عائشة الحسنات تكتب لـ(اليوم الثامن):
أيريدون حقاً تحرير الأقصى أم احتلال الأردن
هل نشر الفوضى والمخدرات والسلاح والعمل على تعزيز قوى التطرف في الأردن من تعاليم وقيم الإسلام.. أم أن لهم إسلام لا نعرفه؟
عداء شديد وحقد دفين يكنه نظام الملالي ضد الأردن ومساعي شريرة لهدم المجتمع الأردني..
بعد كشف المستور كلياً في إدارة نظام الملالي للصراع في عموم المنطقة من إيران إلى العراق إلى اليمن إلى سوريا إلى لبنان وفلسطين وقطاع غزة على وجه التحديد من خلال أدواته؛ وصولا إلى الحرب غير مباشرة التي يشنها على الأردن حرب التهريب تهريب المخدرات والسلاح، واستنزاف قوانا واقتصادنا ومستوى معيشتنا، وأماننا واستقرارانا وهدم قيمنا الاجتماعية التي دأبنا عليها ونحرص على حمايتها.
لم يعد خفياً على كافة شعوب المنطقة من هم ملالي إيران وما هي مخططاتهم ونظرتهم لشعوب المنطقة خاصة الشعوب الشعوب العربية وهي نظرة استعلائية غير نقية، ومع الأسف انطلت على البسطاء حيلهم وأساليبهم المخادعة، ولكن هيهات أن يكون النصر للباطل، وكانت كل خطوة لهم ضمن مخططاتهم درجة من درجات سُلم الإنحدار إلى الفشل وجحيم الهاوية؛ وقد حدث، ولم يكن بعدها أمام الملالي خيارٌ سوى اللجوء إلى إلقاء تبعات فشلهم بشكل غير مباشر على دول المنطقة وخاصة الأردن الذي ناله من العداء الفج والتصعيد المسلح من كلا الجبهتين السورية والعراقية بواسطة ميليشياتهم المهلهلة الأمر الذي لم يكن بالمفاجئ سوى أن إعلان العداء والعمل على تأليب الرأي العام في الأردن عبر مقالات أو نداءات وتصريحات ميليشيات كان صارخا إلى الحد الذي لا يحتاج إلى تخمين تفسير يبين حقيقة نوايا وتوجهات طهران التي باتت تلعب على المكشوف على عدة جبهات فقد سلط الملالي أبواقهم وأدواتهم تجار السلاح والمخدرات للتوجه والتموضع في حملة شرسة ضد الأردن بعد افتضاح هجومهم الإستعراضي التي بدت مُنسقة مسبقاً بصواريخ المفرقعات والمسيرات الكارتونية ضد الكيان الصهيوني في 13 أبريل 2024 كردٍ هزيل على محو قنصليتهم والقضاء على الكثيرين من قادتهم بشكلٍ مُهينٍ في سوريا بين الحين والآخر.
عقود من الحقد الدفين والتآمر على الأردن، لكن أحداث الثورة السورية ووقائعها التي لم تنتهي حتى اليوم، والعدوان على غزة وما جرى عليها من جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية كانت مجموعة عوامل كشفت المستور وفضحت نوايا ومخططات الشر الموجهة تجاه فلسطين، والأردن على وجه التحديد، بل وكانت أيضاً ولازالت موجهة تجاه المنطقة بأسرها!
كان الهجوم الاستعراضي الهزيل لنظام الملالي الحاكم في إيران على الكيان الصهيوني الغاصب حداً فاصلا بين سياسة المناورة والخبث التي كان يتبعها الملالي مع الأردن، وسياسة المواجهة التي فرضتها للعلن فضيحة ما أسموه بطوفان الأقصى العملية التي كان ورائها الملالي بحسب اعترافاتهم والنتيجة أنها أبادت غزة ووفرت للمحتل الغاصب الأسباب للقضاء على غزة وضرب القضية الفلسطينية في مقتل، وهدم المعبد على رؤوس الشعب الفلسطيني وطمس قضيته وكافة حقوقه المشروعة، ولطالما هناك أزمة في فلسطين هناء فرصة للقضاء على انتفاضة الشعب الإيراني وتركيعه وبقاء نظام الملالي على سدة الحكم في إيران وتقاسم النفوذ مع الآخرين في المنطقة.
