عائشة الحسنات تكتب لـ(اليوم الثامن):

الولد على سر أبيه.. وبذاره من زرع أبيه

ماذا جنت المرأة الإيرانية من شاه إيران المؤسس المنفي في حينه، وابنه المخلوع في حينه، وحفيده الماجن في منفاه حتى تجني من هذا الحفيد الساعي إلى استعادة إمتيازات ليست له وليس جديراً بها على حساب حرية وكرامة المرأة والشعب ويسميها هو وزبانيته بالإمجاد .. ويعني أنه يريد ويسعى من منفاه إلى استعادة أمجاد أبيه وجده من خلال العودة بالتسلط على رقاب الشعب الإيراني واضطهاده، واضطهاد المرأة والأقليات العرقية والدينية سيراً على نهج أبيه وجده وعملاً بالقول المأثور (الولد على سر أبيه) ونحن نضيف.. وبذاره من زرع أبيه، ومن شبه أباه ما ظلم، ومن حكم في ماله ما ظلم وهو هنا لا مال ولا تاريخ وامتداد له، والقتل باطل، وتلفيق التهم أمرٌ باطل، والسجن بغير حق باطل، والتعذيب باطل، والسلب والنهب باطل، وحرمان الناس حتى من أسمائها باطل، والإكراه باطل، ونفي وتشريد الناس باطل، ومؤسسات أبيه وجده القمعية باطلة هي وامتدادتها القائمة إلى اليوم ...

على الرغم من أن ابن الشاه المخلوع يعيش اليوم في منفاه المُنَعَم الذي هو في النهاية منفي .. على الرغم من ذلك لم ينتبه إلى  أنه يشرب من نفس الكأس الذي فُرِض على جده ولم يتعبر منه أباه ويتعظ ففرضه على الناس وكيف يعتبر ويلين من كانت قلوبهم كالحجارة لا ضمير ولا حياة فيها، وظلموا أنفسهم كما ظلموا الناس ذلك لأن الظلم والعدوان أصيل فيهم.

لم يتواصل نظام الملالي الحاكم في إيران على نفس النهج الذي انتهجه الشاه المخلوع فحسب بل وأكمل على أتم وجه ما لم يكمله بغطاء الدين مشوها إياه ومضراً الناس في عقائدها وكرامتها ورزقها واستقرارها، وكما أضر الشاه بدول وشعوب المنطقة أبدع الملالي في هذا الجانب وأمعنوا ويريد حفيد الشاه المؤسس أن يأخذ فرصته أيضاً، فلم يكتفوا هؤلاء جميعاً بالدمار الذي ألحقوه في إيران راحوا يسوقونه على دول منطقة الشرق الأوسط، وشهد العالم الإسلامي اليوم لأول رجال دين قتلة نساء وأطفال وتجار مخدرات وسلاح ومعتدين أحلوا ما حرم الله وحرموا ما أحل الله وطعنوا في القيم والعقائد وأهلكوا الحرث والنسل على مدار 44 سنة فلما ساء حالهم وأوشك الشعب على الإطاحة بهم استغاثوا بروح رضا شاه والد الشاه المخلوع وجد المنفي الذي يعجبه أن يعود في زينته إلى إيران كـ شاهنشاه على العهد ذاته والمدهش أنه يتحدث بأسم الشعب وهو القائل قبل فترة ليست ببعيدة أنه يحتاج إلى توكيلات من الشعب ومن سجناء سياسيين وأحزاب فهل حصل عليها.

