د. عبدالمنعم همت يكتب:
يوم المرأة الإماراتية: احتفاء بإنجازات وتفوق استثنائي
تتجلى إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تمكين المرأة كواحدة من أبرز معالم نجاحاتها التنموية، والتي ترتبط مباشرة برؤية وإنجازات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإسهامات القادة الذين شاركوا في تأسيس الاتحاد. تستمر هذه الإنجازات تحت قيادة رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وشيوخ وحكام الإمارات الذين يواصلون بناء وتطوير الدولة بفكرهم وجهودهم.
من بين الإنجازات البارزة التي حققتها دولة الإمارات، يأتي تمكين المرأة وتعزيز دورها كشريك رئيسي في تطور وازدهار البلاد. لقد كان لهذا التمكين تأثير كبير في تحويل المرأة إلى عنصر فعال في مختلف مجالات الحياة العامة والخاصة، مما ساهم بشكل كبير في تقدم المجتمع وبنائه.
تُعتبر الشيخة فاطمة بنت مبارك، “أمّ الإمارات”، نموذجاً بارزاً في هذا المجال. لقد لعبت دوراً ريادياً في تحقيق طموحات وأحلام المرأة الإماراتية من خلال دعمها المستمر ومساندتها الفعالة. إن مساهماتها لم تقتصر على الجوانب السياسية والاجتماعية فحسب، بل شملت أيضاً الجوانب الثقافية والتربوية، حيث كان لها دور محوري في تحسين فرص التعليم والتدريب للنساء الإماراتيات، مما أتاح لهن الانخراط في مجالات متعددة والمساهمة الفعالة في التنمية الوطنية.
أظهرت الشيخة فاطمة التزاماً عميقاً بتعزيز دور المرأة، عبر التأكيد على أن المرأة الإماراتية لا تعرف المستحيل. تعبيرها في قولها: “أعاهدكن بأن أبقى سنداً لكنّ، راعية لأحلامكن، داعمة لأفكاركن، مشجعة لطموحاتكن التي لا تعرف المستحيل” ليس مجرد كلمات، بل هو تعبير حقيقي عن إيمانها بقدرات النساء وقدرتهن على تحقيق الأهداف الكبيرة.
أسهمت الشيخة فاطمة بشكل فعال في إنشاء مبادرات ومنظمات تدعم النساء في الإمارات، مثل الاتحاد النسائي العام، الذي يهدف إلى تعزيز حقوق المرأة وتمكينها في جميع المجالات. بفضل هذه المبادرات، حققت النساء الإماراتيات تقدماً ملحوظاً في التعليم والعمل والأعمال، مما ساعد في تحقيق التنوع والشمولية في مختلف جوانب الحياة.
تحليل دور الشيخة فاطمة يكشف أن تمكين المرأة لم يكن مجرد شعار، بل كان سياسة عملية تم تنفيذها بفاعلية. لقد سعت إلى إزالة الحواجز التي تعيق تقدم المرأة وأتاحت لها الفرص التي تستحقها. هذا التمكين لم يقتصر على الجوانب الفردية فحسب، بل انعكس بشكل إيجابي على المجتمع ككل، حيث أصبحت النساء شريكات رئيسيات في تحقيق التنمية المستدامة والابتكار.
في السنوات الأخيرة، حققت الإمارات إنجازات ملحوظة في تمكين المرأة على الصعيدين السياسي والاقتصادي. فقد ارتفعت نسبة مشاركة النساء في التشكيل الوزاري إلى حوالي 25 في المئة، مما يعكس التزام الدولة بتعزيز دور المرأة في صنع القرار. في انتخابات عام 2023، شهدنا تحولاً كبيراً في التمثيل الانتخابي، حيث بلغت نسبة النساء في القوائم الانتخابية 51 في المئة، بينما كانت نسبة الرجال 49 في المئة. هذا التوازن بين الجنسين يعزز من المساواة في العملية السياسية ويتيح فرصاً أوسع لجميع أفراد المجتمع للمساهمة في تشكيل السياسات واتخاذ القرارات.
