افتتاحية البيان:
السلام خيار اليمنيين بالإجماع
وضعت مقررات المشاورات اليمنية اليمنية التي استضافتها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بإسقاط خيار الحسم العسكري والعمل على إحلال السلام، الحوثيين أمام اختبار صعب في إظهار نواياهم الحقيقية، وهو أمر جعلهم في مواجهة مع الأوساط الشعبية التي رحبت بتلك الدعوات وطلبت منهم التعامل بإيجابية مع دعوات إحلال السلام وإنجاح الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة.
ففي حين أظهرت مجموعة استعدادها للتعامل مع دعوات السلام تمسكت المجموعة الأخرى بموقف رافض للسلام واستمرت بدفع تعزيزات عسكرية كبيرة باتجاه مدينة مأرب وتواصل حملة التجنيد.
لا مبرر
ويقول محمد منصور وهو أحد سكان صنعاء، إن الناس كانوا قد وصلوا لمرحلة من اليأس بإمكانية إنهاء هذه الحرب، ولكن الاتفاق على الهدنة وصمودها حتى الآن، وما تبع ذلك من قرار بتشكيل مجلس رئاسي وتبني السلام كخيار وحيد في ختام مشاورات الرياض، لم تترك للحوثيين أي مبرر لإقناع السكان بالحرب، مثلما حصل مع دخول سفن المشتقات النفطية، حيث أسقطت كل الحجج التي كانوا يتذرعون فيها لرفع أسعارها وإخفائها وبيعها في السوق السوداء.
رسالة
من جهته، وجه القاص اليمني المعروف محمد مثنى، رسالة إلى الحوثيين قال فيها، إن ما تمخضت عنه المشاورات حتى الآن هو لمصلحة اليمن واليمنيين ليستعيدا عافيتهما في التعافي الأمني والاقتصادي والبناء لما خربته الحرب، ويبدو أن ست سنوات من الحرب حتى الآن قد أخذت من الشعب والوطن سنوات وأزماناً، ومن أعمار اليمنيين ما لا يقدر بثمن في الخوف والنزوح والغلاء، والخراب النفسي للرجال والنساء والأجيال ما يكفي للجنوح للسلام حتى من أقسى القلوب عناداً ومكابرة.
الأديب اليمني قال في رسالته للحوثيين «التحقوا بالسلام» لأنه في مصلحة اليمن واليمنيين أولاً وأخيراً، «وتمنى أن يعوا كما وعى إخوانهم الذين توافدوا للرياض لإجراء المشاورات، أن ليس من منتصر في الحرب وإن استولى على معظم ربوع اليمن».