عبدالرحمن كوركي مهابادي يكتب لـ(اليوم الثامن):
اقتراب سقوط الديكتاتور في إيران!
تتسارع وتيرة التطورات المتعلقة بإيران يوما بعد يوم. وهذا هو المسار الطبيعي لانهيار أي نظام دكتاتوري، ونحن نشهد ذلك الآن. كل ما يستطيع أن يفعله الشعب وكل قوة من القوى المتحاربة هو تقصير أو إطالة الوقت ليس إلا. فمن ناحية، تتوسع الجبهة الشعبية وتتقوى، ومن ناحية أخرى، تصبح دائرة الديكتاتور أكثر صغراً وأكثر ضعفاً كل يوم. إن انهيار الدكتاتورية هو نتيجة نضج المجتمع المهيأ من جميع النواحي؛ سياسياً واجتماعياً. وبالتوازي مع أحدهما، يتحرك الآخر أيضًا في الاتجاه "العكسي".
فتحت انتفاضة الشعب الإيراني عام 2022، التي كان مطلبها الرئيسي "إسقاط الدكتاتورية"؛ طريقها نحو الحرية بنجاح. وبعد فترة قصيرة اختفت التيارات العديدة التي كانت تنمو مثل نباتات الربيع، وما بقي على الساحة هو "البديل الديمقراطي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، وهو التحالف السياسي الأكثر أصالة والأكثر تجذراً والأكثر كفاءةً وفي نفس الوقت هو التحالف السياسي الأطول عمراً في المشهد الإيراني. ولم تبق هذه القوة على الساحة فحسب، بل توسعت وأصبحت أكثر تصميماً. لدرجة أنها أصبحت لديها الآن قوة منظمة ومتماسكة في كل مكان في إيران، وتحظى عل الصعيد العالمي أيضاً بدعم مجموعة واسعة من الشخصيات والسياسيين والبرلمانيين من دول العالم.
الوضع في إيران
تتواصل انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، ويتزايد عدد الأشخاص الذين يُعدمون فيها كل يوم. وتشعر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، شأنها شأن كبار المسؤولين في مختلف الدول، بالقلق إزاء مساعي النظام الإيراني للحصول على القنبلة الذرية. لقد أثار اتساع نطاق الحرب في غزة قلق العديد من الدول، وخاصة دول المنطقة. ولكن في الوقت نفسه، اقتربت معظم الدول من الاعتراف بحقيقة أنه لا حل للأزمة الإقليمية إلا بإسقاط النظام الإيراني. لأن كل الأبواب الأخرى قد طُرقت ولم تؤدِ إلى شيء حتى الآن! وباتت هذه التيارات تعتقد أن النظام الحالي في إيران "غير قابل للتغيير"، ويستمر في التحرك متبنياً سياسة القمع في الداخل، والتوسع خارج إيران. ولذلك، ليس هناك خيار آخر سوى "تغيير النظام" في إيران.
تحرك غير مسبوق في الأمم المتحدة
أعلن المقرر الخاص للأمم المتحدة، السيد جاويد رحمان في أحد تقاريره؛ في الآونة الأخيرة أن "الجرائم الفظيعة، بما في ذلك عمليات الإعدام المتسرعة والتعسفية وخارج نطاق القضاء، والتي ارتكبها نظام الملالي خلال الفترة الزمنية الممتدة من عام 1981 حتى عام 1988 هي دليل دامغ على "الجرائم ضد الإنسانية"، ومن بينها القتل والذبح، وكذلك الإبادة الجماعية. ويجب محاكمة مرتكبي هذه الجرائم. وقال جاويد رحمان: "أكرر، لا ينبغي أن تكون هناك حصانة من العقاب على مثل هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بغض النظر عن تاريخ ارتكابها. ولا ينبغي السماح للنظام الإيراني وقادته بالإفلات من عواقب جرائمهم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية. إن إنشاء آلية تحقيق ومحاسبة دولية مستقلة لإيران أمر ضروري للغاية".
دعم أغلبية أعضاء الكونغرس الأمريكي
أعلن الكونغرس الأمريكي في قراره رقم 1148، الذي وقعه أغلبية أعضاءه؛ دعمه لمقاومة الشعب الإيراني، وطالب بالاعتراف رسمياً بحقوق الشعب الإيراني ونضاله من أجل إقامة جمهورية ديمقراطية على أساس فصل الدين عن الدولة، وإيران غير نووية، ودعمه لخطة السيدة رجوي المكونة من 10 نقاط، ولحقوق مجاهدي خلق في أشرف 3، والاعتراف رسمياً بنضال وحدات المقاومة ضد قوات حرس نظام الملالي.
