د. سامي خاطر يكتب لـ(اليوم الثامن):
المؤتمر السنوي العالمي من أجل إيران حرة 2024 قمة تحدٍ تعقدها المقاومة الإيرانية
عشرات الآلاف من أنصار المقاومة الإيرانية يأتون من جميع دول العالم لإحياء هذه المناسبة وتجديد البيعة للمقاومة الإيرانية؛ إنها القمة السنوية العالمية للمقاومة الإيرانية 2024 من أجل إيران حرة التجمع السنوي العالمي الذي يحضره مئات الشخصيات العالمية، ويشارك فيه عشرات الآلاف من الإيرانيين عناصر من وحدات المقاومة داخل إيران عبر الانترنت، ويتابعه ملايين الإيرانيين عبر فضائية المقاومة الإيرانية ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك تابعه الملايين من أبناء الشرق الأوسط ضحايا نظام الملالي وتوجهاته التوسعية وإرهابه وفتنته في المنطقة، حتى أن نظام الملالي نفسه يتابع هذا الحدث السنوي بأدق التفاصيل كمراقب ومتابع دقيق لخصمه خشيته السقوط والتلاشي خاصة أنه يعلم أن هذا الخصم سيطرحه أرضاً عما قريب.
مؤتمر القمة السنوية العالمية من أجل إيران حرة ٢٠٢٤ حدثاً بارزاً على المستويين الإقليمي والدولي تعقده المقاومة الإيرانية هذا العام كتواصل سنوي دأبت عليه منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المنظمة المحورية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المحورية منذ عقدين من الزمن كفعالية سنوية للمجلس، وكتحدي لنظام الملالي وتيار الاسترضاء الغربي الذي يدعمه، وفي هذا الحدث تجتمع المعارضة الوطنية الإيرانية ممثلة في داعمين من مختلف أنحاء العالم للتعبير عن تطلعاتهم لإقامة جمهورية معاصرة في إيران تقوم على أساس الحرية والديمقراطية وليشهدوا هذا الحدث السنوي الكبير الذي يعبر ويبين شرعية نضال المقاومة الإيرانية وتمثيلها لكافة فئات الشعب الإيراني، ويشارك في هذا الحدث شخصيات سياسية عالمية بارزة ونشطاء بمجال حقوق الإنسان، ومؤيدين داعمين لبرنامج المواد العشر الذي تطرحه السيدة مريم رجوي من أجل مستقبل إيران، وقد عبر المشاركون حضورياً أو أولئك الذين شاركوا عن بعد من خلال رسائلهم الداعمة للمقاومة والرافضة لسياسة المهادنة والاسترضاء التي يتبعها الغرب الداعم لنظام ولاية الفقيه المتسلط على رقاب الإيرانيين وشعوب المنطقة.
أضواء القمة
في الوقت الذي ترفع فيه هذه القمة من مستوى الوعي الدولي حول مجريات الأحداث في إيران والشرق الأوسط؛ تُسلط القمة الضوء على طبيعة نظام الملالي، والانتهاكات الحقوقية في إيران مما يساهم في زيادة الوعي الدولي حول الوضع السياسي والحقوقي المتدهور في البلاد، ويساهم هذا الزخم من التضامن السياسي والحقوقي والإعلامي في حشد الدعم الدولي لقضية الحرية والديمقراطية في إيران من خلال توحيد الجهود الدولية من خلال جمع شخصيات سياسية مرموقة ونشطاء من مختلف دول العالم تخرج برسائل جماعية موحدة داعمة للمقامة ومطالب الشعب الإيراني ومُدينة للنظام وجرائمه.
تُعزز القمة جهود التنسيق الدولي الرامية إلى دعم الشعب الإيراني المعارضة الإيرانية، ويُشكل هذا التكاتف ضغطاً على النظام الإيراني، ويدفع نحو التغيير المنشود وتقديم بديل ديمقراطي، كما أن القمة منصة سنوية لعرض رؤية منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في صورة واحدة موحدة لمستقبل الجمهورية الديمقراطية المعاصرة في إيران، كما أن هذه القمة تأكيداً متجدداً بشكل غير متعمد على أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هو البديل الديمقراطي الوحيد لمستقبل إيران، كما تُرسل القمة رسالة سنوية واضحة لنظام الملالي والمجتمع الدولي بأن هناك بديلاً آخر أكثر التزاماً وتقيداً بحقوق الإنسان وقيم الحرية، وكذلك فإن هذه القمة وهذا التجمع وتظاهرته في برلين هي مناسبة للتواصل بين الجاليات الإيرانية ومجتمعها ووطنها ومحنة ومطالب شعبها.
التحديات المرافقة للقمة
من التحديات التي ترافق القمة السنوية للمقاومة وقمة هذا العام الضغوط الأمنية إذ تعاني القمة من تهديدات أمنية ومؤامرات سياسية متواصلة على يد النظام الإيراني وحلفائه مما قد يُعيق سير فعاليات القمة وقد يُعرض ذلك الحضور لمخاطر جمة، وقد يجعل ذلك تنظيم القمة أمراً معقداً خاصة في ظل سياسة المهادنة والاسترضاء القائمة بين نظام ولاية الفقيه والغرب إذ يمارس نظام الملالي ضغوطاً على ذاك التيار الغربي المهادن منذ عقود لوضع قيود لئيمة على المقاومة الإيرانية، وصعد الملالي من هذه الضغوط في السنوات الأخيرة.
استخلاص القمة
من بين الرسائل الهامة التي أكدت عليها قمة إيران حرة ٢٠٢٤ :
- استمرار كفاح الشعب الإيراني ونضاله من أجل الحرية والديمقراطية.
- وجود بديل ديمقراطي للنظام الإيراني الحالي.
- دعم برنامج المواد العشر للسيدة مريم رجوي من أجل إقامة جمهورية ديمقراطية حرة تحترم حقوق الأقليات وحقوق الإنسان والمساواة في دولة غير نووية.
- ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف انتهاكات حقوق الإنسان في إيران.
- تعزيز القمة لـ عامل الأمل في تحقيق مستقبل أفضل للشعب الإيراني.
- قيام جمهورية حقيقية في إيران تقوم على مبادئ الحرية والديمقراطية.
- إدانة سياسة الاسترضاء والمهادنة التي يتبعها الغرب مع الملالي وتخاذل المؤسسات الدولية المعنية في محاسبة نظام الملالي على جرائمه ضد الإنسانية مجازر الإبادة الجماعية بحق خصوم الرأي، وتعذيب السجناء وحملات القتل الحكومي تحت تسمية الإعدام.
وكما أسلفنا أن القمة السنوية العالمية ٢٠٢٤ للمقاومة الإيرانية هي حدثٌ بالغ الأهمية برز في سياق الصراع المستمر بين نظام الولي الفقيه والمقاومة الإيرانية التي تسعى إلى إسقاط النظام، والقمة بمثابة دعوة لكل محبي الحرية والعدالة لدعم قضية الشعب الإيراني والوقوف بجانبه في نضاله المستمر من أجل قضيته العادلة وخلاص دول وشعوب المنطقة من نظام الملالي وتوجهاته العدوانية.
د . سامي خاطر / أكاديمي وأستاذ جامعي