د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

لكل حرب رجالها.. الخبير العسكري الأردني اللواء فايز الدويري

نعيش طوال اليوم على القصف والجثث والأشلاء والصراخ ومشاهد تدمي الحجر.. ونظلّ بانتظار فيديو قصير تبثّه كتائب القسّام عن تفجير دبابة هنا وقنص آلية هناك.. وبعدها ننظر لبعضنا وكأننا كسبنا كلّ الحرب ولتأكيد ذلك لا يبطئ اللواء فايز الدويري بالخروج علينا على قناة الجزيرة ليشرح لنا البطولة ويرفع من معنويّاتنا التي أكلتها المجازر وكلام السياسيين عن مرحلة ما بعد الحرب..! لا يكتفي الدويري بتقديم الرأي والتحليل العسكري بل يتعدّاه إلى التحليل السياسي وبقلب نظيف..


فايز الدويري ابن المؤسسة العسكرية الأردنية  يقوم ببث الأمل, وفي كل حضور على قناة الجزيرة يؤكد أن المقاومة ستنتصر..
لهذا سرق فايز قلوب الناس, كونه استند على واقع ملموس ومرئي.. وحلل حالة النصر كما يجب, والأهم أنه رفع من معنويات الناس, التي كانت تتعب أحيانا..
فايز الدويري وما يمتلكه من خبرات هو نتاج الدورات التي تلقاها, نتاج الرحلات الخارجية, والدراسة في أرقى المعاهد والكليات, فمن المستحيل أن يصل ضابط إلى رتبة لواء دون أن يكون قد حصل على أعلى تأهيل واكتسب المهارات المطلوبة
في حرب غزة أبدع, والسبب أن شعوره القومي والوطني صاحب التحليل, هو لا يقدم تحليلا مجردا من العاطفة بل يقدم تحليلا مصحوبا بنشوة النصر, وتلك حقيقة فالنصر ملموس وجلي أمامنا..
وما يعجبني به أكثر أنه حين يقف في الإستديو يقف بوضع عسكري بحت.. وتشعر أنه بانتظار رئيس هيئة الأركان, أو أنه قد خرج للتو كي يفتش على أحد الألوية, أو أنه يستعد لإعطاء محاضرة في كلية الدفاع.
هذا الشخص تقاعد من الجيش, لم تقم المعارضة بأخذه, ولم يجلس في منزله..  أعاد بناء نفسه من جديد, وأصبح محللا عسكريا محترفا, وحين أقول محللا.. فهو يستحق اللقب بجدارة, كونه أمضى ما يزيد عن (30) عاما في خدمة الجيش والقوات المسلحة, ووصل لأعلى الرتب.
شكرا لفايز, فقد قدم نموذجا للعسكرية الأردنية النجيبة.. العسكرية التي تحترم البندقية وفي ذات الوقت تحترم العقل أيضا.. وقدم نموذجا للأنفاس القومية والوطنية الصادقة..
أما أبو عبيدة؛ فإنه نجم الحرب الأوّل.. أكل الجو من نتنياهو ومن بايدن ومن نجوم السينما.. والشوارع والبيوت كلها بانتظاره.. أبو عبيدة حين يظهر أو يعلو صوته يسكت كل ضجيج.. يقطع كل حكاية.. يوقف الزمن ويوسّع المكان.. لا أحد يقول للآخر: اسكت لنسمع.. بل نسكت تلقائيًّا لنسمع.. وخلال فواصل جمله وعباراته تلهج الألسن بالأدعية لله وحده أن ينصر المقاومة .
د.علوي عمر بن فريد