د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

ماذا يريد بايدن من العرب؟ وماذا يريدون منه ؟!!

عدن

أكد بايدن بذاته هذا المعنى، في مقال نشره في صحيفة واشنطن بوست الامريكية   قال فيه: "منذ البداية، كان هدفي إعادة توجيه العلاقات- وليس قطعها مع دولة كانت شريكاً استراتيجياً لمدة 80 عاماً "وأضاف: "اليوم، ساعدت السعودية في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، ودعمت الهدنة في اليمن بشكل كامل، وتعمل الآن مع خبرائي للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي (أوبك) الآخرين ".
من جهته، يقول مستشار "المركز المصري للفكر والدراسات" عبد المنعم سعيد إن بايدن يقوم بهذه الزيارة "مدفوعاً بمخاوفه من النفوذ الصيني والروسي المتزايد في المنطقة"، فضلاً عن رغبة واشنطن في تعزيز وتشجيع "تيار السلام الإبراهيمي"، ومحاولة إقناع دول أخرى في المنطقة بالانضمام لهذا التيار، أو القيام ببعض إجراءات التطبيع في العلاقات مع إسرائيل .
ويرى أستاذ العلوم السياسية في "جامعة الإمارات" عبد الخالق عبد الله، أن بايدن يزور المنطقة والسعودية "مجبراً وليس سيداً أو بطلاً" مرجعاً ذلك إلى "تفاقم التضخم وأزمة الغذاء وارتفاع أسعار الوقود في بلاده، ما جعل واشنطن، وأوروبا أيضاً، في أشد الحاجة للنفط الخليجي في هذه اللحظة أكثر من أي وقت مضى ".
ومع عقد بايدن قمة مهمة في مدينة جدة ، تجمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب مصر والعراق والأردن، يرى مراقبون أن المناسبة المذكورة قد تكون فرصة لواشنطن لإعادة تجديد الثقة في أنها حليف يعتمد عليه في مواجهة التحديات والتهديدات التي تعيشها دول المنطقة، وأن أميركا باقية وحاضرة في قضايا المنطقة
وأفادت تقارير عدّة بأن بايدن يسعى لحشد دعم حلفاء واشنطن التقليديين في مواجهة خصومها، لا سيما الصين وروسيا، إلّا أن بعض الحلفاء باتوا أقل حماسة للانخراط في استقطاب دولي في ظل علاقات متعاظمة اقتصادياً وسياسياً مع الجانبين الصيني والروسي !!
والحقيقة أن العلاقات الأميركية الخليجية ليست في أحسن حالاتها، لا سيما بسبب ما اعتبره الخليجيون تخلياً أميركياً عن الكثير من التزامات واشنطن تجاه حلفائها في المنطقة، سواء في سوريا والعراق وفلسطين واليمن، خصوصاً بعد أن فاجأت إدارة بايدن الجميع وأخرجت "الحوثيين من قائمة التنظيمات الإرهابية"، ما خلف أزمة ثقة كبيرة في العلاقات الأميركية الخليجية، ودفع الكثيرين للتساؤل عما إذا كانت أميركا لا تزال حليفاً يمكن الوثوق به ؟؟
وقال عبد الخالق عبد الله "إن العلاقات الخليجية الأميركية تمر بمرحلة تأسيسية جديدة بسبب التحولات الكبيرة، مضيفاً: "نحن أمام خليج مختلف، وحتماً شرق أوسط مختلف، وبقوة جديدة هذا كله يتطلب أسساً لعلاقات مختلفة مع أميركا عما كانت عليه قبل حوالي ثمانين عاما !!
وتأتي أزمة الثقة بين العرب وأميركا، لتطرح سؤالاً بشأن ما يريده العرب من الولايات المتحدة بما يؤدي إصلاح العلاقات واستعادة الثقة المفقودة وفي هذا الشأن يقول عبد العزيز بن صقر : " ان
الجانب العربي، لا سيما الخليجي، يطالب القيادة الأميركية بتحديد دورها، وذلك بعد فترة طويلة من التذبذب الأميركي وعدم الالتزام
ويوضح أنه "إذا كان هناك تحالف استراتيجي لا يزال قائماً بين واشنطن والعالم العربي، فإن لهذا التحالف التزامات وشروطاً ضرورية لاستمراره وتطويره، وبالتالي يتوجب على واشنطن أن تحدد أين تقف تجاه حلفائها التقليديين "
بدوره، اعتبر الكاتب الصحافي سالم الجهوري :
"إذا بقيت واشنطن على تخاذلها، فإن ذلك قد يؤدي إلى قيام الدول العربية بسحب مصالحها تدريجياً من الساحة الأميركية، وليس بشكل كامل، لتعيد توجيهها باتجاه الصين وروسيا"، لافتاً إلى أن "المصالح الأميركية لدى العرب أكبر من مصالح العرب لدى أمريكا "
ويرى مراقبون أن هذه التداعيات الهائلة كانت أحد أهم الأسباب، التي أجبرت بايدن على تغيير بوصلة السياسة الخارجية الأميركية تجاه المنطقة وقضاياها، بالنظر إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه في سوق الطاقة، التي باتت القضية الأكثر حيوية بالنسبة للرئيس الأميركي وإدارته حالياً .
لكن لن يحصل بايدن على كل ما يريد في ما يخص ملف الطاقة، ويرى أن "موقف السعودية والإمارات في إدارة زيادة إنتاج النفط، وعدم الاستجابة للمصلحة الأميركية والعلاقة المتوازنة مع روسيا، يفرض أولويات جديدة على علاقات الخليج وأميركا ".
ونحن نقول :  "  ان ايران أصبحت الآن تهدد الخليج من الشرق والشمال (العراق) ومن الجنوب (اليمن)، وكأنما هنالك للمرة الأولى (هلال إيراني) يهدد الخليج ".ونتوقع أن تشهد زيارة بايدن أيضاً محاولة لإنهاء الملف اليمني الملتهب، من خلال دمجه في مفاوضات الاتفاق .
د . علوي عمر بن فريد