أ. أحمد مراد يكتب لـ(اليوم الثامن):

مؤتمر القمة السنوية للمقاومة الإيرانية 2024 الحدث والتوقيت

 هكذا رتبت الأقدار توقيت هذا المؤتمر فجاء في توقيت حساس للغاية متزامن مع انتخابات رئاسة جمهورية الملالي عقب اغتيال الرئيس السابق لايران هو ووزير خارجيته وكل من كان معه في طائرته في حادثة لا يعلم تفاصيلها من البشر إلا من قام بالتخطيط لها ليؤتى بعد ذلك بما أسموه بالرئيس المحافظ، نعم لقد جاء هذا المؤتمر في مرحلة دقيقة للغاية ورتبت الأقدار توقيته لكن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة لنظام الملالي الحاكم في إيران صنعت الحدث ببراعة فاقت ما عودتنا عليه كل عا ، وحشدتل مؤتمرها حشداًوحضوراً مميزاً وحركة شارع واضحة في العديد من العواصم الأوروبية وكان التركيز هذه المرة على برلين متزامنة مع الحدث الرئيسي في باريس الذي حضره عدد من الشخصيات الأمريكية المؤثرة والتي يعتقد أنها لربما تكون مؤثرة أكثر في المرحلة المقبلة مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لقد كان  توقيت هذا المؤتمر هام جدا في ظل استمرار في هذه الحالة التضامنية، الحالة الظاهرية، الحالة الوجودية، وفي أبسط المكاسب فإن الاستمرار والمضي قدما بهذا المؤتمر هو شوكة في حلق هذا النظام الذي اعتاد الإجرام بكل طياته وبكل حالاته وبكل تحركاته السياسية أو تغييراته إن كان رئيسي أو كان أي أحد أخر.
في حينها حضرت مؤتمر ألفين وثلاثة وعشرين في باريس ولم أتصور ولم أتخيل صراحة أن ما تقوم به لجنة تابعة لمنظمة مجاهدي خلق يمكن أن يرتقي إلى هذا المستوى وهذا فقد كان جهد دولة وليس جهد جماعة أو حركة أو منظمة حيث التنظيم العالي والإدارة وفرق العمل المتناغمة، وقد حضرت العديد من المؤتمرات في العالم وبصراحة المؤتمر الذي شاهدته والتغطية الإعلامية والاهتمام بالشخصيات والاهتمام بالحضور والاهتمام بكل ضيف كان يؤكد أن المنظمة على خبرة ودراية كبيرة للغاية في التعامل الإحترافي مع أدق التفاصيل المتعلقة بتنظيم مؤتمر عالمي كهذا فما بالك بدولة، وما بالك بإدارة شعب، كذلك من دلائل سمو المؤتمر حضور الشخصيات الأمريكية ومنهم مايك بينس وبومبيو وغيرهم، و العديد من الوفود الأوروبية والعربية كانت حاضرة ممثلين برلمانات، ورؤساء جمهوريات سابقين ونواب رؤساء، ورؤساء وزراء ووزراء سابقين، وحائزين على جائزة نوبل وشخصيات عالمية مرموقة كثيرة، و الاستمراربهكذا حدث  بحضور شخصي للسيدة مريم رجوي هو انتصار لمكانة منظمة مجاهدي خلق، وعلى الجانب الآخر قد يحتاج  نظام الملالي لعشرات السنين لكي يكون بهذه القدرات ويكون عنده هذا القدروهذا الشكل من التواصل مع هذه الشخصيات المحورية والمؤثرة على مستوى العالم، متى ستؤثر؟ كيف ستؤثر؟ هذا موضوع أخر.
راقبت السنة الفائتة عمل عمل النظام الإيراني على إفشال المؤتمر، وعمله على إبطال المظاهرات هذا العام،و لم يستطع القيام بشيء ولا حتى العام السابق ولا الأسبق، وفي مؤتمر عام ألفين وثمانية عشر تجرأ أسد الله أسدي الذي كان السكرتير الثالث في سفارة الملالي في النمسا بمحاولة تفجير هذا المؤتمر وحُكِم عليه بالسجن المؤبد في بلجيكا، ولكن تم التفاوض عليه في مرحلة متقدمة، وقد كان ما أقدم عليه عليه أسد الله أسدي دليلا على أن النظام الإيراني يهمه إفشال وإبطال هذا المؤتمر بأي طريقة وبأي ثمن كان، حتى وإن كان من خلال العمل الإرهابي داخل الأراضي الأوروبية.
المناضلون يلتزمون وكذلك كل من يؤيد هذه القضية، واحتشاد هذا العدد الهائل والكثيف والمنظم والمسؤول هو أمر يدل على أن من يقوم بهذه التظاهرات حاضرا مقتدراً وجديراً، وأن الرسالة والهدف الذي يجمعهم هدف نبيل للغاية ليس فقط أوله تحرير إيران من هذا النظام الإرهابي، وليس أخره التضامن وإرسال رسالة واضحة لكل شعوب الأرض التي تحاول التحرر من هذه الطغمة المجرمة الإرهابية، التجمع الذي شاهدناه في برلين وسابقا في باريس وأيضا في العديد من المناطق الأخرى يدل على مدى قوة هذه الحركة في التنظيم، في التعبئة، في الحضور داخلياً وخارجياً وقد كان ذلك بالتزامن مع وقت انعقاد المؤتمر.
مشاركة ودعم وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الذين يقومون بأنشطة مناهضة للكبت والقمع داخل طهران في الداخل الإيراني للمؤتمرات السنوية السابقة والحالية ليست من قبل مواطنين من داخل إيران فحسب بل  من قبل تنظيمات مخلصة لرايتها وأهدافها وتجدد العهد بين الحين والآخر من خلال هكذا مشاركات، وقيمون بهذه المشاركة وهذا التواصل في ظل وجود سلطة قمعية وقيود ورقابة متشددة يعني على وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي وأيضا عقوبات قاسية تصل إلى حد الإعدام بحق من يتواصل مع منظمة مجاهدي خلق؟


