صالح الضالعي يكتب لـ(اليوم الثامن):

(محمد النمر) المحامي الجنوبي المبيد لبني مزيد

2 من فبراير مساء عامنا الحالي ، انطفأت شمعة ثورية جنوبية معلنة توقفها التام – حدادا منها على علو روح الثائر الجنوبي ( محمد النمر ) مبيد بني مزيد بشكل عام وأطراف المحتل اليمني بشكل خاص.

في خط سيره ( الجسر ) كان القدر واقفا هناك لخطف روحه، بعد ارتطام مركبته بعمود– تناولت أخباره وارتجت الأرض في حدث مؤلم وفاجعة سلبت منا افئدتنا ، هكذا هى الأقدار تخطف منا اعز أحبتنا – تنتزع منا ثوارنا وابطالنا من بين ظهرانينا وعيني عينك .

كان المحامي الجنوبي ( محمد النمر ) يسمي نفسه ( مبيد بني مزيد) محسنا اختياره لتسمية كهذه لدلالة كافية على كرهه وبغضه للاحتلال اليمني .

جرنا الفضول الصحفي لولوج صفحته في صفحات التواصل الاجتماعي فوجدت منشورا له يقول فيه : تشتوا الصدق صبرنا على الاحتلال اليمني منذ عام 94م حتى الآن ولن يطول البقاء معهم واعتقد باقي لنا دهفة وسنتخارج منهم باذن الله حسب مايوصل إلينا من اصدقائي الخبراء في الأمم المتحده وفيما بعد موضح لكم ادناه حتى يكون لنا درس منهم للخلاص من اليمننة بشكل نهائي (مبيد بني مزيد).

صدمة موحشة موجعة مكهلة ، لم نفق منها حتى اللحظة– لقد كان نباء وفاته مؤلما حد التوجع، ذهب" المحامي والناشط" محمد النمر" الجنوبي المثقف والإنسان الاجتماعي والسياسي المحنك ، تاركا وراءه معاذ ولي عهده لعمر(11) ليليه السلطان ( هاني) لعمر ( 10) لياتي الملك (الياس) ذو عمر (4) وخاتم عمره وزبدته الولد ( عصام ) عمر (2). هؤلاء فلذات كبده ، فلمن الملك اليوم ، لله الواحد القهار.

ترجل الفارس الجنوبي "محمد النمر" صهوة جواده ليلا معلنا عن طي صفحة حياته جبرا ، حلت الكارثة برحيله الفجائي ، يستوطن داره حزنا شديدا ،لقد خيم الظلام حارته وجل المحبين له غير مصدقين بفراقه ، ربما أن البيان المعلن عن وفاته يصادف مزحا أو تشابه اسماء ،لكنها الحقيقة التي لامفر منها وقضاء وقدر ولا راد له.

وحده الابن ( عصام ) وكذلك الابن ( الياس) لم يكن لهما علما بواقع حادثة أبيهما لحداثة سنهما، لكنهما سيتذكران صرخات ونواح امهم الثكلى والأهل والاحباب كشريط لفلم سينمائي.

كنا نتمنى بأن المحامي الجنوبي ( محمد النمر) متواجدا بيننا حتى يرى بام عينه بأن وطنه عاد إلى ماضيه التليد إلى ماقبل عام (1990) م ، حلمه الذي افنى حياته من أجله ،لكنها المشيئة المفروضة علينا ولا اعتراض عليها.

نال الطالب" محمدحسين علوي حسين" والمعروف ب(بمحمد النمر) شهادته الجامعية تخصص قانون عام من جامعة عدن للعاصمة الجنوبية عام ( 2004)م وهو من مواليدها وتحديدا من أبناء المنصورة ،بلوك (65) – من مواليد عام (1978).
أصوله تنحدر من يافع الشموخ والرجولة ومن منطقة المحجبة ومن أسرة السلاطين في يافع.