د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
الهوية الجنوبية بين اليمننة والعروبة !!
يأتي هذا المقال ردا على السياسي الجنوبي المخضرم الدكتور محمد حيدره مسدوس والذي نختلف ونتفق معه عندما قال فيه : " ان نكران هوية اليمن الجنوبية من قبل القوى السياسية في الشمال واصرارها على واحدية اليمن يلغي مفهوم الوحدة ويجعلها ضم والحاق ، وبالتالي لم يعد أمام الحراك غير العودة الى الجنوب العربي "
وعندما سئل الدكتور مسدوس من رئيس صحيفة الوسط :
أنت الآن جنوب عربي أم جنوب يمني ؟؟ !!
فقال له : ما زلت يمني جنوبي ولكن اذا ما استمر الإصرار على واحدية اليمن فليس أمامي غير العودة إلى هوية الجنوب العربي "
ومع تقديري للدكتور مسدوس كمفكر جنوبي إلا أنني لا أتفق معه في رؤيته هذه التي ابتدعتها " الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل "
في تعز عام 1963م بيمننة الجنوب العربي ثم تبناها " الحزب الاشتراكي اليمني " بقوة في كافة أدبياته اللاحقة وكان فيما بعد أشبه بحصان طرواده كتب عليه من الخارج " تحرير الجنوب من الاستعمار" بينما أدخلت أدوات الاحتلال اليمني الجديدة في جوف الحصان الخشبي من الداخل وعملت جاهدة على تغيير هوية " الجنوب العربي "والغت خريطته السياسية والجغرافية وتآمرت مع المحتل البريطاني لاستلام السلطة منفردة وأقصت كافة المكونات والأحزاب السياسية الجنوبية بل وسهلت دخول العناصر اليمنية وأصبحت تلك العناصر الدخيلة هي صاحبة اليد الطولى داخل منظومة الحكم في الجنوب وكانت هي السبب في كل الانقلابات والتصفيات الجسدية التي عصفت بالجنوب سواء في هرم السلطة وطالت بالسجن والموت : قحطان وفيصل عبد اللطيف ومطيع كما طالت الشخصيات الجنوبية الوطنية من سلاطين الجنوب والسادة والعلماء وشيوخ القبائل ثم تدحرجت كرة النار وطالت سالمين وأنصاره ثم تفجرت كرة النار الكبرى في أحداث يناير عام 1986 م ودمرت الحزب الاشتراكي نفسه واطلقت تلك العناصر اليمنية يدها للعبث في تاريخ الجنوب وهويته الوطنية وكانت تلعب على وتر الخلافات الجنوبية التي زرعتها بين العناصر الجنوبية داخل الحزب الاشتراكي نفسه ، ورغم تعدد الكيانات التاريخية والسياسية في الجنوب من سلطنات وامارات فاقت العشرين كيانا الا انها ظلت متجانسة لم تشهد طوال تاريخها مثل تلك الصراعات بل كانت تحتوي خلافاتها بحكمة وتوفر الأمان والهوية الواحدة للمواطن الجنوبي الذي كان يتجول فيها دون أوراق ثبوتيه .. ورغم تعدد الكيانات السياسية في الجنوب وتفرقها كانت السبب الرئيسي في سقوطها عندما انسحبت وسلمت الحكم الجبهة القومية منفردة .. وعندما نقرأ التاريخ نجد أن السبب الرئيسي لسقوط الجنوب في براثن حكام اليمن بداية يعود الى عدم انصهاره في دولة واحدة وتعرض للغزو بدء من حروب كرب ال وتر في سبأ حتى الامام القاسم قي صنعاء في حين لم تتجاوز تلك الانتكاسات ثلاث مرات فقط ولكن سرعان ما وحدت امارات الجنوب العربي أهدافها وكلمتها وثارت على أولئك الغزاة حتى هزمتهم واخرجتهم من الجنوب .
ان الخلافات بيننا وبين اليمن خلافات جوهرية سواء في المذهب اوالعادات والتقاليد فهم عنصريون في تعاملهم مع الجنوب وفي احسن احوالهم يقولون : انهم الأصل وان الجنوب مجرد فرع تابع لهم !!!
اما غلاتهم والمتعصبون منهم فينظرون لشعب الجنوب باستعلاء وازدراء ويعتبرونهم شعب لا أصل لهم وهو مجرد جماعات من المهاجرين الهنود والصومال والافارقة والاسيويين وينكرون تاريخه واصوله العربية !!
ونحن نستطيع وبالأدلة الجازمة أن نعيد كل منهم الى أصله الحقيقي ولكننا لا نود الطعن في الأنساب مثلهم !!
وهم في الوقت نفسه يقدسون الامامة الزيدية وعساكرها حاشد وبكيل ويبجلون سادتهم الذين أتوا من خارج اليمن وأعلنوا اليوم صراحة ولائهم لإيران من باب ( الفرع يحن الى أصله ) !!
وهنا أسأل الدكتور مسدوس وأنصار اليمننة :
اليس اقليم الشام تاريخيا يتكون من : سوريا ولبنان وفلسطين والأردن
واليوم كل دولة لوحدها ؟؟!!
وأخيرا أي تجانس وروابط تجمعنا بهؤلاء القوم الطامعون في بلادنا وأي تاريخ مشترك يربطنا بهؤلاء القوم وهم ينكرون
الهوية الجنوبية بين اليمننة والعروبة !!
