طارق علاي يكتب:
الكونغرس العالمي للإعلام
لا يختلف اثنان على أن الإمارات اليوم هي البلد الذي تنطلق منه المبادرات الرائدة، وتنمو فيه الأفكار الجديدة، وتتصدى بالحلول المبتكرة للتحديات الماثلة.
ولعل من أبرز التحديات التي يعيشها العالم اليوم هي تلك التي يواجهها قطاع الإعلام، لا سيما في الفترة الأخيرة التي شهدت طفرة في التطورات العلمية والتكنولوجية، مما أدى إلى فرض مفاهيم جديدة في عالم الإعلام والتواصل.
ومن هنا، فإن انعقاد «الكونغرس العالمي للإعلام» في أبوظبي، يأتي في سياق تلمس هذه التحديات، ومحاولة استشراف المسارات اللاحقة التي تفرضها قائمة طويلة من الحقائق والمعطيات المستجدة.
وإذا كان منظمو الدورة الأولى من «الكونغرس العالمي للإعلام»، يطمحون إلى جعله منصة مثالية لتسريع وتيرة تطور قطاع الإعلام في جميع أنحاء العالم من خلال تعزيز التعاون وتوحيد الأفكار على نطاق عالمي، فإن من أهم السبل لتحقيق ذلك هو النقاش المستفيض حول المعطيات الحرجة المستجدة، وأهمها تلك المتعلقة بقضايا الذكاء الاصطناعي والبيانات والتقنيات المبتكرة التي فرضت حضورها على المشهد، والحاجات الملحة لإعادة تأهيل الكوادر وتهيئتها للتعامل مع إعلام المستقبل، والتوصل إلى فهم حصيف لحاجات المتلقي وسلوكه بوصفه مستهلكاً للمادة الإعلامية، إلى جانب بحث القضايا المتعلقة بصناعة المحتوى، واستشراف أبرز التوجهات المستقبلية في القطاع.
وفي الواقع، يطرح الحدث العالمي هذه الجوانب الملحة ويضعها على جدول أعماله، ما يجعل منه مناسبة استثنائية وفرصة ثمينة لرسم خريطة طريق تضمن لقطاع الإعلام في العالم التكيف مع المستجدات، بما يؤمن له القدرة الكاملة على أداء واجباته ومهماته على أكمل وجه.
وبالنسبة لنا، في دولة الإمارات، فإن هذا الحدث يمثل فرصة للاحتكاك مع زملاء المهنة من كافة بلدان العالم، والتعرف على المدارس والتجارب الإعلامية المختلفة، وكذلك عرض التجربة الإماراتية في هذا المضمار، وتقديمها إلى العالم.
ولعل من الميزات الأساسية، التي يتمتع بها هذا الحدث العالمي هي ما يتيحه من علاقات تعاون وشراكة بين الإعلاميين في العالم، وتطوير معايير وآليات للعمل الإعلامي في سياق من الموثوقية والمصداقية.
ولحسن الحظ، لا يغفل الحدث العالمي عن أهمية استقطاب الشركات العالمية، التي تستثمر في القطاع، لا سيما مع ما تبديه هذه الجهات من اهتمام بالوصول لسوق الإعلام في المنطقة.
إننا على ثقة بأن هذا الحدث العالمي سيشكل علامة فارقة في تاريخ العمل الإعلامي في منطقتنا على وجه الخصوص، لا سيما في مجال سد فجوة المهارات بما يتيح مواكبة الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها. وكذلك على مستوى علاقات الشراكة والعمل مع زملاء المهنة في العالم، وتوجيه أنظار الاستثمار العالمي إلى أهمية قطاع الإعلام في المنطقة.
وإضافة إلى ذلك، هو حدث يعزز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة مركزاً للإعلام في المنطقة ووجهة رائدة تستقطب كبريات الفعاليات والمؤتمرات العالمية.