ضياء قدور يكتب لـ(اليوم الثامن):
كيف نخلص المنطقة من براثن النظام الإيراني؟
بعد انتفاضة الشعب الإيراني التي استمرت تسعة أشهر وخلفت 750 شهيدًا والتي بدأت بمقتل الفتاة الكردية مهسا أميني، كان النظام الإيراني على وشك الإطاحة به.
وكان عليه أن يعقد اتفاقيات مع دول مختلفة كطريقة مؤقتة للخلاص من أجل إضافة بضعة أشهر إلى حياته.
نشهد في المجتمع الدولي اصطفافاً واضحاً تجاه النظام الإيراني. ولا يزال جزء من الدول والحكومات يتطلع إلى التهدئة والتفاعل مع النظام معتقدين أنه يمكنه الحصول على المزيد من الامتيازات بسبب الضعف المفرط للنظام. أما الشق الثاني يرى الحل في تغيير النظام.
في الاجتماع السنوي للمعارضة الإيرانية، رأينا أن القوى التي أرادت تغيير النظام الإيراني تجمعت من جميع أنحاء العالم ودعمت السيدة مريم رجوي باعتبارها السبيل الوحيد ومفتاح حل المشكلة مع النظام الإيراني.
كما شهدنا الصمت الشديد من قبل العديد من الصحافة. على الرغم من ذلك، تم تقديم مئات القراءات والمقالات لهذا الحدث التاريخي في العالم العربي وحده.
خصصت مجلة "شؤون إيرانية" 122 صفحة من العدد الخاص لهذا الشهر لأحداث لقاء وتجمع المعارضة الإيرانية ونشرت تفاصيل أحداث هذا الاجتماع وعبرت عن دعمها للمقاومة الإيرانية.
حول ذلك يقول محرر هذه المجلة الأستاذ شريف عبد الحميد، أن الدافع من وراء تخصيص هذا العدد الخاص من مجلة شؤون إيرانية هو إلقاء الضوء المقاومة الإيرانية، حيث أن القارئ العربي لا يعرف الكثير عنها، وأن نظام الملالي يعمد لشيطنتها بأشكال مختلفة، رغم التضخيات الضخمة التي قدمتها.
ومن وجهة نظر السيد شريف ومركز الخليج للدرسات الإيرانية، فإن المقاومة الإيرانية في أفضل وأقوى فصيل معارض منظم وموحد بشكل كبير يمكنه مواجهة النظام الحاكم، ويشكل بديلاً له.
ويشير السيد شريف إلى أن مجلة شؤون إيرانية هي مجلة تصدر عن مركز الخليج للدراسات الإيرانية في القاهرة ولندن بجهود فردية وبدون أي دعم.
وأكد السيد شريف على أن ٢٤ عدد من هذه المجلة كان سهماً قوياً في قلوب وأعين نظام الملالي
وأوضح السيد شريف أن قنصلية نظام الملالي في مصر توجهت بشكوى ضده وضد المجلة في الخارجية المصرية، لأن المجلة أوجعت نظام الملالي وفتحت ملفات في غاية الأهمية، كتدمير العراق على يد نظام الملالي، والتغيير الديمغرافي في العراق وسوريا، والإعدامات في إيران من خلال عدد سمي بعنوان بلاد المنشانق المعلقة،
وأضاف: فتحنا ملف طابور إيران الخامس الذي سلط الضوء على عملاء وأذرع نظام الملالي في الإعلام والأحزاب في العالم العربي بالأسماء والوقائع. وكان العدد الخاص للمجلة حول ابراهيم رئيسي هو السبب الرئيسي الذي دفع قنصلية الملالي لرفع شكوى ضدي في الخارجية الإيرانية متهمة إياي باستخدام أوصاف لا يجب إطلاقها على بعض السياسيين والدبلوماسيين.
ويرى السيد شريف أن ما حدث في العراق وسوريا هو جريمة حقيقية فضحت وأضهرت الوجه القبيح لكل من يؤيد نظام الملالي في إيران أو يتأثر بأفكاره.
وأكد السيد شريف على تقديم المقاومة الإيرانية كبديل للنظام الحاكم لأنها حركة معارضة وطنية ذات تاريخ نضالي عريق مليئ بالتضحيات، مشيراً لإعدامات الثمانينيات حينما أعدم نظام الملالي بفتوى من الخميني أكثر من 30 ألف سجين سياسي معظمهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق.
