عبدالرزاق الزرزور يكتب:

خامنئي حمامة السلام

يُقال إن شر البلية ما يُضحك، يكبُر المرء ولابد أن يكبُر معه حياؤه وحكمته ورزانته، وأما ما يكبُر عند خامنئي وأمثاله سوى الخرف والبلاهة والكذب والإجرام وسلوكية صبيانية لا تمت بصلة إلى الأسوياء من الصبيان فكم يتحلى الصبيان بزينة الحياء والقيم من طفولتهم إلى صباهم، وحتى أخر العمر؛ لكنه السلطان أيها السادة السلطان وحب الدنيا اللذان يدفعان بهذا النوع من البشر إلى التخلي عن الثوابت والقيم وتفسير الدين؛ والدنيا وما يجري عليها كما يحلو لهم وصدقوا أنفسهم وما يدعونه بغطرسة بأنهم خلفاء لله على الأرض، وعلى هذا الأساس يفعلون بعباد الله ما يحلو لهم، ويحلون ما حرم الله ويحللون ما أحل الله.    
يُطل علينا في هذه الأيام المرشد الأعلى في إيران (خامنئي) بخطاب جديد أقل ما يوصف بأنه مدعاة للسخرية والاستهجان في آن واحد، إذ يخرج المرشد بخطابه للأمة الإيرانية وعينه على المجتمع الدولي مصوراً نفسه كحمامة سلام أرسلها نوح النبي بدل الغراب لتعود وفي فيها غصن زيتون أخضر إيذاناً برسو سفينة الخلق على أرض السلام. 
ربما أُشكِلت على المرشد المتهالك في رشده وهو في أضعف حالات الرشد معاني السلام، وخانته ذاكرته عما يقوم به نظامه من قتل وتنكيل واغتصاب وتغييب واعتقال بحق شعبه عامة وبأهل السنة خاصة.
مناطق البلوش الإيرانية عاثت بها أيادي المرشد وأدواته فحوصر أهلها وانتُهِكت حُرماتهم على مرأى ومسمع العالم، ودُفِن خيرة رجالها بمقابر جماعية، وغُيِب شبابها بأقبية سجون النظام وزنازين معتقلاته، فأية سلمية وأي سلام وكميات المخدرات الكبيرة يرسلها نظام الملالي للعالم عبر أدواته ومواليه وأذرعه القذرة، أي سلام والصواريخ الإيرانية ومسيرات القتل تفتك بالمدنيين في سوريا واليمن والعراق عدا عن التعاون العسكري مع هتلر العصر وقيصر روسيا بوتين وبالتالي فهو شريك بحربه على أوكرانيا.
خطاب شاه إيران المعمم عن السلام يوحي للسامع لوهلة أنه تقمص شخصية ليست شخصيته، وهو يقول نعم نحن دعاة سلام نحاول صنع الذرية؛ من أنشطة سلمية وأسألوا شركاؤنا وحلفاؤنا الدوليون فهم خبراء مطلعون ويقفون معنا كدعاة سلام لننقذ بقايا البشرية، لم نقتل أحداً في إيران ولا في العراق ولا في سوريا ولا في اليمن؛ هم من وضعوا أرواحهم أمام قوافلنا قوافل الشهداء، ولم نرسل المخدرات إلى الدول؛ ماذا نفعل لدى شعوبهم المال ويبحثون عن نشوة العقول وطرب الأرواح وأرسل لهم عمالنا ما يلبي حاجتهم ومتطلباتهم ولم نبخل عليهم، وفي سوريا الكثير من مبانيهم قديمة فأسقطناها بقليل من الخسائر قبل أن تقع على رؤوس أهلها؛ أما المشردون منهم فهم ضيوف حيثما كانوا حتى نعيد بناء مدائنهم وبيوتهم، أما في العراق فهم إخواننا أحبائنا لا ننتقم منهم ولا نقتص ولا نثأر منهم بل كانوا قاصرين عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم ثقفناهم وعلمناهم ودربناهم وأعطيناهم السلاح فقد كانوا قوة ناعمة غاية في النعومة لا يجيدون استخدام السلاح، وكان بعضهم بحاجة إلى رواتب للمعيشة فهيئنا لهم السبل المعيشة مقاتلين ومسلحين لم يذهبوا إلى المحرقة ومن الخطأ أن تسمونها محرقة إنها الشهادة، أما في لبنان فنحن أبرياء مما يجري في لبنان .. لا نعرفهم ولا يعرفوننا هم أعلم بمن سرقهم ودمر بلدهم ونشر الطائفية والسلاح وهدد وجود الدولة وأحرق الوئام بينهم، وأما في اليمن فهم أهل حرب ومشاكل ونحن تجار سلاح ومدربي قتال وخبراء حروب، وهذه مصالح ومن أراد في البحرين ومناطق أخرى نحن مستعدون حتى لتزويدهم بأول إنتاجنا من قنبلتنا الذرية المصنعة بأنشطة سلمية.
شر البلية ما يُضحك .. كل نشاطاتهم سلمية .. 
إذا كانت كل نشاطات خامنئي وجنوده ورعاعه سلميه فمن الواضح أن نشاطات أهل الفكر والقلم والرأي هي التدميرية.. وقد تكون أحلام الأطفال والصبية أيضا تدميرية وغير شرعية.. حتى أولئك الذين توافهم الأجل ممن توافهم الله بعيداً عن مقاصل الإعدام وغياهب السجون ومجازر الإبادة الجماعية الجماعية ومجازر كورونا وملايين الضحايا في العراق واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين كانوا أيضا تدميريين ولم تُتاح لخامنئي وجلاديه فرصة محاسبتهم واقتلاع أرواحهم.
فعلا شر البلية ما يُضحك .. تُضحكني وتثير غثياني هذه البلادة التي تسري في عروق خامنئي وجلاوزته وولاته وعماله بأطراف إمبراطوريته الآخذة في التوسع من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن والخليج وأفريقيا حتى يأتي اليوم الذي يكون فيه المواطن العربي غريبا في مسقط رأسه ما لم يكن موالياً للشاه المعمم خامنئي.
إذا كانت كل نشاطاتك سلمية فمن الذي
من الذي يعدم في البلوش السُنة على نحو عنصري طائفي .. يعدم 31 إيرانياً في 6 أيام منهم 20 مواطن بلوشي إيراني، والبلوش يعيشون في الجحيم ويخالف بعضهم القانون بسبب الفاقة والفقر والعوز، وما يدهشني هو رد رجال الدين البلوش بقولهم (عجبا لدولة تقتل شعبها) وفي ردهم هذا آية وعبرة.
إذا كانت كل نشاطاتك سلمية فمن الذي يقتل ويعدم وينتهك سيادة الدول وينشر المخدرات والطائرات المسيرة والصواريخ .. هل هي صواريخ أطفالنا وطائراتهم الورقية وقد خضعت لعملية سحر فتحولت إلى صواريخ وطائرات هدامة.. ما أعظم تلك البلادة والبلاهة وإنعدام الضمير لدى ذاك الشاه المعمم.
 إذا كانت كل نشاطاتك سلمية فما الذي يجري في مواقعك النووية التي تجري عليها مناورات الغرب وألاعيبه ومؤامراته؛ لا تليق بك السلمية أيها الشاه الحالم.
عبدالرزاق الزرزور / محلل سياسي & ومحامي حقوقي