ناصر الخضر يكتب لـ(اليوم الثامن):

حين تغدو السعودية "مصدر ثراء لخصومها"

عتق

هل ادلكم على تجارة رابحة لا تحتاج إلى أمانة أو صدق ولا إلى كثير من المهارات ! 

كونوا كإخوان اليمن لتظفروا بحب الشقيقة الكبرى (المملكة العربية السعودية) .. اقبلوا عليها بكثير من خفة الدم وانعدام الضمير والتورع والتشوهات الفكرية والاحقاد العميقة والضغينة الراسخة ضد قيادتها.

قولوا عليها انها تريد احتلال المهرة لمد "الأنبوب"، قولوا انها تدعم الانفصاليين الجنوبيين لقسيم اليمن، اتهموها باضعاف الجيش الوطني، وانها لم تزودها بطائرات مقاتلة، مع ان من يدافع عن مأرب "هي الطائرات المقاتلة التابعة للسعودية".

المملكة مصدر دخل وثراء كبير في سوق خصومها، تسخو عليهم وتمنحهم فرصا للزق الوفير ، تؤهلهم ليصيروا مراكز نفوذ كاسحة وامبراطورية مالية لدولة الخلافة التي لا تقوم حسب ثوابت تنظيمهم الا على انقاض المملكة .

كم تخفف المملكة من بطالة وافلاس الاخوان، ورغم ذلك لا يحمدون لها سخاء او عطاء، هي في نظرهم ليست محمد بن سلمان بل "البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" ومالها هو ثروة الامة .

في فنادقها واجنحتها الخاصة يعدون انفاسها ، وفي سفرياتهم شرقا وغربا التي تدفع على نفقتها الخاصة يقدمون صورة مشوهة عنها ، يوزعونها ارقاما من الجرائم الملفقة ، هي في تبويب ميزانياتهم مورد هام وعلى لسانهم عدو الانسانية ، ولا يذكرون لها فضيلة منحهم ما يبرر وجودهم ونفوذهم ، لكنهم وللأمانة يعلمون اجيالهم انها غنيمتهم ووليمتهم العامرة على الدوام .

لو كانت المملكة تعرف خصومها من حلفائها في اليمن لما وجدت ايران في صنعاء من يردد صرخة خامنئي، ولولا المملكة ما كان للإخوان هذا النفوذ والاعمال الاستثمارية المزدهرة المتسعة كل يوم في سوق الحرب ضدها

وبإختصار لدى المملكة اصرار على مغادرة الحرب في اليمن، بدأت فعلا بالتخلي عن حلفائها، ويدفها الاخوان نحو هذا الخيار، لانهم لم يخسروا شيء ، لأنهم كسبوا ود الحوثي وتكسبوا من المملكة سلاح واستثمارات هائلة ، وكل إمكانيات وقدرات الحرب عليها ، مؤسسات اعلامية ، قنوات ، اذاعات ، صحف ، ومطابع ومواقع ، وشبكات ترويج العداء للمملكة وشتامون لقيادتها ، ومبتكرون ماهرون في تلفيق إتهامها، وجيش من متعهدي الطعن فيها والتأليب عليها والانتقام منها