صالح علي باراس يكتب:
حتى لايكون اعلامنا منفلت
هنالك حملة من بعض الاعلاميين السعوديين ضد الجنوب تحاول ان تلصق به تهم زائفة مع ان صولات وجولات الحرب قد كشفت مدى سذاجتها كالعلاقة بالضاحية او انها بقايا الماركسية وكذا حملات اخرى كالتقليل من قضية شعب الجنوب وضرورة حلها في سياق اليمننة او ان استقلال الجنوب سيسبب معارك دولية..الخ ورغم علم هؤلاء بفاتورة الدم الباهظة التي دفعها الجنوب لكن كل هدفهم هو استدراج الاعلام الجنوبي للدخول في حرب اعلامية على صفحات التواصل ضد المملكة ، ورغم بذاءات بعض مغرديهم وبعض اعلامييهم فتجاهلهم افضل خصوصا وان الحق لا يُعلى عليه ، فالسعودية بعد ان اعتمدت على اطراف عسكرية يمنية لم تحقق لها في حرب ثمان سنوات سوى الفشل اتجهت الى اتفاق بكين مع ايران للخروج من مازق الفشل العسكري وهذا الفشل لم يكن الجنوب ومقاومته طرفا فيه بل نخب واطراف الشمال ومقاومتهم، فلم يعد من مصلحتها كقوة اقليمية الاستمرار والبقاء في مستنقع الحرب ، لكن الفشل دائما له عدة قادة بينما النصر له قائد واحد ويبحث بعض اعلامهم وبعض مغرديهم عن "تابو او قائد" يرمون عليه فشل الحرب مع تبرئة القوى التي تسببت في الفشل لان قضاياها مقدور على حلها فهي قضايا سلطة من افرازات الحرب بعكس الجنوب فقضيته تحرير واستقلال ما افرزتها الحرب بل سابقة عليها
السعودية دولة لها مصالحها وليست ملزمة بالاستمرار في حرب عبثية تستهلكها وكل القضايا تنظر لها من خلال هذه المصالح وصراعها في الجنوب صراع مصالح وتفاضل ادوات ترى انها ستخدم تلك المصالح
ان اتفاق بكين بين ايران والمملكة قد يحل القضية الاقليمية / اليمنية في هذه الحرب اذا صدقت النوايا ، وقد يحل القضية اليمنية / اليمنية فيها ، لكنه لن يحل القضية الجنوبية / اليمنية الا بمقاربات مختلفة وواضحة وصريحة فلن تحلها مناصب مرئية لبعض من ابناء الجنوب كما كان ايام عفاش لانها قد فشلت ولن تحلها نشر عناوين الاحزاب اليمنية القديمة لانها فشلت شمالا وجنوبا ولا المسميات الجديدة لمقاومتهم فالذاكرة الجنوبية تتناسى لكنها لا تنسى وتتعامل مع سياق حرب اقليمية تفرض التناسي ولا تنسى متطلباتها وتضحياتها
ان من الضرورة ترشيد الخطاب الاعلامي فالاخوان كانوا يعلمون ان المملكة لن تدعم مشروعا اخوانيا في اليمن فاغرقوها بمكرهم وخداعهم عسكريا في الحرب ولم يحققوا لها نصرا بل كانوا اهم عنصر في فشل حربها ، وصمتوا اعلاميا الا من اصوات يتبراون منها لانهم يعرفون مزاجها في العلاقة مع الاعلام ، ونحن يجب ان نعرف مزاجها ، فعدم تحقيق اهداف الحرب يبحث عن اعداء ونحن في الجنوب وقضيتنا لم تكن من اسباب فشلها ولا مصلحة في تكثيف الحملات الاعلامية على بعض اعلامهم المنفلت قد يجر لاستعدائها فلديها مصالح معنا مثل ما لدينا مصلحة معها لذلك علينا ان نتعامل معها بالدهاء السياسي واختيار اماكن الضغط ونقاط التوافق اكثر من الضجيج الاعلامي حول ادواتها او التعامل الفج لبعض اعلامييها بل اهمال تلك الادوات والاكتفاء بافشال مايضر قضيتنا او حتى مواجهته ان كان لابد ، فوضعنا على الارض قويا والسياسة وامورها تجعل حتى من يقف يوما ضدك يقف غدا معك
*18 مارس 2023م*