د. عارف محمد أحمد يكتب لـ(اليوم الثامن):
هنا تصنعُ الخديعة ؟!!
هو نصر بحتمية وقوع الخديعة في صفقة السلام هذه ؛ أم نتراجع عن تشاؤمنا لِنظهر جانب من التفاؤل بالعهود ، والمواثيق التي ستمرر ؛ أم أن التشكيك لما يدور لمعرفة المزيد عن صفقة عامنا الجديد سلوك ايجابي حتى نتجاوز بها وقوعنا في المحذور خاصة من تجاربنا السابقة المحفوظة في صندوق الذكريات القريب ؛ أم أن مزاعمنا المغايرة تجاوزت تفاءل الجميع حتى يتضح المخادع فنسميه كضرورة من ضروريات نص العهود كما يقال " عندما يولد فنسميه" ؛ ولكن نرى أن المرحلة حُبْلى بالمفاجئات وتمثل الجانب القاتم فيها صفقة الخديعة فهي كاشفة عن نقابها امتداداً لسلوكيات قديمة تستكمل حلقاتها اليوم بمزيد من أسرار الغموض كقاعدة بيانات يجب الرجوع إليها حتى لا تتماها أفكارنا مع طموحات مزيفة كأدوات طحن قديمة عفا عليها الزمن لا تصنع طحيناً ناعماً لينتج خبزاً يسد جوع أملنا الطويل بالحياة .
التراجع عن الالتزام بالعهود ظاهرة كونية مارسها كل من يمتلك القوة ؛ لها ميلاد غابر منذ ميلاد أبونا آدم عليه السلام فأنزلنا هذا التراجع من سماء إلى أرض ؛ صفقة الاستحواذ هي مركزها ومصدرها ومضمونها بيان واضح في آيات الله تتلى إلى يوم يبعثون ؛ لنقرر ببصيرة العاقل بهدف تعلم الدروس ؛ لا نضيق من حصة مُعلم الحروف حتى لا نهدم داراً بثقلٍ عند ضعف فقرات النصوص .
لذا يجب صهر المعادن حتى يظهر خبثها فينكشف لنا سوء استخدامنا منها أواني لعمر طويل ؛ هذه هي خطورة المشاركة في صنع شيء بدون التحقق ومعرفة هويتها فنصبح كعابر سبيل في طريق طويل فيقود فريقه إلى قارعة الطريق مسجلاً فيه هدف بهزيمة الخروج فيصبح الأمر أكثر تعقيداً عليه حين يبقى مُدافعاً بدلاً من أن كان في وضع الهجوم .
الفوز بالبطولة فرصة ما زالت متاحة ضمن جولات الحوار؛ علينا التركيز فقط عند شرح المُعَّلِمُ مُعْطيات السؤال وقوانين الحل للوصول إلى البرهنة المخفية المدثرة بين تلك الحقائق ؛ ففي كثير من الأحيان قد تظل علينا بعض الحقائق عند أصابتنا بشاردة فيصعب حينها الوصول إلى حل نموذجي فنكسب الخسارة في الاختبار ؛ لذا الواجب العودة إلى أمهات الكتب للإطلاع على ما فقد منا من بيان البرهنة حتى لا نشكل خطورة على أنفسنا بسرعة تسليم ورقة الإجابة قبل انتهاء زمن الجلسة ، ويمكن طلب زمن إضافي فهذا الطلب لا ينقص صحة الإجابة عند التصحيح بل يقلص نقاط الرسوب .
لذا من الواجب على فرق التثقيف أن تلعب دوراً أساسياً في التحضير ، وانعقاد اجتماعات وهمية لتحفز ظهور عدد من الملاحظات ، وكذا توزيع المهام للتخفيف من ضغط المشاركة الحقيقية حين المواجهة فهي تخلق نوع من المُحاكاة للواقع بخطة عمل شبيهة للواقع توزع مهامها بين شركاء الوجهة الواحدة لدعم الحالة النفسية للمحاور فيُسَّهلُ له مداخل الطرح ، وتفنيدها أمام الطرف الآخر ، وتوقعاته المسبقة بالردود .
إذاً كل الجهود تصبح ضرورة لتحقيق النجاح مهما استهلكت من طاقة حتى لا يشكل تراخينا صدمة كبيرة تؤدي إلى خطورة مستقبلية لفرص الحل لا تلبي طموحات التوجه بنسبة 99.99% كنسبة نمو إيجابي تصعد أمل التفاؤل بمخرجات تنعكس واقعاً سياسياً ، واقتصاديا يلبي احتياجات المرحلة ، والمراحل اللاحقة وترفع من ضيم شعب أنهكته ظروف معيشية صعبة ، حتى إذا دعت الأمور التراجع لضمان تحسين مؤشر الصفقة ويسهم بالسير فيها مستقبلاً بالطريقة التي توفر تنفيذ كل طرف ما يخصه لمتطلبات المراحل اللاحقة ، وما تقتضيه مصلحة الشعب الجنوبي في الوقت الحالي "عصفور باليد خير من ..
مهمة الخروج بنتائج إيجابية سمة من سمات المنتصر لحامل الراية ومن شأنها الإسهام في تلبية متطلبات تحويل هذه الإيجابيات إلى طريق بملامح آمنة لتنفيذ الأنشطة التي تواكب عروض الطرح الجديدة ؛ هذا الترابط هو أول الخطوات لضمان مخرجات يمكنها المساهمة بفعالية للمجتمع المنتمية إليه .
صناعة الكلمة بحرفية ، والاصْداح بها هي أسهل طريق للوصول بها إلا مبتغاك شريطة أن تكون نابعة من القلب ، فإنها تسْهمُ وتأسس في دعم المقاومة على طول خط المواجهة ، فالكلمة هي مشروع الحاضر ، والمستقبل فتصبح كمصبغة لتثبيت لون المرحلة لإزالة حبر ألوانهم بعد أن زوروا بحبر أقلامهم كل أحلامنا في كتاب كثير الكلام بدون عنوان جديد .
تهدئة المواجهة لا تأتي إلا بتحقيق المطالب في ظل رؤى متناقضة اقتصادية وسياسية وبالتالي لا يمكن أن نصل لجهود سلام دون أن تفند البنود لأي اتفاق بحصول الأطراف جميعها على مكاسب اقتصادية وسياسية جديدة تضمن الالتزام والتوازن وتكون مدانة عند الإخلال بها ، ومحمية من قبل القوى الفاعلة في الإقليم والعالم ؛ لا أن تصبح توقيت هذه المباحثات مكافأة مالية واقتصادية لطرف دون الآخر ويصبح موقف الضامن بالتنفيذ بعد ذلك سلسلة من تغريدات على حساب وهمي ؛ وبالتالي يصبح التشكيك هنا وسيلة إبداعية في ظل هذه التراجعات العديدة سابقاً حتى لا تزور موافقتنا بالخديعة وفق أي اتفاق قادم ملفته الانتباه إلى الحقائق السابقة التي لا تخدم أي حوار مستقبلي بل يتم استنزاف نتائجه بعد كل دورة اتفاق فتصبح انتهاكات مركبة الأحداث .