لحمر بن لسود يكتب لـ(اليوم الثامن):

إلى المستشار علي هيثم الغريب.. هل من الغيرة محاولة اظهار ان الجنوب "مقسم"

عدن

أرسل لي صديق مقالة لسيادة المستشار علي هيثم الغريب- وزير العدل السابق – ونحن لا نشكك في ولاء وإخلاص أي جنوبي "حاشا لله ان نفعل ذلك"، ولكن لأن المقالة كتبها المستشار الغريب، فقد أظهرت الغريب غريبا في التفكير والطرح، وانا هنا لأرد عليه وابين له الكثير من الأمور التي ربما يجهلها او لم يستوعبها، وكلنا نكمل بعض.
بعث الغريب رسالته الغريبة الى من وصفه مكونات عدة من بينها قوات عسكرية هي جيش الجنوب الوطني الذي يخوض معارك مقدسة في أكثر من جبهة تحت راية الجنوب، وليس تحت أي راية أخرى، ولهذا أقول للأخ الغريب "لماذا هذه المحاولة الغريبة منك في اظهار الجنوب انه فصائل عسكرية ومكونات سياسية متناحرة في ما بينها؟.
ما هي الفائدة.. انا بصفتي القبلية لست عضوا في المجلس الانتقالي الجنوبي ولا في أي تيار سياسي، لكن أنا أرى ان المجلس الانتقالي بقيادة المناضل الرمز عيدروس بن قاسم الزبيدي، قد رحب بالجميع وأطلق حوارا وطنيا لذلك، بالدليل ان المستشار علي هيثم الغريب عاد مؤخرا الى عدن نتيجة هذا الحوار الوطني الشفاف.
ذهبت الأخ الغريب الى الحديث عن أن الجنوب يعاني من وضع كارثي، وهذا صحيح ولا ينكره أحد، ولكن لم يقل لنا من هو السبب في هذا الوضع الكارثي؟، هل هي الحكومة التي كانوا جزء منها أم ان هذه الأطراف التي سماها هي السبب في هذا الوضع الكارثي.
اما بالنسبة للصراع السياسي، لا نرى أي صراع سياسي بين أبناء الجنوب، فنحن لا نفسر الحديث هذا على انه نفس حديث المدعو علي الصراري الذي وصف الحرب ضد الإرهاب بانها حرب عبثية، في حين ان تنظيم القاعدة لم يتأخر في بث فيديو ادان فيه حكومة معين عبدالملك بالوقوف وراء هذه الجماعات الإرهابية.
اتفق معك تماما أستاذ علي هيثم في مسألة الميثاق الوطني الجنوبي المنطلق من مشروع التصالح والتسامح الجنوبي، ونحن اذ نشد على ايدي الجميع في المضي نحو ذلك المشروع بخطط وطنية واستراتيجية.
تحدث علي هيثم الغريب عن ما زعم ان الكرامة تداس اليوم بسبب لوبيات الفساد، التي قال إن منها ما هو معين من قبل الاحزاب اليمنية ومن هو من هو معين من قبل الشرعية ومن هو من هو معين من بعض رؤساء الجماعات المناطقية المتطرفة"؛ وهنا نتوقف قليلا ونخاطب الأستاذ علي بلغة لعله يفهمها ويعيها "اذا ترى ان مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي مناطقي متطرف".
هل يعقل ان هذا المشروع الذي حظى باجماع شبه كلي في الجنوب من المهرة الى باب المندب "مشروع مناطقي متطرف"، هل حمل السلاح لقتال أبناء الجنوب، اما ان أبناء الجنوب يحملوا السلاح تحت اشراف المجلس الانتقالي الجنوبي للدفاع عن التراب الوطني الجنوبي.. ما الذي تريده يا أستاذ علي؟ نتمنى ان لا يدفعك خلافك مع المجلس الانتقالي الجنوبي الى الانجرار وراء هذا الخطاب الذي نطالبك بالاعتذار عنه لأنك تضرب القضية الوطنية وتنال من الملايين من أبناء الجنوب الذي خرجوا لتفويض المجلس الانتقالي الجنوبي.
بالنسبة للتخوين، فلا اعتقد ان هناك من يرتضى ان يضع نفسه في موقع الخائن وهو يقف في صف اخوانه الجنوبيين، لن نقبل ذلك ولا يعقل ذلك، لكن ما الذي تريده من هذا الشعب وهو يرى البعض ينادي باليمن الكبير وبالدولة الاتحادية ويساند ميليشيات مأرب وصنعاء وهي تجتاح الجنوب وتقتل اهله.
دعي أخي علي ان التمس لك العذر في كل ما قلت، ولكن يجب علينا ان نكرس ما قلت انت في أن "الجنوب من عدن الى المهرة، وطن كل الجنوبيين بدون استثناء، وطن ورثناه من الأجداد حراً موحداً، رصاصة التحرير بداءت من ردفان وسمع "لجبها" حوف والى عدن ، وبداء الحراك الجنوبي من المكلا والضالع وانطلق من عدن وعم الجنوب كله، واليوم ندافع عنه بقوة وثقة كاملتين رغم كيد الكائدين، وبعيداً عن أي جهة كانت، هدفنا الأسمى سمعة وطننا شعبا وأرضا"؛ انتهى اقتباسي لكلام علي هيثم الغريب..
الجنوب ثم الجنوب ثم الجنوب، واي خلافات او تباينات تحل في إطار دولة جنوبية مستقلة تحمي الشعب من أي عدوان يمني جديد، وان يكف الاشقاء عدوانهم على بلادنا حتى يعيش الشعبين في أمن واستقرار، وعليهم ان يدركوا ان الوضع تغير وان خارطة التحالفات تغيرت ولم يعد هناك من يدعم او يتبنى أي نوع من أنواع الهيمنة اليمنية على الجنوب العربي، فضلا عن استعداد شعب الجنوب لحمل السلاح والذود عن الوطن مهما كانت التضحيات.
والله الغالب على أمره
شيخ قبلي