منى علي المطوع تكتب:
اليوم الوطني السعودي وبصمة خضراء أبدية في قلوب البحرينيين
تخيل أن يطلب منك وصف شعورك العميق تجاه عمك؟ كيف ستعبر عنه وهو يماثل حبك الشديد لأبيك الذي منذ أن فتحت عيناك في هذه الدنيا وأنت تراه بطلك الأول وأول حب جاء بالفطرة وأروع إنسان في هذه الحياة؟ أليس هناك مثل دارج عندنا يقول «أحبك يا خالي فيك ريحه أمي؟» أيضاً هناك مشاعر فطرية متمثلة في معنى «أحبك يا عمي فيك ريحه أبوي!».
هكذا نستشعر حبنا لبلدنا الثاني المملكة العربية السعودية ونحن نرى العالم يحتفي باليوم الوطني السعودي ويتشح كل ما حولنا بالأخضر قبل أسبوعين حتى منذ قدوم ذكرى التأسيس واليوم الوطني لتوحيد هذا البلد العظيم والذي يصادف 23 سبتمبر من كل عام، فترند مواقع التواصل الاجتماعي المتصدر والذي لم يتراجع طيلة هذه الفترة هاشتاق #اليوم_الوطني_السعودي، يقال يعرف معدن المرء وقت الشدائد ولا يمكن أن ننسى كبحرينيين أن هناك محطات فارقة لامسنا فيها فزعات الشعب السعودي وأصالة وقفاتهم ودعمهم لكل ما هو بحريني في الكثير من المنعطفات، ولم تكن وقفاتهم معنا فقط في الشدائد بل هناك قاعدة تقول إذا أردت أن تعرف من يحبك بصدق فستكتشف حقيقته عندما يطالك الفرح وتراه فرحاً أكثر منك ولا يحسدك أو يغار منك، فهذا أكبر دليل على أنه يحب الخير لك، فالسعوديون حتى في الأفراح يكونون دائماً سباقين في رسالة وطنية قومية عميقة أن كل إنجاز بحريني هو فرحة سعودية.
حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها، هناك بصمة حب خضراء أبدية في نفوسنا تجاه كل ما هو سعودي، فنحن نحبهم بالفطرة قبل مبادرة المواقف والفكرة، نحب كل شيء سعودي لأن جذور التاريخ ممتدة بيننا وبينهم ونحبهم أكثر لشهامة أفعالهم وطيب العشرة، فقلوبنا مثل أرضهم مخضرة دائماً بحب ديار السعودية، وإن كنا بحرينيي المولد والمنشأ والهوية فإننا سعوديو الهوى والحب، وإن كان ما يربط بين البلدين جسر المحبة فإن التاريخ يقول هناك آلاف الجسور الممتدة من الأخوة الصادقة وأواصر النسب والمحبة والتاريخ المشترك العريق والمواقف الموحدة تربطنا بهم.
في علم الألوان والطاقات ألا يعتبر اللون الأخضر رمزاً للحياة والنماء والخير؟ لقد جاء في آيات القرآن الكريم الذي يعتبر دستور رب العالمين سبحانه وتعالى اللون الأخضر 8 مرات لتأكيد أنه لون الحب والأمل والخير الخصب جداً والأمان والسلام وعلامة من علامات الراحة النفسية والسرور، فقد جاء في سورة الكهف «أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك» بل إن كثيراً من الأطباء وعلماء الطاقة يوصون بارتداء الأخضر وصباغة الأماكن بهذا اللون لأنه يساعد في علاج العديد من الأمراض وإيجاد الهدوء العقلي والجسدي الداخلي للمريض، ولأن لكل شخص من اسمه نصيب كذلك لكل بلد من رمزها نصيب، فإن كان رمز السعودية عالمياً هو اللون الأخضر فذلك تماماً مثل ما يعنيه هذا الرمز على خارطة العالم أنه رمز لبلد الخير الخصب جداً تجاه جميع شعوب دول العالم أجمع، والذي أكرم العالم بالكثير من العطاءات والمساعدات والمواقف الداعمة بحب وأمل، وقيادته الشامخة رمز للسلام والأمان ومواقف الحكمة وسياسة الخير وفيه أطهر بقاع الأرض «مكة المكرمة» التي تعتبر مرفأ للطمأنينة والهدوء النفسي والجسدي لكل من يمر بها، بل إنها علاج روحي لكل مسلم ومسلمة، كل عام ومملكتنا الثانية السعودية في خير ونماء وسلام، حفظ الله هذه الأرض الطاهرة المخضرة بالحب دائماً، وحفظ قيادتها وشعبها أصحاب البصمات الخضراء الدائمة.
إحساس عابر
«ومن بغى يسمع مدانا وين، ومن بغى يعرف سندنا وعزنا، ومن بغى يعرف بمن اعتزينا واحتمينا، هي السعودية ديارنا وعمقنا وفخرنا».