عهدية أحمد السيد يكتب:

القمة الخماسية في العلمين

استضافت مدينة العلمين المصرية القمة العربية الخماسية، بحضور قادة مصر والامارات والبحرين والأردن، وبحضور رئيس الوزراء العراقي، وسط تحديات تواجهها المنطقة العربية في ظل تداعيات الأزمة الأوكرانية السياسية والاقتصادية، وبعد مرور نحو شهر من جولة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى منطقة الشرق الأوسط، وحضوره "قمة جدة للأمن والتنمية".
كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أول القادة الذين وصلوا إلى العلمين، ليلتقي أخاه فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في لقاء ثنائي يسبق القمة الخماسية، في ثالث قمة تجمع الزعيمين الإماراتي والمصري خلال العام الجاري، بعد قمة أبوظبي في يناير الماضي، وقمة القاهرة في أبريل الماضي، ما يعكس العلاقة الوثيقة بين البلدين، وحرص القيادة الإماراتية والمصرية على التنسيق المستمر في كافة القضايا الإقليمية والدولية، والذي ترجمه تصريح الزعيمين المشترك، الذي أكد على "أهمية تعزيز العمل العربي المشترك ووحدة الصف العربي في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة العربية".
أعتقد أن استمرار عقد القمم التنسيقية الثنائية أو المجتمعة، وانعقادها بشكل دوري وسريع يضع حلولاً مناسبة وفعالة تتناسب مع التحديات التي تواجهها المنطقة، ويضع رؤى مشتركة لحلحلة الأزمات العربية، ومواجهة حالة التضخم الاقتصادي العالمية عبر الشراكات العربية التكاملية الصناعية. فالدول المشاركة في القمة الخماسية تمتلك قوة شرائية بشرية تصل إلى 122 مليون نسمة، وسيحقق التكامل الاقتصادي بين الدول الخمسة تنمية مستدامة تبلغ قيمتها نحو 112 مليار دولار.
كما يتزامن توقيت القمة الخماسية قبل القمة العربية بالجزائر نوفمبر المقبل، في دلالة على تحضير الدول الخمسة على تنسيق مواقفها استعداداً لقمة الجزائر، مع ضرورة استمرار التنسيق العربي للقضايا الإقليمية، في ظل اقتراب الاتفاق النووي الإيراني الجديد من صيغته النهائية، وما يمثله ذلك من تداعيات على المنطقة العربية.
تناولت القمة الخماسية عدة ملفات مهمة وأبرزها أمن الخليج العربي، ودعم استقرار العراق الذي يعاني أزمةَ جمود سياسي، مع ضرورة دعم حكومة تسيير الأعمال في العراق لدرء الفتنة وإعادة الأمن والاستقرار إلى العراق الشقيق، كما تناول القادة الملف الليبي في ضرورة مهمة لوجود رؤية عربية تواجه التحركات الدولية، تهدف إلى إعادة ليبيا إلى طريق السلام والتنمية والاستقرار، بالإضافة إلى تداعيات الملء الثالث لسد النهضة، وأتوقع أن تكون هناك مخرجات مرتبطة بملفات أمن الغذاء والطاقة، عبر خلق آليات للشراكة الاستراتيجية التكاملية للتنمية الاقتصادية المستدامة.
خطفت مدينة "العلمين المصرية" الأنظار بموقعها الجميل المطل على البحر المتوسط، ويبدو أنها ستكون مقراً لمزيد من القمم العربية واللقاءات المهمة والمؤتمرات في المستقبل، وتضاف إلى سجل إنجازات الدولة المصرية بمشاريعها الاقتصادية التنموية، وحداثتها العصرية المتمثلة في "العاصمة الإدارية الجديدة" و"العلمين الجديدة" التي نالت بعداً عربياً باستضافتها القمة الخماسية بحضور القادة العرب.