ماريا هشام تكتب لـ(اليوم الثامن):

الثقافة الجنوبية واهميتها باستعادة الدولة الجنوبية

تمتل الثقافة عند كل امه احدى صفات الهوية وتعد من الركائز الروحية في بناء الشخصية الوطنية، حيت تتداخل فيها عدت عناصر تجمع بين اللغات والدين والتاريخ وغيرها من مسببات بناء نوعية الانتماء للوطن.

وللثقافة الجنوبية خصائص تميزت بها في ابعادها الإنسانية التي جعلت مسافات فاصلة بينها وبين اليمننة.

وقد حددت الإسهامات الفكرية لرواد الثقافة الجنوبية المساحات الفكرية التي حافظت على خارطة الجنوب العربي وبالعودة لكتابات جيل ما قبل 1967م مثل محمد علي لقمان ومحمد حسن عوبلي و احمد شريف الرفاعي و لطفي جعفر امان  ومحمد عبده غانم وماهية نجيب ، وغيرهم من الذين اثرو في كتباتهم التعريف الوطني والاجتماعي لدور الثقافة الجنوبية .

وقد لعبت الصحافة الجنوبية مثل الشعر والاغنية والقصص القصيرة والبرامج الإذاعية في إيصال هوية الجنوب ثقافيا الى ابعد المسافات عبر إذاعة عدن ، هذه الإرث الثقافي الى جانب الإصدارات من الكتب مثل مؤلفات المؤرخ عبدالله يعقوب خان وحمزه علي لقمان وعبدالرحمن جرجرة وغيرها من المؤلفات التي نجد فيها الجغرافيا التاريخية والسياسية والنفسية للجنوب العربي وقد كانت عدن المنطلق الأكبر لكل هذا المد الثقافي مما عزز حضور الثقافة بين الناس وبعد عام 1967م يدخل الجنوب في حقبة جديدة من بناء الدولة المستقلة التي صنعت الهوية السياسية والثقافية المنطلقة من حقبه كانت فيها حركات التحرر العربية والنزعة القومية العربية منارات لجيل التحرر العربي ، حيت ضلت صفة الجنوب ما يميز العمق الفكري عن اليمن .

وبعد حرب 1994م مارست سياسة تدميرية لكل ذلك الإرث ، الا ان استعاده الهوية شكل احد روافد العمل السياسي الجنوبي والذي تمتل بقيام الحراك الجنوبي ، تم المجلس الانتقالي الجنوبي .

في قضية الهوية والسياسة : طرحت عددت تصورات فقد ترافقت معارك وصراعات سياسة مع صراع الهوية حيت تعد معركه الهوية من الركائز التي تدخل في لعبت الأمم وتعد مسالة اغتراب الهوية عملية غسيل ادمغه يتعرض لها الشعب في اطار حرب تهدف الى مسخ كيانه التاريخي وهو ما يعكس نفسه على الجانب الروحي لديه....

وقد شكلت مرجعيات التاريخ الجنوبي السابقة القوى الدافعة في رسم مسارات العمل السياسي الدي تصاعد في الجنوب فلم تكم المسالة مجرد مطالبة بخروج المستعمر اليمني في الجنوب فلم تكن المعركة مجرد مواجهات مع السلاح العسكري في قوات الاحتلال بل هي عودة لهوية فقدت من عام 1967م وهو ما ادخل الجنوب في متاهات اليمننه وهو ما ادخله في رهانات فاشلة حيت حجمت مكانه الجنوب الى عند ابسط حسابات العمل السياسي المرتبط بطرف اخر وهده الفعل عندما ندرسه سياسيا نجد انه كان من العوامل التي فصلت شعب الجنوب عن هويته التاريخية واصبح تابعا لمشروع اليمن الواحد ولم تكتشف هده الحقيقة الا بعد حرب 1994 م  عندما ادرك أبناء الجنوب انه لهم هوية وتاريخ وانتماء منفصلة تماما عن اليمن .

وفي الوقت الراهن يعود الكثير من ابناء الجنوب لقراءة المؤلفات المتصلة بتاريخ عدن والجنوب العربي عبر المراحل السابقة والاستفادة من تجارب الماضي حت لا تتكرر سياسه حرق المراحل التي وقع بها بعد عام 1967م ، لقد كان البعض يظن ان الهوية الجنوبية قد سقطت في بحر النسيان ولن تعود للارتفاع من جديد وتلك من الأخطاء التي تقع فيها السياسة الغير مدركة لتقلبات مراحل التاريخ وان الإرث السابق لا يمحى بقرار قهري من سلطه غاشمه فتاريخ الشعوب والحضارات ليس ملكا لقيادات تحكم لبعض الوقت بل هو دايم عبر بقاء الشعوب على ارضها تعيد انتاج هذه التاريخ بمراحل متطورة ...

