ريم العولقي تكتب ل (اليوم الثامن):
إلى سيادة الرئيس
بعد التحية، وبدون مقدمات لأننا مللنا المُجاملات والرقص على جروح هذا الشعب المكلوم الذي مازال يُكابد ومازال يُجاهد .
سيادة الرئيس ..الشعب حتى الآن يُقدم تضحيات جسيمة والميادين خير شاهد في احتضان ابنائه الجنوبيين في الجبهات ومواجهة العدو الذي تكالب علينا من كل مكان ، فنحنُ لا نعلم هل نُحارب الحوثي وانصاره، أم الأخوان ،أم شرعية الفساد التي تحكمنا طوال هذه السنوات ،أم نُحارب من هم أشد عدو من كل ماذكرت وهم ابناء جلدتنا الذين باعوا قضيتنا من أجل مصالحهم العفنة ومن أجل ملئ بطونهم وجمع أموال الشعب والتجارة بها خارج الدولة .
سيادة الرئيس أولئك الذين تولوا مناصبهم في الدولة هم لصوص وأنتم تعلمون ذلك ينهبون ويأكلون حقوق المواطن الذي باتَ مُلقى على رصيف الفقرِ دون رحمة مُستمتعين بإذلاله وتجويعه ويتجاهلونه عند حاجته بكل سخرية ويظنون أنهم ملكوا عرش الدولة دون محاسبتهم وايقافهم عند حدودهم واخبارهم أن هذا الشعب (خط أحمر ).
أجل يا سيادة الرئيس هذا الشعب خط أحمر ،فهو من ولاّكم واختاركم وفوّضكم من أجل الحصول على حقوقه ،ولكن مايحدث عكس ذلك لأن الشعب يضيع تحت وطأة الفقر والجوع وحتى الآن لم يرى نتائج ايجابية على الأرض ،فموارد الدولة تُنهب أمام أعينه وهو لا يستطيع أن يفعل شيء .. أتدري بل يستطيع أنا متأكده أن هذا الشعب يستطيع فعل الكثير والكثير ،يستطيع أن يسترد كامل حقوقه في ثورة تحرق الجميع، لكن أتدري ما الذي يمنعه ؟ هو أنتم لأنه يثق بكم حين وقف بجانبكم يثق بكم حين اختاركم يثق بكم حين مد يده إليكم لتنقذوه من الغرق إلى بر الأمان ،ذلك الأمان الذي لطالما حلم به ولم يجده حتى الآن .
سيادة الرئيس جميعكم تسيرون في الطريق الخاطئ ولم تُصححوا المسار حتى الآن ، ماعدا تلك المعارك والانتصارات التي يحققها رجالنا البواسل فنحن نثق بهم ولن تأخذنا فيهم لومة لائم لأنهم صادقون مُعاهدون الله والشعب ، فهم منتصرون لنا ولقضيتنا وإلاّ لما رأينا الدماء الجنوبية تروي الأرض وتؤلم القلب وكل ذلك من أجل الوطن والعرض .
سيادة الرئيس إن اكثر ما يؤلمني حين يُطالب الشعب بحقه في تحسين المعيشة وفي لقمة تسد جوعه ليخرج لهم عديم الضمير ممن هم محسوبون علينا ليقول له أنت لا تهمك قضيتك ولا مسارها وهذا الوقت غير مناسب حتى تلوم المجلس الإنتقالي ويتهمونه بخيانة قضيته كل هذا لأنه يريد حقه المشروع في صرف رواتبه والحفاظ على مؤسسات الدولة التي هي من حق المواطن شيء مضحك أن يتهمون الأب الذي أرسل ابنه إلى ميادين الموت والشرف بالخيانة ، اليس الذين يموتون كل يوم هم من ابناء هذا الشعب ؟ اليس لهم امهات وزوجات وإخوة لهم الحق في أن تكون لهم حياة طبيعية كبقية البشر أم أن من يُطالب في حقه اليوم من ابناء الشعب ويرفع صوته هو بالنسبه لكم يُعطل مسار القضية ؟
سيادة الرئيس نحنُ دولة مستقلة ذات سيادة وكيان، لنا حقوق وأنتم عليكم واجبات ، فلابد من العمل لأجل مصلحة المواطن الجنوبي وأمنه واستقراره معيشياً وأمنياً واقتصادياً في ظل الظروف الصعبة المحيطة به وانهيار العملة والحالة المأساوية التي دخل الشعب فيها ولم يخرج منها منذ سنوات طويلة .
