عبدالرزاق الزرزور يكتب:
صفقة البيع المنجز بين شاه إيران المعمم ووالي الشام
وأخيراً يُسدل الستار إيذاناً بانتهاء الفصل الأخير من المسرحية ...
النظام الإيراني يتسلم النسخة النهائية من عقد بيع الشام من البائع الرخيص الزاهد بكل شيئ عدا كرسي الحكم والسلطة.
ها هو حلم الملالي المعتق بالأمنيات يُصبح حقيقة وها هي عاصمة بني أمية تركع لسلطان الملالي الرافل بالعباءة والعمامة بعد أن خلع تاج الشاهنشاهية لوهلة، وتجوب عينا والي السلطان في المكان تبحث عن دليل أو أثر آخر يقوده إلى حيث لا يملك فيملك ويهب ويأمر وينهى، وتُصبحُ لأترابه الشام ضيعة وملعباً ومرتعاً وميدان رماية يرمي منه على العرب ولا أحداً سواهم.
ويعلم السلطان وواليه وجنده ومرتزقته علم اليقين بأهمية التاريخ وأن الشام جوهرة من جواهر الكون الكبرى التي يُصنع بها المجد كما صنع الأولون وتقوم الإمبراطورية المنشودة ويبدأ حلم الحلفاء على الجانب الآخر بأسطورة المُلكِ من النيل إلى الفرات بالتحقق، وتصدُق بنبوءات الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بتكالب الأمم علينا.
يعيد السلطان وجنده وجهة بوصلته ويوجهها قِبَلِ المدينة المنورة و الكعبة المشرفة بعد الركوع لإرادته لإرادته مؤتماً بـ لاما أرهانت سائراً خلفا مطيعاً خاضعا على الرغم بأن كلاهما لا يؤمن بالآخر لكنها الغاية التي تُبرر لأجلها كل الوسائل، وماذا إن ركع السلطان خامنئي وولاته وعماله وجنده لبوذا، وما العيب فيه هل كفر وبماذا يؤمن حتى يكون قد كفر فخامته يؤمن بالغاية تبرر الوسيلة ولم يكفر، وأحد عماله وولاته الذين يبخون السم في أرجاء الكون يؤمنون بإسرائيل كيانا ووجوداً في فلسطين المحتلة؛ فما العيب إن سار مؤتماً وراء لاما أرهانت البوذية أو غيره فق معتقده.
يهفو قلب السلطان (حفيد أبو الطاهر القرمطي) شطر المسجد الحرام (منتشياً ومعتمراً) اليوم باعادة أمجاد أسلافه ولا نعلم ماذا سيهدم اليوم ويقتلع بعد أن هدم دولاً عربية وشرد شعوبها وشتت شملها ودمر بنيانها وحطم إرثها التاريخي والحضاري وحولها إلى أطلال خرِبة، ويأتون اليوم على ما تبقى ليؤسسوا من الصفر ما يطع لهم ويركع ويرعى، ولقد فعلوا بالبلاد والعباد ما أكبر عند الله من هدم الكعبة.
هل ابتلع أشراف مكة وسدنتها وحماتها و(خدام) الحرمين طعم السلطان علي خامنئي وجنوده الذين يخفون السيوف تحت لباس الاحرام، هل يأتمنون من أهلكوا الحرث والنسل وقتلوا شعبهم ونكلوا به ودنسوا شرف وكرامة النساء واستباحوا دماء الأطفال وسمموا الأبرياء ونشروا الجهل في العقول والكراهية في القلوب وزرعوا الفتنة والبغضاء بين العرب، وما أن تطأ أقدامهم أرضاً إلا وحل بها الخراب والدمار وعاثت بها شياطين الإنس والجن الفساد وتساوت مقابرها وسجونها مع مساكنها وقُبِرت فيها الفرحة كما قُبِر الأموات.
أتدعونه وزبانيته لما أراد ويريد متناسين حمام الدم التاريخي في الطواف إذ تساقطت عشرات آلاف القتلى من المسلمين الأبرياء في يوم واحد ..؛ أتنتظرون من يرتقي عليكم ويرتفع ويطغى ويقول مرة ثانية لمن الملك الآن، أتنتظرون هذه الساعة.. نعم إن ما يجري يقول إنكم تنتظرونها دون علم بها خاصة بعد صفقات البيع المنجزة في الشام بين عامل السلطان في طهران وواليهم في الشام الذي سيبيع ما لا يملك ويملك ما ليس له ولا يستحق ولا هو أهل له.
منع ربُّ البيت أبرهة الأشرم من هدم البيت بأن أرسل الطير الأبابيل تدافع عنه ، لكنه لم يمنع القرمطي من هدمه لأن حماية البيت أضحت منوطة بالمسلمين؛ فإن لنا بيتٌ حميناه وإن كان لنا دين أخلصنا له ولمن له المُلك في الأولى والآخرة، ومن يريد أن يصلي وراء لاما أرهانت أو قيصر فليصلي ورائه بعيداً، وكفى خراباً وسفكاً للدماء.
لا تغرنكم عباءة السلطان خامنئي وعمامة السحر التي يعتمرها على رأسه فلا علاقة لها بعمامة الدين والإخلاص لله الواحد الأحد.. فيداه ملطختان بدماء شعبه الجريح المكلوم الذي ملئ أبنائه المقابر والسجون وتوافدوا على مقاصل الإعدامات وروت دمائهم ودموعهم الأرض وعجت بهم وبنا المنافي إذ وقع علينا ما وقع عليهم من وباء، ولا زالت يدا خامنئي وجنوده ومرتزقته والمتسترين عليه رطبة من دماء أبنائكم وجنودكم في اليمن، ومئات الآلاف من الشهداء الأبرياء من الشعبين السوري والعراقي، ومؤكدا أنكم لا تحتاجون إلى من يقل لكم ماذا حدث في لبنان فمحنته من أقدم المحن وتعاظمت وستتعاظم ما أن يملك شاه إيران المعمم علي خامئي الشام ضيعة له ولعماله وغرابنه..، ولا زالت وستبقى رائحة الخراب الودماء تفوح من كل مكان حلوا به.
حذاري.. حذاري أيها العرب ..فلسقوط الشام رمزية معنوية في فكر شاه إيران المعمم وابن الشاه المتأمل أكثر منها منفعة جيوعسكرية فلا يغرنكم تقلب وجوههم في الآفاق ولا تغرنكم شعاراتهم بمعاداة هذا وذاك فهم حلفاء وابحثوا في تصريحاتهم وتاريخهم لتقرأوا الحقائق مرة أخرى.. ولتعلموا مرة أخرى أنكم أنتم المستهدفون.. ولربما نشاهد صكوك بيع أخرى تشبه تلكم الصورة..، عسى ربنا ألا يجعلنا من الشاهدين عليها.
أسقطوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم .. ولا نجاة لكم بوجود شاه إيران المعمم.