينا طرفنا وافئدتنا حتى تغمض  اجفاننا– حينها سيبتسمون – فرحون للمصاب الجلل لاسامح الله.
خذلوك ايها القائد ابن الجنوب ( عبدالله الصبيحي) وانت تكافح وتنافح مرض فتاك الذي ينهش جسدك بمخالبه وانيابه فلا رحمة منه ولا شفقة ابدا.
تبرؤون منك في وقت انت في أمس الحاجة إلى مؤازرتك كأقل تقدير، اكلوك لحما ليرموك عظما دون ان ترى لهم اليوم زيارة أو مواساة كمبادلة منهم الوفاء بالوفاء وهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟.
يحزننا اليوم ايها القائد أن تترك على سرير المرض ويبكينا أن وطننا يئن من ويلات عربداتهم حتى اللحظة – انت وأمثالك الكثير من الجنوبيين تصارعوا الموت على الأسرة ، والجماعة ينثرون الاوراق النقدية على الراقصات في حوانيت اسطنبول والقاهرة– في القرب منك وعلى مسافة خطوات تتثاقل أقدامهم وتابى أن تخط سيرها قدما لمؤانستك ورفع معنوياتك .
كونك جنوبي ياابن مودية الأبية وأبين العصية على الانكسار ، كان جزاءك أنهم خذلوك حينما استدعى الأمر نصرتك ، فيما بالأمس استنصروك حينما كنت معافى البدن– استنجدوا بك فخذلوك عند الوهن.
جنوبي انت ايها القائد وابن جلدتنا، يحز علينا آن نرى تفاصيل جسدك نحيلا ، فيما راس شعرك ابيضا في زمن جاحد ومكابر لتشيب منه ،الا ان الدهر نفسه لم يشب بعد.
أن المحتل اليمني ،جنوده ومواطنيه جلهم يتمنون فناءنا اليوم قبل الغد، وتبرهن الأحداث على هكذا قول مجرب نحن لامسناه وخبرناه عن قرب ذات يوم والى يومنا هذا، ومازالت أساليبهم العملية الممنهجة ضدنا هى هى لم تتغير أو تتبدل.
حدثنا صديقا لك عن واقعك الاني ، ثم أنه قال وعلى لسانه : كنت مقيما في أحد الفنادق في سيئون بناء على قرار وزير الداخلية الاخواني ( حيدان) والمتضمن ممارسة العمل في الوزارة هناك ، رأيت القائد ( عبدالله الصبيحي) يسير بخطى متثاقلة - شاحب الوجه– متعبا – مرهقا – وبصحبة رفقا – تأملت ونظرت إليه غير مصدقا  بأنه هو ،رغم معرفتي به الأكثر من جيدة ، جمعتنا به القفار والصحاري والوديان، اقتربت منه رويدا رويدا ومازالت سهام نظراتي تصوب نحوه، وحينما اقتربت منه سلمت عليه ومن ثم بادرته بالسؤال ، اانت القائد ( عبدالله الصبيحي)
مواصلا : نعم أنا( عبدالله الصبيحي) الم تعرفني ياصديقي الغالي ، وأشار الصديق بقوله : كلا والف كلا أن تكون القائد الذي عرفتك ،طالبا منه أخباره عم اصابه من وهن , فقال الصبيحي عبدالله لقد مسني الضر وبحسب إفادة الأطباء بأنني مصاب بمرض خبيث.
من جانبه عبر الصديق عن صدمته لما وصل إليه حال ومأل القائد ( الصبيحي) ،قدر الله، وهكذا كتبت وماعلينا الا ان نسلم به تسليما.
ويؤكد الصديق  بأنه كان يلتقي بالقائد ( عبدالله الصبيحي) ولمدة يومين متتاليين إلى أن حطت الطائرة رحالها في مطار سيئون الحضرمي لتقله للعلاج في قاهرة المعز– موضحا بأنه خلال تواجد القائد لانتظار الطائرة، لم يحظى باهتمام ، ولم يرى زيارات للمسؤولين هناك ، كمثل تحركاتهم من هنا والى هناك لتشكيل خلايا تعمل لصالحهم وللمحتل اليمني معا– كان يمر من هنا ( حيدان) ولم يكلف نفسه الزيارة أو حتى  السؤال عن هذا القائد الذي مسه الضر.
وانا ابن الجنوب – كاتب الكلمات المبكية التي سطرت واعيننا تفيض بدموعها ،متذكرا اقصوصة واقعة حدثت للقائد ( عبدالله الصبيحي) واحد قادة الكتائب في اللواء (105) مشاه ،ذلك حينما كان يشغل القائد عبدالله الصبيحي ،قائدا للحملة في اللواء بينما قائد الكتيبة ذو الانتماء الجنوبي والراوي للقصة الذي قال فيها: تم نقلنا من ذباب في باب المندب إلى صعدة أثناء الحرب مع الحوثيين ، تم تسليم اللواء سيارات كورية اخر موديل ،فتم توزيعها على ضباط شماليين هم أدنى منا رتبة ومنصب , وزاد بالقول : تم حرماننا منها وبهكذا تصرف ذهبت إلى القائد ( عبدالله الصبيحي) ،قائد الحملة الذي سلمت إليه السيارات والذي حرمنا منها لأسباب أننا جنوبيين ، واضاف : تبادلنا أقطاب الحديث للعنصرية والتهميش والاقصاء الممنهجة ضدنا كوننا جنوبيين من قبل قيادة لواء الاحتلال اليمني – مواصلا حديثه بأن الصبيحي كان أكثر تماسكا منا فقال لنا ، اخي لاتنتظر من هؤلاء شيئا كونهم يعدوننا عبيدا لهم، وهم  اسيادنا وماعلينا الا السمع والطاعة لاوامرهم .
تبادر إلى ذهننا اليوم ايها القائد ( عبدالله) الموقف في وضعك الاني والتذكر بما حدث لك ولرفيقك القائد الجنوبي في وحدتكم العسكرية آنذاك ، فما أشبه اليوم بالبارحة وهنا فإن البراهين تؤكد بما لا يدع مجالا للشك فإن نظراتهم الاستعلائية على أبناء الجنوب ك( عبيد) مترسخة ومتجذرة فيهم، كشجرة تضرب جذورها الارض– كن بخير ابن الجنوب – عبدالله الصبيحي –وأن آخر دعوانا بأن الله ينزل شفاءه عليك ولقلبك السعادة وراحة البال