ضياء قدور يكتب لـ(اليوم الثامن):
رد باكستان كشف حقيقة أن نظام الملالي لايفهم سوى لغة الحسم
بعد رد باكستان السريع على الهجوم الصاروخي الذي شنه النظام الإيراني على قرية في باكستان، تراجع نظام الملالي من موقفه العدائي بسرعة وتوسل لتطبيع العلاقات مع باكستان. تثبت تطورات الأيام الثلاثة الماضية مرة أخرى ما أكدته المقاومة الإيرانية، باستمرار على مدى العقود الثلاثة الماضية، بأن نظام الملالي لا يفهم سوى لغة القوة والحزم، وأن استعراض النظام للقوة في المنطقة مزيف تماما.
بعد يومين من رد باكستان على إطلاق نظام الملالي الصواريخ، كلف خامنئي المترنح، ورغم التبجحات الأولية، وزير خارجية النظام، أمير عبد اللهيان، بالاتصال بوزير خارجية باكستان والاعتذار عما حصل والمطالبة بتطبيع العلاقات. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الحكومية، أخبر عبد اللهيان وزير الخارجية الباكستاني أن إطلاق صواريخ الملالي كان إجراء فوريا من قبل قوات الحدود لإحباط ما وصفه بتهديد الإرهابيين. وأراد أن يقول إن ذلك لم يكن قرار قادة الملالي بل كان من عمل قوات الحدود.
وأضاف: كان هذا الإجراء العملياتي متماشيا مع المهام الفورية لمقر عمليات سيستان وبلوشستان ومن أجل إحباط التهديد الإرهابي المباشر، الذي، وفقا للأدلة، كان أكثر من 50 إرهابيا متواجدين في هذا الموقع يعدون لتنفيذ عمل إرهابي ضد إيران، لكنهم أخفقوا بفعل تحرك القوات الإيرانية الذي في الوقت المناسب.
وشدد أمير عبد اللهيان على "احترام الجمهورية الإسلامية الإيرانية لسيادة ووحدة أراضي البلد الصديق والشقيق والجار باكستان"، وقال: “إن سيادة باكستان وسلامة أراضيها تعنينا بشدة والتعاون بين البلدين ضروري للقضاء على معسكرات الإرهابيين على الأراضي الباكستانية”.
يدعي عبد اللهيان وجود 50 إرهابيا حيث أعلنت باكستان مقتل طفلين وإصابة عدة آخرين بنيران نظام الملالي.
خامنئي، الذي كان خائفا من انتفاضة الشعب الإيراني أراد رفع معنويات قواته المنهارة في الحرس ووكلائه في المنطقة ولملمة تصدعات رأس النظام و ما فقده من ماء وجه خلال حرب غزة التي كان يتبجح بالدفاع عنها وعن فلسطين في الشعارات، وكان بحاجة إلى استعراض للقوة ، وكان يعتقد أن باكستان مثل العراق وسوريا لن ترد على إطلاق الصواريخ الإيرانية، لكن ردود فعل باكستان السريعة صدمته وتراجع بسرعة.
ويظهر تراجع خامنئي السريع أنه حتى الاستعراض المزيف للقوة للنظام له حدود معينة وهو على مستوى الحكومات الضعيفة الموالية له وأنه يتراجع بسرعة حالما يواجه سياسة الحزم.
وكتب موقع “الف” الحكومي في 18 يناير: “على الرغم من أن الجمهورية الإسلامية تشك دائما في النوايا النهائية للجيش الباكستاني، إلا أنها لا ترى أي فائدة في تدمير علاقاتها مع جارتها الشرقية في وقت تعاني من ضغط من جميع الأطراف. ومع ذلك، كان من الواضح أن باكستان كانت غاضبة للغاية من الهجوم الصاروخي الإيراني على أراضيها ولن تتركه دون رد”.
وأضاف الموقع: “من الواضح أن غضب إسلام أباد هو لأنها تعتقد أن إيران اعتبرت سيادة باكستان فاترة مثل العراق وسوريا. من خلال الرد ، تريد باكستان حقا أن تقول بصوت عال إن سيادتها كاملة وقوية ولا تشبه حكومتي العراق وسوريا العاجزتين”.
وفيما يتعلق بهجمات النظام الصاروخية والطائرات بدون طيار على باكستان وبلدين آخرين في المنطقة، صرح المتحدث باسم مجاهدي خلق: الآن يرى الجميع جانبا آخر من رد فعل وآثار ترویج رأس الأفعى للحرب. طبعا الثمن يدفعه کالعادة الشعب الإيراني والأبرياء. جوهر الأمر هو أن خامنئي لم يأخذ بالحسبان في توسع الهجوم على باكستان مثل هذا الرد غير المتوقع. وقد قارن خامنئي في ذلك، الحكومة العراقية العميلة التي كانت تتحمل قصف الصواريخ على أراضيها لسنوات بالإذلال ولم تنبس ببنت شفة. وقد قدرت باكستان، وهي قوة نووية، أنها إذا لم ترد على هجوم النظام، فإن ذلك سيعني الإذعان لهيمنة النظام ودوره كشرطي إقليمي.
إن تراجع خامنئي أمام باكستان يثبت مرة أخرى حقيقة أنه، كما قالت السيدة مريم رجوي مرارا وتكرارا، “أن تجربة 40 عامًا من الخبرة إن هذا النظام لا يفهم لغة سوى لغة القوة والحزم.
وأضافت السيدة رجوي أن سیاسة المهادنة ومنح الامتيازات لهذا النظام لا تقيّده ولا تغيّر سلوكه، بل تمنحه فرصة وتجعله أكثر جرأة في سياساته الهدّامة”.