د. صبري العفيف يكتب لـ(اليوم الثامن):
آل السقاف "الوهطيون" وثورة شعب الجنوب
مدينة الوهط في لحج المحروسة تقع على الوادي الكبير من وادي لحج شمال” بئر أحمد”، وقد اشتهرت بحب أبنائها للعلم وكثرة المتفوقين منهم في ميادين العلم والمعرفة والأدب والثقافة والفن والسياسة وكان من أبنائها من سطروا أروع ملاحم النضال الثوري في معظم مراحله المختلفة، وكان جل سلاحهم هو الفكر والأدب والسياسة والفن والثقافة.
فبعد كارثة الوحدة واحتلال الجنوب برز عدد من هؤلاء الرجال المناضلين من أبناء الوهط لاسيما أعلام " آل السقاف" أبرزهم الدكتور والمفكر والعالم الجليل" أبو بكر السقاف"، الذي يعد أول من أطلق وصف "فتح عدن والجنوب الاستعمار الداخلي" على نظام صالح في الجنوب وكتب مقالا تحت عنوان "الاستعمار الداخلي" في صحيفة " الأيام" نال بعدها التهديد لشخصه والعدوان على رئيس تحرير "الأيام" الشهيد/ هشام باشراحيل ومثوله سنوات أمام المحكمة.
والدكتور المحامي "محمد علي السقاف"، الذي صال وجال في ميادين الحراك في وبلدان العالم في سبيل تقديم الارشادات القانونية للثورة موضحا العالم مشروعية قضية شعب الجنوب العادلة وله عدد من الندوات في الخارج الذي شرح فيها مشروعية القضية الجنوبية التي شكل الحراك الجنوبي حامل شرعي لها، ويعد أول محامي دافع عن المعتقلين الجنوبيين وفي مقدمتهم المناضل حسن باعوم مما عمل نظام صنعاء على تهديده واعتقاله ففي 9 أغسطس 2008م تم اعتقال هو وأسرته في مطار صنعاء.
وكان الأستاذ الدكتور الصحفي" هشام محسن السقاف"، أبرز كتاب صحيفة الأيام التي أطلق منها صوتا جنوبيا حرا وشغلت كتاباته الثورة والوطنية معظم الصحف والمواقع الجنوبية الحرة وفي مقدمتها صحيفة الأيام الجنوبية، وسخر جل محاضراته وندواته العلمية في سبيل خدمة قضية شعب الجنوب، ولم يكن الفن بعيدا عن هذا المضمار بل أنه كان أقواها أثرا، فكان الفنان الربان " عبود خواجة زين السقاف" رائدا للأغنية الوطنية الجنوبية فمن خلالها أشعل حماس الثورة الجنوبية السلمية وواكب كل مراحل تطورها وصدح بأجمل ألحانه العذبة، ليصل بالثورة إلى قلوب الناس وافئدتهم.
إن هؤلاء الكوكبة من المناضلين الأوائل الذين فجروا ثورة الوعي الوطني الجنوبي وكانوا وما زالوا نجوما بهم تهتدي ثورة الثائرين، فمذ البدايات الأولى لاحتلال الجنوب من قبل نظام صالح كانت كلمة الأحرار الجنوبيين تصدع وتجهر بأعلى صواتها في سبيل كشف الممارسات العدوانية ضد شعب الجنوب أرضا وإنسانا وكان هناك القائد الملهم لتلك الأصوات الحرة أنه المناضل "هشام محمد علي باشراحيل" رحمة الله تغشاه فقد كان وطنا بديلا عن الوطن المسلوب ففتح قلبه ونذر صحيفته لمبادئ المناضلين الشرفاء في سبيل نصرة قضية شعب مقهور ووطن مسلوب وحرية مقموعة.
مما سبق يتبين أن مدينة الوهط في لحج المحروسة قدمت كوكبة من المفكرين والمثقفين والفنانين والكتاب الذين كافحوا بالقلم والكلمة وتصدروا المشهد في مقاومة قوى البطش والنهب والسلب التي قادها علي عبدالله صالح عقب اجتياح أرض الجنوب في حرب صيف 1994م، بل أنهم كانوا من أبرز المؤسسين للجنة الشعبية التي تشكلت من نخب سياسية وقانونية وثقافية ومثلت نواة حراك مقاومة ممارسات نظام الشمال في الجنوب وسطوته على مقدراته.
برقيات للقائد الرئيس عيدروس الزبيدي.
البرقية الأولى: مدينة الوهط تعد المدينة الوحيدة التي ماتزال غير ممثلة في قوائم هيئات المجلس والتشكيلات الأخرى وكذلك في أجهزة الدولة المختلفة فيتوجب أن تنال استحقاقها السياسي والتنموي .
البرقية الثانية: حان الوقت لتكريم هؤلاء القامات الوطنية الكبيرة وفاءا لنضالاتهم في الساحة الوطنية والفكرية.