مهدي عقبائي يكتب لـ(اليوم الثامن):

“اللارجعة” هي السمة المميزة للانتفاضة الإيرانية

لا تزال انتفاضة الشعب الإيراني الوطنية تمضي قدمًا في شهرها الثاني كما هي عليه، وتكتسب المزيد من الأبعاد والجوانب كل يوم. ويتم على مدار الساعة في الوقت الراهن تسجيل عشرات الحركات الاحتجاجية في مختلف مدن البلاد، على الرغم من انقطاع الإنترنت تمامًا في بعض المناطق لساعات ممتدة. ويجب في هذه الأثناء الانتباه أيضًا إلى السمات الجديدة للانتفاضة التي لا رجعة فيها على الإطلاق. وبناءً عليه، فإن السمات الجديدة للانتفاضة أيضًا لا رجعة فيها: 

“اللارجعة” هي السمة المميزة للانتفاضة الإيرانية 

– الروح القتالية، والشعارات المتهورة للطلاب في البيئة الجامعية المغلقة والتي يمكن التحكم والرصد فيها  

– انتفاضة الطلاب ومواجهتهم للعناصر والمسؤولين الحكوميين، من أمثال المتحدث الرسمي باسم حكومة رئيسي 

– انخراط طلاب المدارس في ساحة الاحتجاج متسمين بمعنويات عالية وأكثر الشعارات راديكالية  

– ازدياد حالات حرق لافتات وصور الولي الفقيه، علمًا بأن هذه العملية كانت في يوم من الأيام تخص وحدات المقاومة  

– التبديد النسبي لخوف المواطنين من آلة القمع، من قبيل الوحدة الخاصة التي كانت في يوم ما ورقة الملك بيد الولي الفقيه  

– كثرة الأحياء المحررة (من قبيل جيتكر، وستارخان، وإكباتان وغيرها من الأحياء)، وتعدُّد المدن المحررة (من قبيل سنندج، ودهلران، ومهاباد وغيرها من المدن) ولو لبضع ساعات من الليل أو النهار  

فضلًا عن عُرف تحويل مراسم عزاء الشهداء إلى حركات ثورية واحتجاجية … إلخ 

وكل ذلك سمات أدت إلى تقدُّم الانتفاضة لتصل إلى مراحلها المصيرية التطورية. فمن ذا الذي كان يعتقد قبل 6 أشهر أن الطلاب الصغار سيرفعون شعار “الموت لـ خامنئي”، في يوم من الأيام، في أزقة وشوارع إيران؟ ومن ذا الذي خطر بباله أن المظاهرات المناهضة للحكومة ستنطلق في المناطق الجنوبية من طهران؟  

أحلك فجوة وأسوأ احتمال 

يقول علماء المنطق “فرض المحال ليس بمحال”، ومن الممكن دراسة أي احتمال في المناقشة الجدلية والخيالية ووضعه بعين الاعتبار. وبقبول هذا التفسير مع أسوأ نظرة للانتفاضة، حتى لو هدأت الانتفاضة هذه الليلة (فرض المحال)، وعدنا إلى 15 سبتمبر 2022، أي إلى اليوم السابق لوفاة مهسا وبداية الانتفاضة، فإن كل الأسباب التي دفعت المواطنين إلى الانتفاضة ستظل قائمة، وهي: 

الأزمات الاقتصادية والارتفاع الجامح في الأسعار 

الأزمات الاجتماعية والفقر والطلاق وترك الدراسة… إلخ  

الأزمات السياسية وجمود الاتفاق النووي … إلخ  

الأزمات البيئية والأزمات المتعلقة بالمياه والتربة والطقس… إلخ  

والجدير بالذكر أنه لم يتم تقليص هذه الأزمات فحسب، بل تضاعفت عدة أضعاف، وتسيل دماء مئات الشهداء في الشوارع دعمًا لمعركة الشعب وضمانًا لها. كما ازدادت كراهية المواطنين لنظام الملالي ومرتزقته أضعافًا مضاعفة، وتم حقن السمات الجديدة للانتفاضة في مجتمعنا. ونتيجة لذلك، فإن الانتفاضة، في أسوأ سيناريو، سوف تشتعل مرة أخرى في مدار أعلى مع أول شرارة وذريعة. ومن المؤكد أنه ليس هناك أي ريب في “استمرارية” الانتفاضة و “لاعودتها”.