د. عارف محمد أحمد يكتب لـ(اليوم الثامن):

مؤتمر الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين.. صناعة الحدث والسير به

هرمٌ يُصْنَعُ قواعِدهُ بهويةِ شعبِ الجنوبَ ؛ ميناء ترسي فيه أشرعة قواربنا الجديدة المُتخفِفة من أوزار الزمان للإبحار منه لصنع مستقبل جديد لا يمثل أي مكون غير شعب الجنوب بتوجهاته المُختلفة ، خدمة لمشروع عملاق لتأمين طريق الوصول لتحرير وطن أجبرته الظروف للتشكل كسند لتحقيق ثقافة التوحد ، والسلام ، ضد مشاريع بعثرة الجهود من عهد بعيد كريح السموم .

نتقدم بالتهنئة ، والاعتزاز لما تحقق على يد قيادات مهنية جمعت شتات الكل في هدف واحد لمواجهة تصدعات هذه الجبهة التي لا تقل أهمية عن جبهات التحديات الأخرى للتأكيد على حجم المسئولية الملقاة عليها غاية في الأهمية في مرحلة حرجة من تاريخ يُصْنع نفسه ، ليعيد واقعهِ من جديد، أسفرت عن محطة تشمل تنظيم أكبر تجمع صحفي ، وإعلامي جنوبي بهذه الصورة الرائعة المُتميزة تنظيمياً ؛ بالرغم من هذا التواجد الحضوري الكبير ، ولكن تم الإعداد له بِنفسٍ جنوبي بديع ، والتي تؤكد على قدرة العطاء ، والإبداع عند إقامة علاقة مشتركه هدفها واحد ؛ تشكيل نواه المستقبل لعشاق الكلمة للعبور بها إلى فضاءات واسعة من شأنها نقل صداها إلى عوالم أخرى لتسجيل حضور فاعل برصيد التربع كسلطة رابعة .

تحقيق هذا الفوز هو ثمرة مَجْهود عظيم لقيادات مُجربة في العمل الصحفي ، والإعلامي أهدته إلى كل جنوبي كمأدبة غذاء على شرف الوطن الجنوبي فكان سبباً كافياً لاستحقاقِها هذا الثناء بجدارة الجندي الحاضر في مواجهة التحديات الماثِلة أمام مرحلة حرجة بإبراز كل جديد لنقلها من حال إلى حال بحلة جديدة باتجاه موقع متقدم لإجبار عدوها على التقهقر .

وعود الدعوة أصبحت حقيقة ظاهرة نلامسها بأبصارنا وأسماعنا في يومي 18،17 من يناير 2023م ، بعد أن ضاقت بها الصدور ، والعقول لإعلانِها ، وإعلائِها ، فأصبحت مشروع حيوي قابل لِلنماء ، والتطور بعد هذا التخلق بسواعد الكل الكثير كمخطط لمنشاة جديد يتطلب تحويلها إلى مشاعل لفعلٍ مجيد ، للانتصار على حلم كان أماني نريد تحقيقه بعد غياب دام سنين ؛ هذا العمل يأتي ليعبر عن مؤشر النجاح ، ونتيجة إيجابية تتحقق من خلالها الأهداف لِتلامس احتياجات هذه الفئة بشكل مباشر لمحو فصل من فصول التيه بعد أن صنعوا حاضن جامع للكلِ الكثير .

مُباغتة الطرح ، وإن كان معلوم ميعاده ، سجل هدف النصر كواقع في شِباكِ من يُراهِنون مُصارعة هذا التوجه لهزيمته ، فأحْرز كأس البطولة كنجم أسطوري وسط تشجيع مُحبيه ، وحماس النصر بعد نزوله في ميدان العمل ببُنية تحتية قادرة على قيادةِ دفةِ السفينة ، وإدارتها نحو الوجهة الصحيحة بأشرعة مصنوعة من عزائم الرجال ، قادرة على مواجهة رياح الإقلاع ، وكسر هجومها الآتية من اتجاهات ، وزوايا مختلفة .