لا يملكون الجرأة على إعلان المواجهة رسمياً، ولا يضر حيائهم شيئاً إن استخدموا طرقهم الملتوية، ولقد كانت تصريحات بعض الميليشيات الموالية للملالي ومقالات لأشخاص النظام أكبر دليل على دخولهم في حالة مواجهة معنا سنين طوال من الاستنزاف والمراوغة على الحدود مع سوريا، والحدود العراقية التي يناور من خلالها الملالي على الدوام، والحدود اللبنانية التي هي مصدر تهديد أيضاً لاشتراكها في صناعة أزمة ضدنا وتماسها مع حدود سورية ملاصقة لنا.
شعار تحرير القدس عبر كربلاء شعاراً أجوف ولم يكن في حقيقته من أجل القدس وإنما من أجل التوسع وخدمة توجهاتهم والمخططات الاستعمارية الموكلة إليهم؛ وباعترافات قادة هذا النظام أن كبارهم كانوا ضد تحرير القدس من على أراضٍ لبنانية أو سورية حدودية مع فلسطين، وأن التحرير الصحيح يكون من خلال بلدانٍ غير حدودية مع فلسطين كالعراق، ويتواجد الملالي في العراق مدججين بالسلاح والعتاد والأموال منذ عشرون عاماً ولم يحرروا الأقصى ولن يحرروه، كما لم يتركوا الفلسطينيين المقيمين في العراق بسلام وأمان فذبحوهم وشردوهم ونهبوا ممتلكاتهم دون أدنى اعتبارات دينية ولا أخلاقية ولا حتى ثورية وقيمية، وكذلك فعلوا في سوريا ولبنان، وأما الصف الوطني الفلسطيني فقد تآمروا عليه ومزقوه شر تمزيق ساعين إلى هدم منظمة التحرير وإفراغ الساحة لمخططاتهم التوسعية وأدواتهم المتطرفة التي تريد العبث بأمن واستقرار الأردن أيضاً ونشر التطرف فيه.
سبقنا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمته الرئيسية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في مواجهة حامية ودامية مع نظام الملالي منذ أكثر من أربعة عقود ونصف دفعوا خلالها أكثر من 120 ألف شهيد من خيرة أبناء إيران وعشرات الآلاف من المفقودين والسجناء السياسيين، وقد فضحت المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي مؤامرات ومخططات النظام، ومع الأسف أهملنا نداءات الشعب الإيراني بضرورة الوقوف إلى جانبه وجانب مقاومته المشروعة وطموحه المشروع في دولة ديمقراطية حرة، واليوم ندرك ضرورة ذلك كخلاص للشعب الإيراني ودول وشعوب المنطقة.
ويعلم الكثيرين أن هذه ليست وجهة نظرنا وحدنا وإنما وجهة نظر موحدة لدى الكثير من المفكرين والكتاب العرب وغير العرب في الشرق والغرب بل باتت اليوم وجهة نظر غالبية شعوب الشرق الأوسط.. وجهة نظر تستند إلى اعترافات وحقائق ووقائع قائمة وليس تحليلاتٍ أو تخمينات، ولم يبقى إلا أن يعلم الجميع أن مواجهة نظام الملالي فرضٌ واجب على كل حر وليست على الأردن بمفرده، ويجب ألا يُترك الأردن بمفرده في مثل هكذا مواجهة شرسة وهكذا حقد، وإنا لمنتصرون؛ وإن غداً لناظره قريب.
عائشة الحسنات – نائبة برلمانية أردنية