محمد العماري يكتب لـ(اليوم الثامن):
الصحافة الحضرمية... الطريق إلى المعتقل
لطالما دفعت الصحافة الحضرمية في الفترة الاخيرة ثمناً باهظاً في سبيل الحرية وقول الحقيقة التي تزعج الفاسدين و تقهر الجشعين وتصبح فاتحة لإمتثالهم نحو العدالة .
لكن وللأسف اصبحت حضرموت بقعة جغرافية لاتختلف عن غيرها كبقعة صالحة للمستبدين ليمارسوا الانتهاكات ضد حرية التعبير وحرية الصحافة من الملاحقات والتهديدات والاعتداءات والتوقيفات والاستدعاءات والاستجوابات والتنمر في قضايا الرأي ، ناهيك أيضاً عن إخفاء المعلومات وتصعيب الوصول إليها من قبل المسؤولين على الإدارات الحكومية لغرض الحد من كشف الفساد واستعراضه لكافة المواطنين.
* لماذا اصبحت حضرموت لاتختلف عن غيرها من المحافظات في ممارسة الانتهاكات الصحفية والرأي العام ؟
لأن مايحدث من اعتقالات خارج نطاق القانون وتهديدات من جهات رسمية او غير رسمية لا تختلف تماماً عما يحدث في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية وما تمارسه الجماعات الارهابية في المحافظات الجنوبية من عمليات ترويع وملاحقات وقتل للصحفيين وغيرها من الافعال التي تدخل في دائرة "الإرهاب".
واقع الحريات الذي نعيشة اليوم يعزلنا تماماً عن العالم، بحيث تتغنى السلطات بدعمها للصحافة المهنية الحرة في خطاباتها الرسمية بينما هي في الأصل تدعم عدد من المأجورين الذين لا يفقهون ولو كلمة في مبادئ أخلاقيات الصحافة و أبجديات كتابة الخبر، ومن جهة اخرى يسقط قناعها عند ظهور ملف فساد او نقد صريح هادف على الصحف أو صفحات التواصل الاجتماعي.
كل ذلك الارهاب إلا و أن العمل الصحافي مستمر على الرغم من المتاعب والكد.. نعم هذه هي الصحافة التي تسمى بمهنة المتاعب، يضحي فيها الصحافي بحياته ليقول الكلمة الحرة في وجه الطغيان ، ويتمسك بقلمه مواجهاً فساد السلطة والمال .. نعم لحرية الصحافة مهما كانت الصعاب، الصحافة ليست جريمة