وبين السيد شريف أن المعارضة الإيرانية هي مؤسسة ديمقراطية في توجهاتها.
وأعرب السيد شريف عن إعجابه بخطة السيدة مريم رجوي المكونة من عشر نقاط لإيران الحرة، مشدداً على أنها تهيأ الأرضية لخارطة طريق لمستقبل إيران.
وأضاف السيد شريف: هناك إجماع دولي وعالمي حول المقاومة الإيرانية وقدرتها على تشكيل بديل ديمقراطي لنظام الملالي.
ونوهت السيدة حنان عبد اللطيف، المديرة الإقليمية لمركز الرافدين الدولي لحقوق الإنسان، إلى وجود مشاركة دولية وعربية وإسلامية واسعة النطاق في مؤتمر المقاومة الإيرانية السنوي 2023 الذي عقد في باريس، وهي دول، بحسب السيدة حنان، تأذت بشكل مباشر من دعم نظام الملالي لأذرعه التي تقوض الاستقرار والأمن في المنطقة.
وهذا ما يستدعي، بحسب السيدة حنان، ضرورة تشكيل جبهة إسلامية وعربية موحدة ضد هذا النظام والمطالبة بإسقاطه.
وبعيداً عن المستوى الحكومي، حيث ترى بعض دول المنطقة ضرورة الانفتاح في العلاقات على نظام الملالي، أكدت السيد حنان على ضرورة العمل على تشكيل هذه الجبهة على المستوى الشعبي وتفعيلها.
ورأى السيد محمد الموسوى، الكاتب والباحث العراقي، أن الحاجة الملحة والجماهيرية لكل شعوب المنطقة هي إسقاط نظام الملالي.
وقال إن مأساة الشعب الإيراني نقلت إلى شعوب المنطقة، وبالتالي أصبح الكل يريد الخلاص من نظام الملالي.
وأشاد السيد الموسوي بتخصيص العدد الخاص لمجلة شؤون إيرانية لنشر أحداث المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية مؤكداً على الحاجة للمزيد من المنابر الحرة التي تعيد اليقظة وتثقيف الشعوب العربية بخطورة مشروع ولاية الفقيه.
ونوه السيد نظير الكندوري، الكاتب والصحفي العراقي، إلى أن طبيعة الصراع الجاري بين شعوب المنطقة ونظام الملالي هو صراع وعي، حيث يحاول الملالي فرض أفكار ظلامية رجعية حتى يستفيد منها سياسياً ويمد نفوذه الخبيث لكافة أرجاء المنطقة، ويزيد من عمر نظامه لعشرات السنين الأخرى.
وأضاف: الرد المناسب من شعوب المنطقة هي أنها تخوض معركة وعي لمواجهة الفكر الظلامي وتنوير أنفسها على خطوة ما يطرحه هذا النظام من إفساد للعقول وإرجاع الشعوب لعشرات السنين للوراء.
وأكد السيد نظير أن الثورة ضد نظام الملالي لا تكفي فقط، بل يجب أن يرافقها وعياً عميقاً لكي لا تتحول الساحة لحالة فوضي خلاقة يستغلها نظام الملالي لصالحه.
ويرى السيد رشيد حوراني، وهو كاتب وباحث سوري، أن نصف النصر هي معرفة العدو، مشدداً على أن معرفتنا بالعدو الإيراني يجب أن تكون دقيقة، خاصة أن نظام الملالي بارع في الالتفاف وعملية المناورة والتحايل لخدمة مصالحها.
فيما يتعلق بالتوتر الروسي الأمريكي شرقي سوريا، أشار حوراني أن إيران مستعدة أن تكون الذراع الروسية التي تضرب القوات الأمريكية.
وأوضح السيد رشيد أن الشعوب العربية، خاصة الشعب السوري، يرفضون رفضاً قاطعاً للمشروع الإيراني، ورغم المساعدات والخدمات الاجتماعية التي تقدمها إيران تحت ستار إنساني لجذب السوريين لمشروعها، إلا أنها تواجه فشلاً مطلقاً في هذه العملية.
وبين السيد رشيد أن الدول العربية انتقلت من مواجهة إيران إلى محاباتها واسترضاءها لأنها لا تمتلك بالدرجة الأولى مشروعاً موحداً لمواجهتها، ولا تستطيع تجيير مقدراتها لمثل هذا المشروع.