د . علوي عمر بن فريد
يأتي هذا المقال ردا على السياسي الجنوبي المخضرم الدكتور محمد حيدره مسدوس والذي نختلف ونتفق معه عندما قال فيه : " ان نكران هوية اليمن الجنوبية من قبل القوى السياسية في الشمال واصرارها على واحدية اليمن يلغي مفهوم الوحدة ويجعلها ضم والحاق ، وبالتالي لم يعد أمام الحراك غير العودة الى الجنوب العربي "
وعندما سئل الدكتور مسدوس من رئيس صحيفة الوسط :
أنت الآن جنوب عربي أم جنوب يمني ؟؟ !!
فقال له : ما زلت يمني جنوبي ولكن اذا ما استمر الإصرار على واحدية اليمن فليس أمامي غير العودة إلى هوية الجنوب العربي "
ومع تقديري للدكتور مسدوس كمفكر جنوبي إلا أنني لا أتفق معه في رؤيته هذه التي ابتدعتها " الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل "
في تعز عام 1963م بيمننة الجنوب العربي ثم تبناها " الحزب الاشتراكي اليمني " بقوة في كافة أدبياته اللاحقة وكان فيما بعد أشبه بحصان طرواده كتب عليه من الخارج " تحرير الجنوب من الاستعمار" بينما أدخلت أدوات الاحتلال اليمني الجديدة في جوف الحصان الخشبي من الداخل وعملت جاهدة على تغيير هوية " الجنوب العربي "والغت خريطته السياسية والجغرافية وتآمرت مع المحتل البريطاني لاستلام السلطة منفردة وأقصت كافة المكونات والأحزاب السياسية الجنوبية بل وسهلت دخول العناصر اليمنية وأصبحت تلك العناصر الدخيلة هي صاحبة اليد الطولى داخل منظومة الحكم في الجنوب وكانت هي السبب في كل الانقلابات والتصفيات الجسدية التي عصفت بالجنوب سواء في هرم السلطة وطالت بالسجن والموت : قحطان وفيصل عبد اللطيف ومطيع كما طالت الشخصيات الجنوبية الوطنية من سلاطين الجنوب والسادة والعلماء وشيوخ القبائل ثم تدحرجت كرة النار وطالت سالمين وأنصاره ثم تفجرت كرة النار الكبرى في أحداث يناير عام 1986 م ودمرت الحزب الاشتراكي نفسه واطلقت تلك العناصر اليمنية يدها للعبث في تاريخ الجنوب وهويته الوطنية وكانت تلعب على وتر الخلافات الجنوبية التي زرعتها بين العناصر الجنوبية داخل الحزب الاشتراكي نفسه ، ورغم تعدد الكيانات التاريخية والسياسية في الجنوب من سلطنات وامارات فاقت العشرين كيانا الا انها ظلت متجانسة لم تشهد طوال تاريخها مثل تلك الصراعات بل كانت تحتوي خلافاتها بحكمة وتوفر الأمان والهوية الواحدة للمواطن الجنوبي الذي كان يتجول فيها دون أوراق ثبوتيه .. ورغم تعدد الكيانات السياسية في الجنوب وتفرقها كانت السبب الرئيسي في سقوطها عندما انسحبت وسلمت الحكم الجبهة القومية منفردة .. وعندما نقرأ التاريخ نجد أن السبب الرئيسي لسقوط الجنوب في براثن حكام اليمن بداية يعود الى عدم انصهاره في دولة واحدة وتعرض للغزو بدء من حروب كرب ال وتر في سبأ حتى الامام القاسم قي صنعاء في حين لم تتجاوز تلك الانتكاسات ثلاث مرات فقط ولكن سرعان ما وحدت امارات الجنوب العربي أهدافها وكلمتها وثارت على أولئك الغزاة حتى هزمتهم واخرجتهم من الجنوب .
ان الخلافات بيننا وبين اليمن خلافات جوهرية سواء في المذهب اوالعادات والتقاليد فهم عنصريون في تعاملهم مع الجنوب وفي احسن احوالهم يقولون : انهم الأصل وان الجنوب مجرد فرع تابع لهم !!!
اما غلاتهم والمتعصبون منهم فينظرون لشعب الجنوب باستعلاء وازدراء ويعتبرونهم شعب لا أصل لهم وهو مجرد جماعات من المهاجرين الهنود والصومال والافارقة والاسيويين وينكرون تاريخه واصوله العربية !!
ونحن نستطيع وبالأدلة الجازمة أن نعيد كل منهم الى أصله الحقيقي ولكننا لا نود الطعن في الأنساب مثلهم !!
وهم في الوقت نفسه يقدسون الامامة الزيدية وعساكرها حاشد وبكيل ويبجلون سادتهم الذين أتوا من خارج اليمن وأعلنوا اليوم صراحة ولائهم لإيران من باب ( الفرع يحن الى أصله ) !!
وهنا أسأل الدكتور مسدوس وأنصار اليمننة :
اليس اقليم الشام تاريخيا يتكون من : سوريا ولبنان وفلسطين والأردن
واليوم كل دولة لوحدها ؟؟!!
وأخيرا أي تجانس وروابط تجمعنا بهؤلاء القوم الطامعون في بلادنا وأي تاريخ مشترك يربطنا بهؤلاء القوم وهم ينكرون
علينا أصولنا وتاريخنا بل وحتى العيش قوق تراب بلادنا !!!.
د. علوي عمر بن فريد