بشائر أحمد تكتب لـ(اليوم الثامن):
عدن مدينة السلام يحاصرها السلاح
لم تعرف عدن منذ عهود الحكم البريطاني وفي ظل الدولة الجنوبية فوضى انتشار السلاح كما حدث في حرب عام 1994 م .
فقد ظلت هذه المدنية من المدن العالمية التي لا يسمح فيها بحمل السلاح الا لرجال الامن فقط ونادرا ما كانت تحدث جرائم يكون فيها السلاح وسيلة للجريمة فقوة القانون قد أعطت لي رجل الامن هيبة فلم يجرؤ مواطنا في حمل السلاح او الدخول في اشتباكات في قوة الامن.
اما اليوم فقد صارت عدن من أسواق السلاح وانتشاره الواسع الذي يعد من ضمن خطط الاحتلال اليمني في تحويل عدن من عاصمة السلام والاستقرار الى ساحة للجرائم والصراعات فدخلتها جميع أنواع الأسلحة وأصبحت الاشتباكات في جميع شوارعها واستخدام القنابل والقذائف فيها وتخزين الأسلحة في ي منازل و مستودعات جزء من التجارة وجرائم القتل التي تنتج بسبب خلافات بين عصابات تتصارع على اما بقع او صفقات مخدرات او تصفية حسابات شخصية كذلك غزت جرائم السلاح الاسر حيت اصبحنا نسمع عن عمليات قتل في داخلها ، وهذا يؤكد ان السلاح هو وسيلة حل الخلافات بين الناس سواء كانت بالحلال او الحرام .
فمنذ حرب 1994م عملت سلطات الاحتلال اليمنية على تدمير العلاقة بين المواطن الجنوبي وجهات الامن فقد اسقطت هيبة المؤسسات الأمنية والعسكرية وأصبحت جماعات مسلحة تهدد رجال الامن ، بل منهم من نعرض للقتل والاصابات حتى وصلنا الى مرحلة ان من يحمل السلاح هو اقوى من القانون والدولة .
والكل يعرف ان المجتمعات التي تفشت فيها ظواهر السلاح انهارت فيها كل أعمدة الأمان والاستقرار ، وقد تكونت فرق مسلحة تعمل بالأجرة ( بندقية للإيجار ) وهي على استعداد تقاتل الحق والباطل لمن يدفع ، مثل هذه الظواهر المرعبة مع الزحف السكاني في عدن للجماعات اليمنية ودخول الهجرة الافريقية بكثافة وتوسع سوق المخدرات ومرور المجتمع الجنوبي بهذا الانهيار الاقتصادي الحاد وفقدان دور الدولة في حفظ الأمان جعل الكثير من الناس تفكر في شراء السلاح .
لكن الأخطر ان نجد شبابا في سن المراهقة والطيش يحملون السلاح في شوارع هذه المدينة كما يحملون أكياس القات وكم سمعنا عن اشتباكات في احياء سكنية يسقط فيها أبرياء بين قتيل وجريح وبعضها تتحرك الى معارك تدخل فيها معارك رشاشة وقنابل يدوية والمدافع الرشاشة ، هذا غير تفجير السيارات المفخخة والأسلحة الناسفة والالغام التي جعلت سكان عدن ينظرون الى مدينتهم وكأنها ساحة حروب او تصفية حسابات بين عصابات .
ونحن قد راينا ان تغير التركيبة السكانية لي اهل عدن قد عززت هذه الحالة فثقافة السلاح والجرائم المنفلتة في القانون هي جزء من ثقافة سكان اليمن حيت كنا نسمع في السبعينات عن صراع قبائل في شوارع صنعاء وتعز والحديدة واختطاف ونهب للمال الخاص والعام دون تدخل من رجال الامن بل أحيان تكون الجريمة على مسافة قصيرة من قسم الشرطة ولكم رجال الامن لا يتدخلون بحجة ان هذه صراعات قبيليه وعائلية تحل حسب العرف القبلي لأنه القبيلة اقوى من الدولة ورجل الامن لا تقاس مكانته بالوضع القانوني بل في الانتساب الى قبيلة لها ثقلها السياسي والعسكري في الحكومة اما ادا كان صاحب نسب وضيع ليس له قيمة ان قتل او جرح فهو في العرف القبلي مخلوق ناقص وليس في قائمة البشر .
وقد نقلت هذه الثقافة في الجنوب بمختلف عناصرها وهي دخيله عليه فلم يعرف الجنوب علاقة الساده والعبيد وان جرت صراعات في سياسية ولكن ثم تفجير الوضع الجنوبي من خلال احياء الثارات القبلية و الصراع على البقع وصنع كيانات سياسية تتضارب في ما بينها وقد لعب المال السياسي الدور الأبرز حيث يعاني الجنوب من أزمات وبالذات مدينة عدن مختلفة ولكن لا نجد مشكلة في تسويق السلاح فهو متوفر على مدار الساعة.
ان العقليات التي غزت الجنوب قادمة من اليمن هي صاحبت خبرة في هذه الأمور ولها باع طويل في تصريف الاحداث والأزمات والتقلب على كل الألوان والتعامل مع الموقف حسب الحدث وهذا يدل على انها صاحبت علاقات دولية مع أصحاب الجرائم التي ترتبط معهم بالتجارة وتظهر امام الناس ببضائع مثل الدقيق والسكر والرز ولكنها من الخلف احزمة ناسفة ومسدسات كاتمة الصوت وصناديق الرصاص ....