ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
غزة .. تفضح ديمقراطية الغرب
امريكا ومن ورائها الدول الغربية لم تتوقف يوما عن استخدام مصطلح "اللاسامية" في توجيه الاتهام الى كل من يعارض السياسة الاسرائيلية ومنهم على سبيل المثال المفكر الفرنسي روجيه غارودي, الحركة الصهيونية استخدمتها كسلاح في وجه كل من يشكك في الهوية الدينية لنشوء دولة بني صهيون، أو لانتقاد سياسات هذه الدولة, في السابق كل من يكره اليهود يطلقون عليه معاد للسامية, اما اليوم فان من يكرهه الصهاينة فهو اللاسامي.
المظاهرات المستمرة للطلاب بمختلف الجامعات الامريكية ضد ما يجري في غزة من اعمال ابادة جماعية اخذت منحى تصعيدي قابلته الشرطة بنوع من الغلظة ما ادت الى اعتقال المئات من الطلاب, وهذه التحركات تعبر عن راي الجيل الجديد ذو العقل المستنير والذي تشبّع ولسنوات بان امريكا والعالم الغربي يرعون الديمقراطية ويكافحون من اجل حق الانسان في التعبير عن راية وتقرير مصيره.
لقد كشفت الحرب على غزة لهؤلاء الطلاب زيف تلك الشعارات البراقة, وان اموال الضرائب التي يدفعها عامة الناس بدلا من ان تذهب الى القطاعات الخدمية التي من شانها تحسين الاوضاع الاجتماعية, وجدوها تذهب لشراء مختلف انواع الاسلحة والعتاد لضرب شعب يئن تحت نير الاستعمار الصهيوني على مدى ثمانية عقود واخرون اجبروا على ترك مدنهم وقراهم واصبحوا لاجئين تعمل الامم المتحدة على اعاشتهم عبر منظمة الاغاثة الدولية UNRWA وعمد الصهاينة الى اتهام المنظمة بانها تساعد الفلسطينيين فقامت باستهدافهم لأجل التخلي عن عملهم الانساني, وان امريكا عطلت عدة قرارات تطالب بوقف القتال وعدم استهداف المدنيين, كما افشلت(فيتو) قرارا يدعو الى ان تكون فلسطين دولة كاملة العضوية في الامم المتحدة استنادا الى القرارات الدولية بخصوص حل الدولتين .
لقد اصيب بني صهيون بالجنون بسبب ردات فعل الطلبة في جامعات امريكا وبعض الجامعات الاوروبية لما يقترفه الصهاينة في قطاع غزة مدعوما بالة الحرب الامريكية, نتنياهو يصف مظاهرات الجامعات الأمريكية بأنها "معادية للسامية"، وساندرز يرد: لا تهينوا ذكاء الأمريكيين بمحاولة صرف انتباهنا عن سياسات حكومتكم غير الأخلاقية.
الطلاب في امريكا اليوم يتقدمون الصفوف للتعريف بجرائم الصهاينة في غزة ويستنكرون وبشدة الدعم اللا محدود الذي تقدمه حكومتهم للصهاينة, ترى هل يستفيق الشعب الامريكي من حالة عملية غسيل الادمغة التي يقوم بها الاعلام الأمريكي المتصهين وتغييبه عما تفعله حكومته بالشعوب المغلوبة على امرها؟ .
لم يعد هناك شكا من ان حكامنا قد باعوا القضية الفلسطينية وقبضوا الثمن وهو الابقاء عليهم في السلطة, فهذا يفتتح طريقا صحراويا واخر بعض العمائر لتلهية شعوبهم بينما اجوائهم مفتوحة على مصراعيها امام الطيران المدني والحربي الصهيوني وهم يشاهدون بأم العين مجازر غزة ,ما احوجنا الى انتفاضة شعبية تهز اركان السلطة في بلداننا ؟نعم شعوبنا مقهورة وطلابنا بالجامعات تتعطل الدراسة لأتفه الاسباب تارة ممن يسمون انفسهم بأعضاء هيئة التدريس المتكالبين على جمع المال وتارة بسبب المناوشات بين المجاميع المسلحة المنتهكين للحرم الجامعي, ويتمنون استمرار الدراسة لانهم اطالوا المقام بالجامعات.
لقد فضحت أحداث غزة من يدعون العروبة. على المسؤولين الذين تتواجد كلمة( العربية) ضمن أسماء بلدانهم الرسمية. إزالتها لانهم ليسوا عربا ولا شعوبهم ايضا,من يريد التحرر من العبودية عليه ان يضحي ليعيش الخلف ,تحية لشعب الجبارين الذي يكافح رغم قلة امكانياته اعتى الدكتاتوريات في العالم التي تدعي التحضر زورا وبهتانا, وخذلان من اعتقد انهم بني جلدته.