افتتاحية البيان:
مرحلة سلام
لا شك أن تمديد الهدنة لشهرين في اليمن يمثل فرصة أخيرة للحوثيين من أجل إثبات رغبتهم في السلام للعمل بروح مختلفة وروح جادة وصادقة للتوصل إلى اتفاق سياسي ودائم، حيث إن طريق السلام يمر عبر اتخاذ إجراءات وخطوات تعزز الثقة، وتمهد الفرصة للحوار والعودة للعملية السياسية بالقبول والاعتراف والالتزام الصريح بتنفيذ القرارات الدولية، وإن التعاطي بمصداقية مع القرار 2216 يبدأ بالانسحاب من العاصمة صنعاء ورفع الحصار عن تعز لإفساح الطريق أمام الحلول السياسية اللاحقة، والابتعاد عن المزايدات التي كانت سبباً في إجهاض كل محاولات السلام.
أزمة البلاد وصلت مداها، حيث تعرض اليمن لأوضاع صعبة تسببت في تمزق وحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي ودولته، وإن تجاهل خطورة ما صنعته الحرب من مخاوف وانعدام ثقة وواقع مأساوي سيمثل العائق الأساس في التوصل إلى السلام، لذلك لم يعد متسعاً من الوقت للخلافات، بل إن الوضع يحتاج إلى حل شامل يؤسس للتوافق الداخلي، ويساهم في توحيد الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار الداخلي.
وغني عن القول إن المرحلة الحالية هي مرحلة سلام، وتمثل اختباراً حقيقياً لصدق النوايا والتخلي عن كل نزعة انقسامية، ففك الحصار الحوثي واجب وطني وإنساني، وخطوة نحو السلام تحصن اليمن من مخاطر التفتيت، وتحقّق لكل فئاته الاجتماعية الاستقرار والعيش بسلام، وتمنحه فرصاً أوسع للتصالح مع محيطه.
اليمن بحاجة ماسة، في هذه الفترة الحساسة بعد تمديد الهدنة، إلى كل الجهود الداخلية والأممية للوصول إلى سلام حقيقي قادر على أن يستقر ويستعيد الدولة ويبني وحدة وطنية صحيحة على أساس المرجعيات الثلاث بما ينعكس ذلك على الأمن والسلام الدوليين.