افتتاحية الخليج:

الابتزاز الحوثي

من الواضح أن جماعة الحوثي مصرّة على ركوب رأسها في تحدي المجتمع الدولي وعدم الامتثال لقرارات الشرعية الدولية، ولكل الجهود الدولية والإقليمية لتثبيت الهدنة، والعودة إلى المسار السياسي الذي يؤدي إلى تحقيق الأمن والسلام في اليمن.

هذا الإصرار على اتباع نهج التحدي يعني أن هذه الجماعة تريد الإبقاء على اليمن رهينة لديها، رغم ما يعانيه الشعب اليمني من كوارث إنسانية واجتماعية واقتصادية بات غير قادر على تحملها، ومع ذلك هي ماضية في غيها من دون أن تلتفت إلى حجم معاناة اليمنيين، وتوقهم للخلاص من سطوة الجماعة، والعودة إلى رحاب الأمن والسلام والعيش كبقية البشر.

تمارس هذه الجماعة أبشع أشكال الابتزاز ضد الشعب اليمني والشرعية والمجتمع الدولي من خلال فرض شروط تعجيزية لتمديد الهدنة، وهي تعرف أن الهدنة على مدى الأشهر الستة الماضية، أعادت فتح مطار صنعاء للرحلات المدنية، وربطت اليمن بالعالم الخارجي، كما أعيد فتح ميناء الحديدة أمام المشتقات النفطية، وتم توفير عوائد مالية لهم تم تجييرها للمجهود الحربي مع الأسف، ومع ذلك هي مصرّة على مزيد من الابتزاز من أجل تمكينها من تشديد قبضتها على السلطة، وممارسة المزيد من القهر على الشعب اليمني، ورفض كل المبادرات والجهود المبذولة من جانب الأمم المتحدة وكل أشقاء اليمن وأصدقائه لإخراجه من دوامة الحرب والاقتتال.

وكان الهجوم الأخير بواسطة الطائرات المسيرة على ميناء الضبة النفطي في حضرموت مثالاً على رعونة هذه الجماعة ومدى استهتارها بهذه الجهود، تحت مزاعم «منع نهب النفط اليمني، وعدم تخصيصها لخدمة أبناء الشعب»، وكأنه يعنيها كثيراً خدمة أبناء الشعب، وهي التي تمعن فيه قتلاً وتجويعاً وفقراً، واستهدافاً للبنية التحتية الاقتصادية والصحية والاجتماعية والتعليمية وغيرها.

إنها عقلية التسلط والاستحواذ والإرهاب المعادية للسلام، والرافضة لكل محاولات بناء جسور الحوار التي تفضي إلى مفاوضات وحلول سياسية تضع اليمن على طريق السلام، من خلال العودة إلى التعقل والمشاركة من دون إقصاء لأي طرف، وعلى قاعدة أن اليمن لكل اليمنيين.

إن حجم استنكار وإدانة هذا الفعل الحوثي المشين من جانب كل دول مجلس التعاون الخليجي، ومعظم الدول العربية والأجنبية والجامعة العربية والأمم المتحدة يظهر مدى عزلة هذه الجماعة، والمدى الذي تشكله من تهديد للأمن والسلم في المنطقة، وتهديد مصادر الطاقة.

وإذا كان التنديد والاستنكار يمثلان خطوة إيجابية تجاه هذا الفعل الإرهابي، لكن المجتمع الدولي مدعو لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة كي يقرن القول بالفعل، وذلك من خلال الضغط على جماعة الحوثي للقبول بتمديد الهدنة من دون شروط، والعودة إلى مسار المفاوضات كسبيل وحيد لتحقيق السلام، وإلا عليه أن يتخذ إجراءات رادعة ضد هذه الجماعة.