نعم هذا ما يحدث لمن يواجه النظام الإيراني، وهي نفس التجربة لمواجهة النظام السوري فكلا النظامين أبناء شيطان واحد سواء كان النظام السوري أو النظام الإيراني، والوقوف بوجه هذا الأنظمة بطولة بحد ذاته، وإن من يتظاهر أو يتضامن أو يشارك بهذا المؤتمر بأي طريقة كانت حتى ولو كانت بشعار بلافتة أو بأي عمل فإنه أمرٌ يؤرق هذا النظام؟ وهو عمل بطولي ويسجل لهم على أنهم شعب يضحي ويقدم دماءه طلبا للتحرر ومحاولة لقهر هذا النظام الإجرامي ومواجهته بصدر عارٍ مهما كانت النتائج. 
يشاركون في المؤتمر على الرغم منأنهم يعلمون أن من ينتسب لمنظمة مجاهدي خلق كمجردانتساب وحتى تواصل من الممكن أن يعدم فورا أي أنه يُحكم عليه بالإعدام في إيران دون محاكمة أو ضمن محاكمات صورية، ومن هنا فإن كل من وقف وتضامن وكل من ظهرت وكل من أيد وشارك هو بطل حقيقي، ولا يريد فقط الحرية لإيران، بل يريد أن يكون نموذج يحتذى به لكل الشعوب التي تحاول التحرر من طواغيتها خاصة الدول العربية التي تسيطر عليها إيران من العراق إلى سوريا إلى لبنان إلى غزة إلى اليمن وغيرها من المناطق التي يسعى النظام الإيراني إلى تخريبها إن كان في أراضيه أو كان في الأراضي العربية الأخرى.
إمرأة تتحدى المستحيل بابتسامة
كان خطاب السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية للمرحلة الانتقالية خطابا حياً بليغا ومعبرا.. خطاب إمرأة اعتادت إن تواجه الكوارث والمحن بابتسامةٍ مسؤولة تُحيي بها الأمل وتقهر بها أعدائها وخصومها، وموقفنا من خطابها هو نفس موقف كل من حضر وشارك وتابع من الأصدقاء وبالطبع يختلف عمن تابع المؤتمر من الأعداء والخصوم، وتلهب مشاعر أنصارها وحلفائها، وقد كان خطابها كما عودتنا دائما خطاب واضح يصف الحالة الإجرامية لهذا النظام وسياساته القمعية.    
برنامج المواد العشر
برنامج المواد العشر برنامج واضح وشفاف يطالب بالانتقال السياسي الديمقراطي والعدالة والمساواة وإعادة الحقوق وقيام دولة غير نووية وهو مشروع بناء دولة كاملة متكاملة،و إنشاء علاقات متوازنة، وإقامة علاقات تعاون وحسن جوار وعلاقات سلم وتعايش مع كافة دول العالم، ولقد لاقى برنامج المواد العشر قبولا دوليا وإقليميا ذلك لأنه برنامجاً قابلاً للتنفيذ ويلبي مطالب الشعب الإيراني ودول وشعوب المنطقة.