فادا اخدنا عدن كمثل تعرض لتدمير عبر الاعتداء على المساجد التاريخية والاحياء القديمة والاثار و ارشيف إذاعة عدن وتلفزيون عدن والصحف التي تعد داكر الجنوب المؤقتة لمختلف الأحداث حيت نهبت وتم بيعها لعده قنوات ومراكز ودراسات حتى أصبحت مرجعيات عدن في دلك الجانب محدودة حيت نرى أجيال جديدة لأتعرف من تاريخ عدن الثقافي الا بعض الأشياء حيت تعرضت مراكز التفافة في عدن لتدمير متل الأندية القديمة والسينما والكنائس والمعابد وتحولت بعضها الى منازل ودكاكين وغيبت ملامحها المعمارية المرتبطة بالفترة الزمنية التي وجدت بها .

كذلك تم السطو على مساحات واسعة كانت تشكل ضمن جغرافية عدن الطبيعية السياحية مما حول المدنية الى حلقات مختنقة عبر الزحف العمراني والعشوائي والانفجار السكاني المتصاعد فيها وهو ما ادخل هده المدنية في حاله من الفوضى اسقط قيم الاحترام بالتفافة القانونية والمدنية التي عرفت بها عدن مند اقدم العصور ، كدلك تعرضت مناطق جنوبية أخرى في شبوة وحضرموت وابين الى نهب الاثار والمخطوطات التاريخية وتهريبها الى الخارج كل هده الاعمال وغيرها هدفت الى وضع العقل الجنوبي في حاله فراغ من هويته الثقافية ويجعل ما يأتي عبر اليمن هو الأصل الذي يزرع في منطقة تم قطع صلتها في ماضيها .

لقد تعرضت عده شهوب لمثل هدي الاعمال وهو ما يطلق علية الاباده الثقافية ولكم الداكرة لا تخلو من سرديات المراحل ومن انطلاق الحراك الجنوبي وضعت الهوية الثقافية ف مقدمه المهام التي يقع على عاتق اهل الاعلام والثقافة والفن من حيت استعاده هده الغداء الروحي المساعد على تقوية الإرادة ورفع حدت المواجهة مع الطرف الاخر فكريا .

وما التفاف الجماهير الجنوبية على مرجعياتها الا دليل على صحوه في الوعي الجنوبي تضع الهوية في مسار الطريق نحو قيام دولة الجنوب العربي ومن هده الروية علينا ان ندرك ليست اخطرها ما يقام بالسلاح بل بما يدخل في الجوانب النفسية والتفافية للأمم ، فالاستعمار الفكري هو الأخطر وهناك عبارة قالها زعيم فرنسا دغول عندما انسحبت فرنسا من الجزاير بجيوشها قال سوف تصنع اللغة الفرنسية ما لم تصنعه جيوش فرنسا وهده يدل على خطورة الوعي الثقافي في سلاح المعركة وعلينا قبل ان نذهب في بناء الدولة الجنوبية العودة الى الهوية الجنوبية ( الجنوب العربي) 

لدلك يدرك دعاة الوحدة اليمنية خطر هدا التاريخ الجنوبي فهو عملاق بكل المقاييس ولا تحكمه مذهبية او طائفية او قبلية بل ركائز المجتمع اليمني دولة المؤسسات والنظم والقوانين وهو ما لم توجده اليمن عبر تاريخها مند القدم وحتى الان وهناك فرق بين الدولة والقبيلة .

وقد سارت مسائل احياء تاريخ الجنوب العربي في الجنوب رغم المقع والمطاردات والتهديد نحو الاتجاهات الصحيحة ووضعت بنايات هي اليوم ثوابت راسخة ليست من السهل تجاوزها لهده الوقت فهناك مرجعيات قد اختار منها ما يناسب الراهن وترك ما لم يعد له أهمية وهده منطق الهوية عندما يستعاد من الذاكرة الماضية حتى يكون خلفية لقراءة الراهن حيت تتجمع عوامل المعرفة القادمة من السابق كي تتصل مع احداث الحاضر لتصنع روية نحو المستقبل .

ان من اصعب واشرس المواجهات في الصراع السياسي عملية كسر الهوية لامه الاحداث وقوه القهر التي تمارس من قبل الطرف المعتدي لا تمتلك القدرة على المحو المطلق لأنه الهوية ليست حاله مادية فقط يمكن ان تزول عبر هدم معلم اثري ولكنها عوامل تتشابك وقوه وإرادة تتكون مع تاريخ الامه مند قرون و تترسب في اعماقها وفي كل حقبة من الزمن تكتسب مزايا وخصائص تشكل صورة الذاتية للامه ولذلك لا تعتبر لعبت قهر الهويات من الالعيب التي يمكن ان تكون سهله المنال بل ما يقف امامها أراده تنطلق بقوه غريزة الصراع من اجل البقاء .

كيان الامه لا ينتهي في ساحه الصراعات السياسية بل انه يتجدد وتتعزز مقدرته كلما كان قوه فاعله في هده الزحف التاريخي وعلية ان ندرك ان السياسة لا تتشكل خرائطها الا بمعرفه التاريخ وعندما نقرا تاريخ الجنوب العربي ندرك ان هناك مسافات الى الامام علينا الوصول اليها وهده من سمات امه لن تنسى هويتها.