دعم مجلس الشيوخ الأمريكي للشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية
كان القرار رقم 599، الصادر عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي، في 25 يوليو 2024، لدعم حقوق سكان أشرف 3؛ بمثابة نقطة تحول فريدة من نوعها ومصيرية. تشير الإجراءات الأخيرة التي اتخذها النظام الإيراني بعد مسرحية انتخابات الولي الفقيه في إيران؛ إلى أنه ما دام هذا النظام في السلطة، فإن السلام والأمن خارج حدود إيران سيكونان مهددين، لأنه لا يزال يتم ضرب الحرية والديمقراطية وحقوق الشعب في إيران بعرض الحائط، في ظل سلطة الولي الفقيه. لا يمكن أن تكون سياسة نظام ما مختلفة في الداخل عنها في الخارج، فكلاهما وجهان لعملة واحدة!
تواجد رئيس بلدية نيويورك السابق في مقر المقاومة الإيرانية
قال رودي جولياني، عمدة نيويورك السابق، وهو من الأنصار القدامى للمقاومة الإيرانية، هذا العام، في الذكرى السنوية لهجمات حكومة خامنئي العميلة في العراق على أشرف 1 في محافظة ديالى في 28 و 29 يوليو 2009، في مؤتمر حضرته السيدة مريم رجوي: "لا يمكن لأحد أن يحافظ على هذه الحركة في المنفى إلا أمة تتمتع بهذا النوع من الموهبة والنبل والعظمة. والسيدة رجوي هي مثال على ذلك، لكنكم جميعاً تشبهونها إلى حد كبير. أمة مؤثرة للغاية. بلدكم على أبواب الثورة. ستكونون ذخراً عظيما في مساعدتنا على بناء عالم حر تحترم فيه حقوق الإنسان". كما أضاف سيادته: "لديكم شيء لم تمتلكه العديد من الدول أبدًا عندما أطاحت بالديكتاتورية وكان ذلك دائمًا ما يؤدي إلى الارتباك والفوضى. لديكم حكومة مؤقتة جاهزة تماماً ويمكنها أن تمسك بزمام الأمور غداً، بقيادة السيدة رجوي، وتمنحنا شيئاً كنا ننتظره على أحر من الجمر في الشرق الأوسط، ألا وهو الديمقراطية. أنتم على وشك الإطاحة بالديكتاتور. يجب علينا القتال. هذه المسألة المتعلقة بالمفاوضات المتكررة، قد أوصلتنا في المرة الأخيرة إلى هيتلر، حتى جاء تشرتشل، لأن تشرشل كان على استعداد للحرب".
وجهان لعملة واحدة!
إذا كان هذا النظام الفاشي قد قتل أكثر من 100,000 إيراني داخل إيران، نجد أنه بادر بالتفجيرات والاغتيالات والتهديد وإشعال الحروب خارج إيران، والعكس صحيح! فإذا مُنح هذا النظام امتيازات خارج الحدود، سيزداد قمع الشعب الإيراني وقتل أبنائه في إيران. لأن الحرية والديمقراطية غالباً ما تكونان هما الضحيتان!
إذا لم يتم التحقيق في جرائم نظام ولاية الفقيه خارج إيران، فإن عدد الاعتقالات وحالات التعذيب والإعدامات سيزداد داخل إيران. ولذلك فإن دعم سياسة الاسترضاء مع هذا النظام ليس إلا تعاوناً وتحيزاً للدكتاتورية الدينية. إن هذا النظام لن يقوم بأي تغيير إيجابي في سياسته أو أفعاله بشكل طوعي أو تلقائي، ولن يسقط من تلقاء نفسه.
النظرة الواقعية!
إن إسقاط نظام ولاية الفقيه هو مهمة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. لهذا السبب، دائمًا ما كانت تصفية المقاومة الإيرانية جسدياً داخل البلاد، والإرهاب وفرض القيود عليها خارج إيران؛ من أولويات نظام ولاية الفقيه. يعلم نظام ولاية الفقيه، قبل كل شيء، أن أشرف 3 هو مصدر الإلهام والرمز والقدوة للشباب الإيراني. لقد كرسوا حياتهم من أجل إهداء الحرية لشعبهم ووطنهم، حيث يقبع 1000 شخص منهم في سجون نظام الملالي لسنوات عديدة، وأعدم هذا النظام الفاشي أفراد عائلات نصفهم. وكانوا شاهدين على مجزرة 30,000 سجين سياسي في عام 1988، معظمهم من أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وفي إطار مؤامرة جديدة بدأ نظام الملالي بتشكيل ما يسمى بالمحاكمة الغيابية لمحاكمة 104 شخص من أعضاء منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانيةوهددهم بالإعدام وتسليمهم لإيران.