مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):
متى نتعلم احترام وحماية العملة النقدية الوطنية ؟
غالبية السكان في اليمن متهمون بالتقليل من احترام وحماية الأوراق النقدية ومهملين للغاية في التعامل معها ، حتى ان الأوراق النقدية الجديدة فئة الالف و فئة الخمسمائة اصبحت في زمن قياسي جداً في حالة يرثى لها ، الكثير منها ممزقة من الاطراف والوسط واخرى مكتوب عليها رسائل وغراميات وشعارات وارقام هواتف واخرى تقرأ رسائل من الجهتين وكأنك امام خطبة الجمعة ، اما بالنسبة للعملة المعدنية التي اختفت تماما من التداول وفقدت قيمتها الاسمية اصبحت منسية ، افرزت علاقة جديدة بين البائع والمشتري قائمة على اعادة البائع للمشتري الباقي بالعلكة والحلوى .
يلاحظ ان التاجر و المواطن والبائع في اليمن يحافظون على الدولار والعملات الاجنبية الاخرى بكل قوة واحترام ، فيما لا يتوانون عن تمزيق وتشوية عملتهم و الاستخفاف بها ،متناسين أن العملة الوطنية هي السمة المميزة للدولة على المستوى العالمي والأوراق النقدية تعكس تاريخ تطور البلاد وقيمها الثقافية والروحية .
سلوك المواطن وتحضره في نظافة عملته واحترام طريقة تبادلها ، لان ثمن الاستهزاء و الاستخفاف والتشوية للعملة يجبر البنك المركزي اليمني لطباعة كميات بديلة عنها ، والأموال التي تتكبدها الدولة وخزينتها هي في النهاية من أموال المواطنين ، الجـدير ذكـره أن هناك قوانين في العالم المتحضر تفرض غرامات مالية على سوء استخدام العملـة ، لان الدول هناك تدرك أن حضارة وتطور الاوطان تظـهر للزائر والسائـح والمقيم قبل كل شيء من خلال نظافـة عملته الوطنية .
الدول المتحضرة تسير وفق قاعدة أن متوسط عمر الأوراق النقدية يبلغ حوالي 2.5 سنة ، أي أن البنوك المركزية في هذه الدول تسحب من التداول وتتلف حوالي 2.5 مليار ورقة نقدية سنويًا ،بينما في اليمن بطريقة مبهمة بعض الاوراق النقدية تختفي من التداول واحيانا الاوراق النقدية القديمة تحل محل الجديدة بقدرة قادر ، لكن هذا ربما لا يرجع إلى الموقف الاستهزائي للسكان تجاه النقود ، بقدر ما هو علاقة بين السلطات والتضخم .
العملة الورقية الجديدة والنظيفة نعمة اما اذا كانت عكس ذلك وتجمعت عليها الأوساخ والقاذورات والبكتريا والطفيليات و تنتقل من شخص الى اخر فهي تجلب الكآبة وتنقل الامراض ، وتنفق في المستشفيات والعيادات الخاصة ، لان العملات الورقية القديمة المتسخة لها تأثير سيئ على جلد الإنسان وكذلك على ألأنف وتشكل خطر في زمن كورونا .
في مصر يعاقب قانون البنك المركزي كل من أهان النقد أو قام بتشويهه أو إتلافه أو الكتابة عليه بأي صورة من الصور، بغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تتجاوز المائة ألف جنيه ، اما في السعودية فالعقوبة هي السجن لمدة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف ريال ولا تتجاوز عشرة آلاف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين .