إبراهيم إيهاب يكتب لـ(اليوم الثامن):

العاصمة عدن.. بين مشاريع التنمية والاصوات المزعجة

عدن

"كلنا تحت طائلة القانون ومستعدون للمحاسبة، ولن نلتفت للأصوات المزعجة"، هكذا رد معالي وزير الدولي محافظ العاصمة السيد أحمد حامد لملس، على مزاعم وجود قضايا فساد في أروقة السلطة المحلية، فكان الرد "اننا نقدم الكثير من الأموال في سبيل التنمية التي تجري على قدم وساق، ونحن في العاصمة نشاهد عجلة التنمية التي دارت منذ ان تسلم الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي قيادة السلطة المحلية باقتدار متجاوزا عراقيل وضعت في طريقه ولعل أبرزها الجانب الأمني وتعرضه لمحاولة اغتيال أثمة، خسر الجنوب على إثر تلك العملية الإرهابية الجبانة التي راح ضحيتها عدد من الشهداء من الأمن والصحافيين والمدنيين، وهي جريمة تدين مرتكبيها ومن يقف خلفهم من قوى سياسية وحزبية يمنية.

لا شك ان سلطة العاصمة عدن التي جاءت من رحم المعاناة لشعبنا الذي يعاني الأمرين من جراء الحصار المفتعل منذ سنوات ان لم يكن منذ أكثر من ثلاثة عقود، تعمل بكل ما في وسعها لانتشال العاصمة، وإعادة الاعمار.

ونحن ندرك ان ما قامت به السلطة المحلية من عمل طيلة العامين  الماضية، يؤكد ان هناك نهضة غير مسبوقة، ويكفي ان نقارن بين عدن قبل 2020م وبعد ان تسلم السيد المحافظ مقاليد السلطة المحلية، وهناك عمل وحركة دؤوبة، يشارك فيها الاشقاء في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بالدعم السخي والمعهود منذ حرب الاجتياح التي تعرضت لها العاصمة.

ولا شك ان الجنوبيين في العاصمة يطمحون الى المزيد من المشاريع، لكن ما يبدو انه مثير للاستغراب هو استمرار بقاء بعض المؤسسات الإيرادية خارج سيطرة البنك المركزي في الكثير من المحافظات، وهذا أمر ليس جيداً، فالقوات يحتاج جنودها وضباطها الى مرتبات، وهناك حالة معيشية صعبة يعاني منها المواطن في الجنوب، في ظل ظروف صعبة للغاية، وهي ليست خافية على أحد على الاطلاق.

نقف بكل قوة إلى جانب سلطة معالي وزير الدولة ومحافظ العاصمة، في كل جهوده التنموية التي يقوم بها، ونحن على ثقة كبيرة في قيادتنا السياسية والمحلية في انها تنتشل وضع ليس العاصمة وحدها، ولكن كل مدن الجنوب من المهرة إلى باب المندب.

وقد استبشرنا بالدعم الإماراتي الكبير الذي قدم لأهلنا في جزيرة ميون، ونرجو أن تحظى هذه الجزيرة بالمزيد من الدعم والاهتمام.

إن انتشال الوضع المعيشي لسكان الجنوب ليس بالأمر السهل ونحن ندرك انها لن يأتي بين ليلة وضحاها، ولكن تحتاج الى خطة استراتيجية، وعمل مكثف، وهذا لن يأتي الا بتكاتف الجميع "سلطة وقوى سياسية ومدنية"، فالحروب التي تعرضت لها بلادنا والتدمير الذي طال كل شيء، يحتاج الى سنوات طويلة من العمل والى الكثير من الدعم المالي، لمعالجة كل آثار تلك الحروب التدميرية، وفعلا هناك خطوات عملية في العاصمة في عدن تعمل على طمس اثار الحرب، منها إعادة ترميم الطرقات والانارة وهذا شيء ملموس، والشعب يطمح الى المزيد وهذا حقه.

لكن أود التأكيد في خاتمة إلى نقطة في غاية الأهمية أن العمل التنموي والخدمي بحاجة الى تحصينه "التحصين السياسي والوطني" ومواجهة كل المشاريع التدميرية لقوى سياسية لا تزال تتربص بالجنوب "الأرض والإنسان".

والله الموفق.