وأنتم تعلمون جيداً أن أوراق الحكومة اليمينة التي في عدن واضحة أمامكم كل يوم يضعونها على طاولة حواراتهم الفاشلة ،يُديرون قراراتهم الفاشلة ،وحلولهم الفاشلة ،ومشروعهم الفاشل ،مثل وحدتهم الفاشلة تماماً وحدتهم الدموية التي مازلنا حتى يومنا هذا ندفع ثمن الإرتباط بها .
لذلك أنتم تعلمون تماماً أن شرعية الفساد دنيئة بكامل اعضائها يعملون على تجريدنا من هويتنا وإعادتنا إلى باب اليمن الذي والله لن نرضى به لو لم يبقى فينا أحد ، تعلمون أنهم يعملون بخبث، ويخططون ويرسمون بخبث ،تعلمون أنهم متواطئون مع جماعات الحوثي متعاونون مع كل من هو ضدنا ومُعادون كل من يقف مع قضيتنا وأولهم الشعب الذي يقفون في وجه حقوقه ومطالِبه مُحدِثون الفوضى وزعزعة أمن هذا الوطن وتجويع اهله بالرغم أن هذا الشعب مازال صامداً في مواجهة المنعطفات التي يمر بها وذلك من أجل استعادة دولته والحفاظ عليها وأنتم من قلتم ذلك ( لن يحفظ أمن الجنوب غير أهلها ورجالها ) وهاهم يقفون في كل حدود الجنوب متحدين تلك الظروف القاسية والأعباء الكبيرة حتى تكون دولتهم بخير وتتجاوز تلك المصاعب رغم أنهم في كبد المعاناة بل يحترقون في وسط النار التي أضرمها الفساد بقيادة حكومة فاشلة .
سيادة الرئيس من حق ابناء هذا الشعب أن يعيشوا حياة كريمة خاصة واننا نملك موارد اقتصادية تُغنينا .
ولكن للأسف حقوقنا في أيدي ظالمة سارقة خائنة للأمانة يمتلكها أشخاص عديمي الشرف أمثال مُعين وحاشيته ..وأخشى ما أخشاه يا سيادة الرئيس أن يكون هناك جنوبيون مازالوا متورطون معهم ويتعاونون ضد وطنهم ممن هم حولك وأساءوا استخدام السلطة في اختلاسهم ومُمارساتهم الغير قانونية .
سيادة الرئيس نحنُ لسنا دولة فقيرة ولا دولة مكروهة ومُعادية لأحد ، ولا دولة ارهابية
نحنُ دولة عربية سُنية دولة كبيرة دولة لها تاريخها وجغرافيتها بين دول العالم، لدينا نضال وشهداء في تاريخ الوطن لن ننساها ما حيينا .
فلا تجعلوا تلك التضحيات تذهب سُدى ،فنحن مازلنا نثق بكم .. والبراهين واضحة أمامكم على الأرض حين نخرج ، نخرج شعباً واحداً صوتاً واحداً قلباً واحداً في كآفة مناطق دولة الجنوب ونقولها بأعلى صوت أننا مازلنا معكم ونقف معكم، ولستم بحاجة أن نفعل ذلك كل مرة ، ولو طلبتم من هذا الشعب كل يوم يخرج ليثبت لكم أن الجنوب العربي هو قضيته وهو شغله الشاغل ومشروعه الأبدي لما تأخر وأنتم تعلمون ذلك جيداً وخير شاهد (حضرموت بالأمس ) وكآفة المناطق الجنوبية الأخرى فلا أحد يُزايد على نضالنا ولا تمسكنا بقضيتنا وتحمل المتاعب…. وإلاَّ اخبروا هذا الشعب انكم غير قادرين على تحمل المسؤولية وأنكم فضّلتم مصالحكم عليه ليكون هناك عنوان آخر لقضيتنا
(فالشعب الذي لا يدافع عن حقه في الحرية ؛ تتحكم فيه العصابات واللصوص )."
(وعلينا وعلى اعدائنا ومن يسكت عنهم ولو كنتم أنتم )
إلى سيادة الرئيس كامل الاعتذار على هذا المقال الشديد اللهجة .
ريم العولقي .