د. صبري عفيف العلوي يكتب:
إشراقة الحضارة الصينية من الرياض
إن المعطيات التاريخية والمحددات الداخلية والخارجية لسياسة الأمة العربية، تتجلى مؤشراتها بوضوح، لاسيما مع دول، مثلث الهيمنة العالمية،دول الغرب والصين وروسيا.
إن الناظر في مسار التوجهات العالمية منذ بداية التاريخ يرى إن محور الصراع العالمي يتركز حول مثلث استراتيجية الأمن القومي العربي( دول شبه الجزيرة العربية، وبلاد الشام والعراق ودول حوض النيل).
إن الدلالات المكانية والزمانية المتجسدة في موروثنا الإسلامي والعربي تبين أن الأمم والحضارات لا تسود إلا حين يكون لها موطئ قدم في أحد تلك المثلثات، ومتى ما فقدت أي حضارة تلك الميزة أفل نجمها وصعد نجم حضارة أخرى، إن ما اكتبه هنا ليس بمجرد رأي، بل أنها نتائج بحوث واستشرافات كشف عنها من خلال قراءات عديدة.
وفيما يخص الأمن القومي العربي، والمخاطر التي تهدده لاسيما حين تصير بلادي (الشام واليمن)؛ في يدي الدول الإقليمية حينها يشكل فقدان أحديهما أو كليهما تهديدا لأمننا القومي العربي، وهذا ما تبينه كثير من الأحداث التاريخية القديمة والوسيطة والمعاصرة.
ولم تكن الأحداث التاريخية لوحدها من تشير لذلك، بل أن دلالة المكان والزمان في النص القرآني تشير إلى مدلولات عميقة تؤكد صيرورة الزمن وقدرته في صناعة التحولات الاستراتيجية الكبرى، فحين نتأمل في عظمة الأمكنة المقدسة نرى أن سورة (قريش) في وسطها و (الأحقاف) و(سبا) في جنوبها وسورة( الروم) في شمالها، وتتجلى مدى ارتباط( مصر وطور سينا) بمحيطها الجغرافي المتعالق بالزمان المتجدد، ليوحي بعمق المعنى المجسد لدلالة الأمن القومي العربي المتجسد في العمق الاستراتيجي تلك الزمكانية المتجسدة في ثنايا النص القرآني.
إن دلالة الزمان في النص القرآني تجسد أهمية الموقع الاستراتيجي للأمة العربية والمتمحور في ثلاث زوايا هي ( الشام ومصر وبلاد الأحقاف وسباء) وتلك الكلمات المفتاحية هي مراكز الأشعاع المتشظي بدلالاته، ليرسم الخرائط الإقليمية والعالمية ويحدد مصير اتجاهاتها، ومن هنا فقد عملت الروم وحلفائها من الفرس على إحجام تلك البؤر الإشعاعية، ليحلو لها التحكم بمصائر الأمة العربية والإسلامية.
ومما سبق يمكن القول إن قدمي التنين الصيني قد وطأة اليوم أحد بوابات السيادة العالمية، مما يعني أن العم سام قد شاخت قدماه وجثا على ركبتيه ومن الصعب استنهاض جسده المثخن من جديد..
للاستشرافات بقية....