تعكس هذه الأرقام تحولاً إيجابياً في إدراك المجتمع لدور المرأة، مما يعزز من فاعلية النقاشات السياسية ويؤدي إلى اتخاذ قرارات أكثر توازناً وشمولية. ومع ذلك، يجب أن تستمر الجهود لدعم هذا التقدم من خلال برامج تدريبية وتعليمية وتعزيز السياسات التي تزيل العقبات أمام النساء.
كما تجدر الإشارة إلى أن المرأة الإماراتية كانت لها مساهمة ملحوظة في مشروع “مسبار الأمل”، حيث ساهمت بنسبة 34 في المئة من فريق العمل. وتعكس هذه النسبة التزام الإمارات بتمكين النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتبرز دور المرأة في المشاريع التقنية الرائدة التي تعزز من مكانة الدولة على الساحة العالمية. كما تُعتبر نورا المطروشي، التي أصبحت رائدة فضاء إماراتية، رمزاً للإنجازات النسائية في مجال الفضاء، وتجسيداً لإمكانات المرأة الإماراتية في تحقيق الطموحات الكبيرة.
في هذا السياق، يُحتفل بيوم المرأة الإماراتية الذي يُصادف 28 أغسطس – آب، وهو مناسبة عظيمة للاحتفاء بالإنجازات الباهرة والجهود المضنية التي بذلتها المرأة الإماراتية في سبيل بناء وطنها وتحقيق تطلعاته. إن هذا اليوم ليس مجرد احتفال بل هو تكريم صادق لروح العزيمة والإلهام التي تجسدها المرأة الإماراتية. هي رمز للتفاني والإبداع، وقد أثبتت قدرتها على تحدي الصعاب وتحقيق النجاحات في كافة الميادين.
إن المرأة الإماراتية، بكل ما حققته من إنجازات، تمثل مصدر فخر وعزة للجميع. لقد أسهمت بشكل ملحوظ في رسم معالم التنمية والتقدم في البلاد، حيث قدمت نموذجاً يحتذى به في الإصرار والتفاني. إنها تجسد الروح الوطنية الحقيقية التي لا تعرف المستحيل، وتواصل العمل بلا كلل لتحقيق الأهداف العالية والمساهمة في نهضة الوطن.
كما أشار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “المرأة شريك رئيسي في بناء الوطن وتقدمه”، فإن هذا التصريح يعكس بوضوح رؤية القيادة في تقدير الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في تشكيل مستقبل الإمارات. فالمرأة ليست فقط جزءاً من عملية البناء، بل هي أيضاً القوة الدافعة وراء الابتكار والتقدم.
وإضافة إلى ذلك، أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائلاً “أينما كانت المرأة ستبقى هي روح الحياة.. وحياة الروح”. هذا التأكيد يلخّص جوهر القيم التي تبني عليها الإمارات نهضتها، حيث تعتبر المرأة ليست فقط شريكاً بل هي قلب وروح المجتمع الذي ينبض بالحياة والازدهار. إن كلمات الشيخ محمد بن راشد تعبر عن التقدير العميق لدور المرأة في خلق بيئة حيوية ومزدهرة.
إن يوم المرأة الإماراتية هو أكثر من مجرد مناسبة سنوية، فهو فرصة لتجديد الالتزام بدعم وتمكين النساء، وتحفيزهن على مواصلة تحقيق الأهداف الطموحة التي تعكس تطلعات الأمة. نحن نحتفل بكل امرأة إماراتية، ونثمن كل إنجازاتها، ونؤكد أن مسيرتها نحو التميز ستظل محط اهتمام وتقدير. فكل نجاح تحققه هو جزء من قصة نجاح أكبر تُكتب في سجل الإمارات.