د. عارف محمد أحمد يكتب لـ(اليوم الثامن):

لكم المجد، ولهم القبور !

بعد الإطلاع على دعوى الاستئناف في القضية رقم"1" المرفوعة بتاريخ  15/1/2023م صدر منطوق الحُكم من رئيس المحكمة العليا للوطن الجنوبي الذي نكن له كل تقدير واحترام "عيدروس بن قاسم الزُبيدي" المرفوعة من قبل المدعون بالحق المدني بأرضية الجمعية السكنية الثانية لجامعة عدن ولحج وأبين وشبوة " بمخطط (عصل المنصورة) بمنطقة الخليج الفارسي، بمديرية البريقة " ؛ ضد فساد قوة سلطة ؛ لكفاية الأدلة المقدمة ، ومن سلطة نائب رئيس المجلس الرئاسي  ؛ وذلك بتاريخ 18/1/2023م بعد قراءة منطوق الحكم في عدد من الصحف المحلية ، والشريط الإخباري لقناة عدن الجنوب ؛ وتأكيدا لمنطوق الحكم تم وضع حجر الأساس لمطار عدن المستقبلي في منطقة رأس عمران بمديرية البريقة ، بدلاً من مخطط أرض الجامعة.

هذا القرار أخذ طابع الحكم النهائي ؛ استنادا للمادة "86" من القانون المدني الذي ينص بعدم استئناف الحكم لضئالة قيمة الحكم المسترد " أحلامنا بسيطة ـ المرفوع من الهيئة التعليمية" رجال المرحلة المستقبلية وصناع مستقبلها ؛ فأعاد منطوق قرار الحكم ، الأمان إلى نفوسنا بنسبة 100% بعد أن تلاشى الأمل باسترداد حق ، وحفظه بعد أن أرادت تلك القوى بعثرة آمالنا  وتحطيم ما بقي لنا من حجج نصارع بها معزِزات بقائنا بعد أن حجبت أفعالهم قدرة رفع ضررهم علينا بدون تدخله ؛ كانوا يريدون بسلوكهم هذا تنمية قوة سلطة في نفوسنا واتخاذها سبيل ، ووسيلة لتحطيم كل بارقة أمل ترفع من سقف استرداد وطن منهوب نطالب باستعادته .

منطوق هذا القرار صدر بأحكام عادلة منعاً لمصادرة الحقوق كادت أن تنتهك بشكل مباشر بالحيلة المدثرة بالمصلحة مثلت خطراً على السلام المجتمعي لطبقة اجتماعية سلاحها القلم والعلم وأتباعها هو جيل المستقبل الحالم بوطن ، منطوق حكم رَفع به مستوى المواطنة المتساوية وحقوقها الاجتماعية ، والشخصية المصانة بدون قيود محظورة منهم ، ضمن سياج وطن الجنوب .

حيثيات هذا القرار كان واضح كفيل برفع كل التحديات ومساهمة فاعلة من قبل قيادة سياسية لمرحلة حرجة بأن هناك من يسمع نداءاتنا وداعم أساسي لنا بعد أن فقدنا الحاضن من قبل جميع القوى الموجودة في الساحة .

التعدي على الحق الخاص والعام هو أكبر التحديات الكبيرة التي تُخلِف ندوب غائرة في النفوس ، والتي تعايشها المُجتمعات في مراحل التشكل أو الصراعات السياسية لأن المجتمعات حينها تكون بدون قيود منظمة لسلوك أفرادها ، وتعيش بقية أفراد المجتمع العريض الخالي من سلطة مُتدِثرة بعباءة الخوف ، حينها يصبح هذا السلوك هو المتفشي كجائحة الأمراض لا يصلح معها العلاج ألا بثنائية التطعيم لمكافح تفشيه ، والحجر في مراكز خاصة بعيدة خوفاً من انتقال العدوى ، حتى لا تفرض شروطها بسلاح القوة الذي بين أيديها تملكته سوى كقوة مادية أو سياسية مما يؤدي هذا السلوك إلى تقليص المساواة بين طبقات المجتمع الضعيفة لعدم امتلاكها قوة سلطة ، مما يتطلب من قيادة المرحلة التنبه من أن تصاب تلك الأعين الحالمة بالتراب دون أن تعلم فتُدْمِعُهَا فلا تبرئ فلا ترى طريقها ؛ لذا يجب أن توضع القيود الصارمة لتصفير أعدادهم وأنواعهم لأنهم أعداء المرحلة الحقيقيين ؛ هنا يصبح هدف القيادة عند صد هجماتهم تجويد وصنع بيئة مجتمعية آمنة لزيادة طاقة التفاؤل لكسب النصر للجمع الكثير بالوفاء بمبادئ حلم المستقبل الجديد حتى لا تطال أيادي التخريب العابثة بخارطة وطن ، وهي أعلنت عن نفسها بأنها أحدى قوائم ارتكازه كقوة أضحت تدمر أحلامنا بعبثيتها .

