ناصر الخضر يكتب لـ(اليوم الثامن):
الجنوب العربي و"المخــ.ــنثـ ـ.ـ ون" سياسيا وفكرياً
ربما أرى نفسي بأني أكبر سناً من الكثير من المناضلين في الجنوب، وعاصرت الكثير من الأجيال منذ عهد الرئيس سالم ربيع علي سالم إلى اليوم، والحمدلله على الصحة والعافية.
طوال تلك المراحل التي عشتها تعلمت الكثير والكثير من الأشياء التي لو اني درستها لما استوعبتها بتلك الصورة الذهنية، ولكن أرى ان هذه المرحلة هي مرحلة صعبة ليست بصعوبة العراقيل التي تضع امام انتصار قضيتنا الوطنية، ولكن لأن هناك ثقافة دخيلة أود ان انبه لها شبابنا الذين يرون ان السياسية "هي نقد الذات او التشكيك في الأخرين".
وهذا الأمر ليس من السياسة وليس من النضال، فالأمور يجب ان تقاس بالعقل لا بالعاطفة، ماذا لو ان أحدهم شكك في هويتك كإنسان، هل تقبل، كأن يقال عليك "انت ضفدعة مثلاً"؛ على الفور ستقول الناس ستضحك عليك لأنك تقول عني "ضفدعة"، وانا امامك انسان "مكتمل"، ميزه الله بالعقل والفصاحة، مع يقيننا ان للحيوانات لغة خاصة بها، وهذه قدرة الله سبحانه وتعالى.
بمعنى أدق ان الإنسان "يظل انساناً كما اختاره الله سبحانه وتعالى، وكذلك الحيوانات بمختلف اشكالها والوانها واصنافها"، انها قدرة الله في الخلق.
ولأن الله اصطفى الانسان بالفطرة، ومنحه الحدس والبصيرة، فلماذا يصر البعض ان يسير عكس التيار، ويضع نفسه أمام جموع الناس "انه الفاهم الوحيد"، وانه هو الذي لديه القدرة على التفكير وغيره جهلاء ولو كانت البشرية جمعاء، وهو الخبير الوحيد.
في الجنوب العربي، نرى الكثير من الأناس الذين يتحدثون في أمورة كبيرة عليهم، ويفتون في قضايا مصيرية ويضعون حلولا، يعتقدون انها قد تنطلي على الناس، وستحقق رغبة او هدف الممول الذي يرى ان المال والخداع وتصوير الأفكار، هو السبيل الوحيد لقهر الشعوب الحرة.
وهنا سأتوقف قليلاً، وأسأل هل هناك من يستطيع ان يقهر شعب الجنوب العربي؟، اعتقد اصغر طفل في الجنوب، سيجيبك، لولا ان هذا الشعب عصي على القهر، سمي بالجنوب الحر، ولولا الرفض الجنوبي لكل أنواع الظلم والضيم، لما استحق ان يكون شعبا عربيا أصيلاً، فالعربي يتميز بالغيرة على دينه وعرضه ووطنه، على عكس من لديه الاستعداد على التخلي عن كل شيء، ولو كان المقابل فتات من الأموال.
كتاب سياسيون على المستوى العربي، كتبوا كثيرا عن "المخنثين سياسيا"، ووجدوا ان هناك تشابه كبير بين أولئك الذين يعانون من مشاكل في الاضطرابات النفسية والتي تؤثر على "ميولهم الجنسي"، وبين المخنثين سياسياً.
وهنا يسمح لي القارئ الكريم ان اقتبس جزء من مقالة للكاتب سعيد حسينة المنشور في صحيفة ايلاف السعودية بتاريخ 8 يونيو 2006م، قال الكاتب :" إن التعريف الطبي للمتحول جنسياً هو الشخص الذي يشعر أنه يفكر ويحب مثل الجنس الآخر وينتمي إليه بشدة، ولكنه في الجسد الخطأ، وأمثال هؤلاء يلجأون للعلاج الطبي والجراحي ليتحولوا إلى الجنس الذي يشعرون بأنهم ينتمون إليه سواء ذكر أو أنثى.
والأمر نفسه ينطبق على المتحول السياسي أو الوطني الذي وجد نفسه موجودا في وطن لا يشعر بالانتماء إليه ، فاختار وطن بديل عن وطنه ولكنه دون ترك بلده الأصلي ، بل رسخ قدمه فيه وراح يجاهر بانتماء إلى وطنه الجديد ويدافع عن وطنه البديل".
وفي الجنوب العربي وجدنا ان بين اوساطنا من كنا نعتقد انها نخب سياسية، تروج ان في خلافات داخلية، وتتحدث عن وحدة يمنية شمالية، مع يقيننا اننا مع وحدة الاشقاء في اليمن الشمالي بما يضمن استعادة صنعاء من قبضة الاذرع الإيرانية.
لكن نحن هنا نتحدث عن المخنثين سياسيا، الذين يرفضون الانتماء إلى الجنوب العربي كوطن وهوية ضاربة في الجذور، ويصرون على الانتماء إلى اليمن الذي أصبح إيرانياً، ومع ذلك يرفضون التخلي عن جنوبيتهم، يحدثونك انهم جنوبيون ولكنهم مع وحدة اليمن.. اليس هذا السبب يكفي لكي نقول عليهم "انهم مخنثون سياسيا"؟.