 نعم .. كلما ثار الشعب على الملالي استغاثوا بروح رضا شاه وعظامه التي باتت تراباً الآن، وفي استغاثتهم الأخيرة توافقوا مع حفيد رضا شاه على قتل الثورة الإيرانية والطعن فيها وشرعنة نهج إضطهاد المرأة وإبقائها جارية تحت الطلب ووفق الرغبات والأوامر، وأمثال هؤلاء من الجد إلى الأب إلى الحفيد لا يرون في الناس سوى عبيداً وأدوات ونسوا أنهم سراق سلطة ومتطاولون على التاريخ، وكما نزعوها بالباطل من أيدي الغير نزعها الشعب بالحق من أيديهم، وعاد وسرقهم الملالي وفلول دكتاتورية الشاه من أيدي الشعب بشعار الدين ومساعدة الغرب، واليوم يناور الملالي وابن الشاه معا للقضاء على ثورة الشعب مستعينين بالغرب أيضاً، ولازالت الغاية تبرر الوسيلة حتى لو كان ذلك بالتحالف مع الشيطان من أجل السلطة ونعيمها على حساب الأبرياء والمظلومين والمضطهدين.

لقد استوجب التحالف بين فلول الشاهنشاهية والملالي أن يطرق ابن الشاه كل الأبواب في الغرب وهنا وهناك من أجل إسقاط ثورة الشعب وقمع الثوار وإبقاء الملالي في السلطة وفق مخططات الملالي وعلى نفقة الشعب الإيراني، وبعد فشل مشروع تلميع ابن الشاه في أوروبا من قبل تيار المساومة والإسترضاء، يسعى ابن الشاه اليوم إلى تلميع ذاته بأرخص السبل وكل ذلك من أجل السلطة التي لم تدم لجده وأبيه ولم تدم لأحد على وجه البسيطة ولن تكون له.

هل يفلح الملالي وابن الشاه وشركائهم الغربيين في وأد ثورة المرأة الإيرانية التي تشهد الأرض وما عليها في إيران بمظلوميتها، وهل ستستسلم المرأة الإيرانية اليوم لتلك المخططات والمؤامرات بعد أن ارتوت الأرض بدمائها وقتلوا أبنائها وبناتها، وسمموا بناتها في المدارس وكل ذلك على الملأ وعلى مرأى ومسمع العالم الغربي ذاته.. والجواب لا لن يُفلِحوا، ولن تستسلم المرأة الإيرانية ولم تكن لتستسلم من قبل حتى تستسلم اليوم وهي في طليعة الثوار المنتفضين تقود ثورة موقدة على دماء الشهداء الأبرار ويؤججها شباب حر لا يهاب الموت وورائها شعب لم يُعد لديه ما يخسره .. ثورة منظمة لها قيادة ميدانية وقيادة سياسية في الداخل والخارج ويلتف حولها الشعب بكل فئاته ومكوناته وتساندها قوى العالم الحر.

فليسعوا سعيهم، ولتبلغ مؤامراتهم ومخططاتهم مبلغها فلن يفلحوا.. ووفق تصريحاتهم أنفسهم يبدو أن الإحباط الذي أرادوا زج المرأة وسائر الشعب فيه قد أصابهم ونال منهم.

رسالة 

لا لوم ولا عتب على من دأب على الإجرام والظلم والبغي، وإنما اللوم والعتب والعار على من ادعى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ويشارك المجرمون في جرائمهم بالتستر عليهم ودعم أنظمتهم السياسية وخلق الفرص لإبقائها ..، وغض البصر عن مظلومية أطفال قُتِلوا عمداً .. وأطفال ومراهقات تم تسميمهن عمداً وعلى نحو ممنهج، وقد شهد القاصي والداني على تلك الجرائم الموثقة التي يعترف بوقائعها الجناة أنفسهم.. فهل ستستمر سياسة المهادنة هذه ويستمر هذا التستر الذي هو في العرف القانوني شراكة جرمية.

ثورة المرأة الإيرانية مستمرة .. وأحرار العالم ناهضون معها .. وغد إيران والمنطقة بفضل كفاح وتضحيات المرأة غدٌ مشرق بإذن الله.. كونوا مع نصرة المرأة الإيرانية وليس خذلانها والغدر بها.

عائشة الحسنات / نائبة برلمانية أردنية