افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

محاولة عبثية لخداع الايرانيين

ظهرت نغمة جديدة في تصريحات ملالي ايران، مع الدخول الى الاسبوع الرابع من الانتفاضة، تتمثل في دعوات “الاستماع للمواطنين”، “الاعتذار للمواطنين” والاستعداد “لتقبُّل النقد” وضرورات إصلاح المسؤولين لأنفسهم.   

في هذا السياق يؤكد رئيس السلطة القضائية غلام ايجئي على الاستعداد لسماع الانتقادات، وجهات نظر الجميع، واجراء بعض الإصلاحات أذا لزم الأمر، فيما تحدث أمين سر المجلس الثقافي رضا  عاملي بعد اجتماع للمجلس بحضور ابراهيم رئيسي عن  “البيت الوطني للحوار الحر” الذي يتيح لكل شخص التعبير عن رأيه بلا قيود، اكد عضو مجلس الشورى باقري عن ضرورة “الحوار الوطني” لإيجاد حلول لمشاكل البلاد، ودعا عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام اسدي الى تغيير الرؤية الأمنية للحكومة لتكون استراتيجية النظام مبشِّرة بالخير للمواطنين لا مُنفِّرة، وتعامل دري نجف آبادي وزير المخابرات السابق وممثل خامنئي في أراك مع الامر من زاوية اخرى حين اعترف بالوقوع في الخطأ والاعتذار عنه 10 مرات، مشددا على عدم “معاقبة أنفسنا”. 

انعكست هذه المناخات على متابعات وسائل الاعلام للتطورات الداخلية، حيث انتقدت صحيفة “جهان صنعت” الحكومية عدم اقرار الحكام ورجال الدولة وغيرهم بإهمالهم أو خطأهم في إدارة الحدث والظاهرة المسماة بدورية الإرشاد، وتجاهل ضرورة الاعتذار للمواطنين عن الاخطاء وسوء التقدير في إدارة شؤون البلاد، وجاء في الصحيفة انه كان بالامكان تجنب الاحتجاجات الواسعة النطاق التي اجتاحت مدن البلاد لو جرى التعامل مع الاحداث بشكل مختلف. 

ظلت ثرثرة اركان نظام الملالي التي لا ترقى لمناورات الدكتاتوريات في مراحلها النهائية بعيدة عن تصديق المنتفضين في 177 مدينة في البلاد على مدى الاسابيع الاربعة الماضية، ففي اخر ايام الشاه قام بخلع  الجنرال نصيري الذي ترأس السافاك لسنوات عديدة، وسجنه، وأقال  عباس هويدا الذي تولى رئاسة الوزراء لمدة 13 عامًا، وغير رؤساء الوزراء شهريا لكسب الرأي العام.  

بقي نظام الاستبداد الديني عاجزا عن إقالة عملائه المتورطين في ارتكاب الجرائم أو تقديمهم لمحاكمات هزلية، ردد قادة الملالي نفس التصريح الذي أدلى به حسین  أشتري في اليوم الأول لمقتل مهسا اميني، الذي اكد من خلاله على انها ماتت فجأة بشكل طبيعي، جاء التمسك بالرواية لأن خامنئي يعلم جيدًا ان التراجع خطوة واحدة يعني تمزيق النظام المهَلهَل. 

يكشف الذين يدعون قبول النقد عن طبيعتهم الخبيثة بعد جملة أو جملتين، ويكشِّرون عن أنيابهم لأبناء الوطن، ففي ختام تصريحاته يامر المعمم إيجئي المسؤولون في النيابات العامة بالإسراع في استكمال ملف قضية العناصر الضالعة في أعمال الشغب، ويدافع  نجف آبادي عن احكام الإعدام، وبذلك يهدف النظام من خلال الحديث عن الحوار الحر لشراء الوقت، والتخفيف من ضغط الانتفاضة على الاجهزة الامنية.  

يحاول نظام الولي الفقيه خداع الايرانيين بثرثرته لوقف احتجاجاتهم، والحد من تدفقهم الى الشوارع ـ بعد وصوله الى طريق مسدود، عجزه عن قمع انتفاضتهم، وفشله في ايجاد الحلول لازماتهم ـ على امل التقاط انفاسه، لكنه يبقى عاجزا عن القيام بمبادرات حقيقية للمناورة وتنفيس الاحتقانات، مما يعني عبث محاولاته.