تحديات عديدة قد تواجُهها القيادة السياسية من عناصر مدعومة بأنفس شحيحة بالخير عن الجميع فتؤدي هذه الأفعال بعثرة جهود القيادة ؛ يريدوا إفشالها بطرح سلبياتهم حسب فترات زمنية متفاوتة ، وحساسة سياسياً متى ما غفِل عنهم سوط القيادة ؛ لذا يجب أن تخضع هذه القوى لبرامج توعوية وتظهر لها خطورة المرحلة وتداعيات هذه السلوكيات الفردية على تفتيت المجتمع الواحد المتكأ على الجراحات قديمها ، وحديثها بهدف رفع وعيها السياسي لحب أفراد مجتمع الوطن "لا تؤمن بالوطن حتى تحب لأخيك ما تحبه لنفسك فيه" وضمان وصول المعرفة بدورها المحوري المتصدر لحماية السور متزامِنً مع وضع الملصقات في أماكن تواجدها حاله حال المواطن بإرشادات المرور لمشاهدته في كل لحظة وحين للتذكير لكل مستجد بهدف رفع درجة إنسانيتهم كخدمة مجتمع ، لعموم مجتمع الوطن المنشود .

لذا يجب أن تكون مرحلة التشكل مرحلة مُنْتِجه ، تساهم في تسويق أحلام المستقبل إذا كنا نؤمن بنبوتنا بحق داخل أجنحة الوطن الجديد كمعرض هوائي نتميز فيه بطرح منتجات قابلة للتسويق ؛ لذا يجب أن يكون أرض المشروع مصدر دعاية طالما اتخذنا من أرض الجنوب منطلقاً له ، وإثبات لوجودنا ودورنا الفعال في مشاركة الجميع بنشر أفكاره ليشع بنور الحب والأمل والإخاء والسكينة والعدالة والمساواة ، حتى نتجنب الانتقاد والفرقة والتنافر والتناحر والتباغض والتلاعن .

شريحة من المجتمع قد تعزز من تكاتفنا لتصل بنا إلى ما نسعى إليه لمحو كل أفكارنا السلبية للمرحلة القادمة لتحول كل فكرة إلى أمل بسلوكيات بسيطة تحولها إلى عمل عظيم مستدام ظاهر بين مجتمعها يعبر عن بصمة لدورها الإيجابي كانجاز على الأرض ، وفئة أخرى تترك بصمة سلبية لتحول كل جهد إلى هباء منثور كلغة ميتة لا تخلق إبداعاً حضارياً في مجتمعاتها المتشكلة ، كبرد الشتاء القارص لا يفرق بين قوي وضعيف يميت كل حياة ، لا تتحقق الاستفادة منه ؛ أناني على مجتمعه له نفس أمارة بالسوء لا تسهم في إبداع جديد للحياة إلا بزوال فصلاً بفصل الربيع .

حياته كنار تحيل كل شيء إلى رماد ، أو كبندقية صياد تصطاد كل شيء له ارتباط بالحياة باعتباره غنيمة لا بد من سلبها ؛ يعيش دون قضية عادلة ضمن مصفوفة من المعتقدات " أنا ومن بعدي الطوفان".

تكرار عملية التعدي ستظل قائمة والهيئة التعليمية تحمل هذا التهديدات محمل الجد من أي نشاط مزعزع قد تُعَرض النتائج الإيجابية  التي حققتها التوجيهات الأخيرة من قيادتنا السياسية إلى فشلها ؛ بعد أن جاء هذا التوجيه لإزالة معاناتنا النفسية من مصادرة الحقوق المكتسبة لنا كدعم وصناعة السلام في نفوسنا لنتجاوز بها عتبة إرهابنا بمصادرة حلمنا " قطعة أرض للسكن" على أيادي مجهولين عنا لا تزال تعيش بعهود قديمة قريبة تجاوزتها أدبيات عدالة التاريخ الجديد للوطن المنشود .