سنهزمُ تطلعات الفريق الآخر لنا ، وأمانيه المَخْفية بالفشل ، بعد شروعنا نحن برفع الحصانة بمن يتلاعب بحقوق ، وأوجاع شعب الجنوب حتى نُطهر مواقعهم المتقدمة بإدانات نفرض من خلالها شروطنا لتنفيذ كل المهام الموكلة إليهم دون المساس بمصالح أمة حتى لا نصنع بسكوتنا فراعنة جُدد .

إنكم العُصي الغليظة على رأس كل فاسد يريد تشويه حلم الوطن والاستئثار بخيرات الإنسان الجنوبي دون خوف من سلطان شعب ، حيثما وجدوا . حين نتنازُل عن سلطان الكلمة بعد تجمُعنا كوجههٍ واحدةٍ لن نبني مستقبل يأخذنا في طريق جديد أفضل ؛ وإنما السقوط بشهية اطماعنا ، حينها نفقد مشروعنا الوطني العريض ، وهذا سيكون أحد أكبر تحدياتنا المستقبلية ، و سقوطنا في بحر التباينات .

هذه الأمْنِيات يجب أن لا ينالوها لأنكم أصواتُنا ؛ أحلام أمه الجنوب مشروع تحرري جديد نافذة مُطلة إلى مستقبلٍ عريض لأمْنِنا ؛ أصبحتم قيادة رشيدة قبلة كل حق لا مطالب شخصية لكم يجب أن تظلَوا خارج سلطة مهما كان مد البحر ، وجزره لأنه أحد أسباب السقوط في أماني النفس الشيطانية ، نحذر من تقمصها بكم فتضلوا باتجاه البوصلة فنضِل بكم ، فلا يُصَدِقكم شعبٌ عند مناداته " أيها الشعب الجنوبي العظيم " .

لستم مؤسسة خيرية لخدمة سلطة ، إلا بما يخدمُ التوجه في إنجاز مشروع مستقبل وطن يضم الجميع ، واجب عليكم من الآن بعد صرف هوية الإتحاد بعد أن صرنا كياناً واحد كمساهمة أضافية جديدة للمجتمع الجنوبي لتحريك مياه الفساد الراكِدة لِنُمنح من صاحب القوة المُفوضِة الحقيقية "الشعب" الصمود كمؤسسة شرعية منتخبة لِنصبح معيار قياسي لمناوئة كل تحدي يصيب المجتمع بضعف بل قوةٍ حقيقية فاعلة بموقف حاسم نحو سلام دائم معه ، وله ننتزع فتيل التشرذم ، والفرقة بيننا حتى لا نصبح محل تشكيك .

حصولنا على لقب الاتحاد ككيان مهني خالص كان أحد أهم مخرجات المؤتمر ، ولكن صار هو التحدي الأكبر أمامنا الآن حيث يتطلب تجسيده في الواقع كتقليد لمعنى الاتحاد بفريق جنوبي واحد بما يكفل الخروج من المواقِف المُتشاحِنة طبيعة النفس البشرية ، حتى نتصدر به مواصلة تغيير واقِعنا كصحفيين ، وإعلاميين عاشها الجيل السابق حالماً بأن يتوج عضواً في اتحاد جنوبي ينتمي إليه ، من خلال سنوات ماضيه خلت ، فأصبح اليوم الجميع شركاء للمساهمة الفاعلة ، لمنطلق جديد نحو بناء شراكة حقيقية لا فرق فيها بيننا تجسيداً لنظامه الداخلي ، وميثاق الشرف الذي تخطيناه بعرق الصبر .

فعالية الحدث الحقيقية بدأت تتجسد واقعاً بعد الثامن عشر من يناير 2023م لنؤكد لأنفسنا أولاً القدرة على التواصل فيما بيننا لاستعادة تماسكنا حتى ، وإن تباعدت المسافات لِنشرع في ترميم التصدعات ، والتباينات بشكل كامل بعد أن وفرنا لأنفسنا مظلة جامِعة أظهرت قدرتنا على تجاوز العقبات لكسر الحصار الذي مني به الصحفي ، والإعلامي الجنوبي ، واستعادة حضوره مع الاتحادات العربية ، والعالمية لتوصيل الرسالة الجنوبية إلى آفاق واسعة في الفضاء الإعلامي .