ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):

دماء غزة لا تتوقف: فصل جديد من الإبادة والتجاهل

اكثر من 450 مليون عربي وما يقارب المليارين الا ربعا من المسلمين, في افضل الاحوال وبأعداد بسيطة لا تكاد تذكر, يتظاهرون بين الفينة والاخرى ضد جرائم الاحتلال بقطاع مساحته عدد ايام السنة من الكيلومترات المربعة, الايام اقتربت من عدد الكيلومترات, والحكام العرب كأنما الامر لا يعنيهم, بل بعضهم يلقي باللائمة على حماس لأنها بدأت حرب تعرف مسبقا انها خاسرة.

لقد غرس السادات فكرة ان معاداة امريكا التي تمد الصهاينة بكل شيء يعتبر نوعا من الجنون, فذهب لينبطح بقاعات الكنيست, واعتبر ذلك سلام الشجعان واستعاد سيناء منزوعة السلاح, وخرجت مصر من دائرة الصراع العربي الصهيوني بل وللأسف صارت تنادي بالتطبيع مع كيان العدو وهكذا حدث, يتلهى النظام المصري بإنجازاته التي تصب في مصلحة اصحاب رؤوس الاموال المحلية والاقليمية, فجميعنا يدرك ان غالبية الشعب المصري لن يستطيع اقتناء شقة في ظل انهيار العملة المصرية, فمعاش من بالداخل بالكاد يسد رمقه, يرسل قواته الى الصومال لا نعلم ان كانت هذه القوات لتوحيد الصومال المجزأ؟ ام انها لتخويف اثيوبيا؟ اثيوبيا بنت السد وملأته حتى اخره ,الايحاء بانه لا يزال هناك دور لمصر في القارة الأفريقية اصبح في خبركان,اتفاقية كامب ديفيد كانت السبب في عودة العلاقات الصهيونية مع غالبية الافارقة بعد ان اصبحت القارة شبه خالية من التواجد الصهيوني  .

 تجرأ بعض العرب على وصف حماس بالإرهابية, ناهيك عن اولئك الذين يمدون الصهاينة عبر البر بالسلع التموينية بينما سكان القطاع يتضورون جوعا, عندما اشعل اليمنيون مياه البحر الاحمر وخليج عدن بنيران مدافعهم ومسيراتهم وصواريخهم بعيدة المدى. نقل عن وزيرة التعاون الدولي الامارتي قولها: هجمات حماس بربرية وشنيعة ونطالبها بالإطلاق الفوري غير المشروط لسراح الرهائن. ترى ماذا ننتظر من مثل هؤلاء الحكام .

انه من العار والمهانة لمن يدعون الانتساب للعروبة والاسلام, ان يظلوا متفرجين على جرائم العدو, بينما الخارجون عن السيطرة (اليمنيون وشرفاء لبنان والفصائل المسلحة العراقية) تساند القطاع في محنته, وتسخر امكانياتها المتواضعة التسليحية في خدمة المعركة, وكذا خيرة شبابها شهداء على درب التحرير.

 من المؤسف حقا ان نشاهد الاف الصهاينة ذوو الاسرى لدى حماس يتظاهرون امام مقر حكومتهم من اجل وقف الحرب واطلاق الاسرى, ربما عددهم لم يعد يتعدى المائة, بينما سقوط اكثر من اربعين الف قتيل وما يقارب المائة الف جريح والدمار الشامل للأبنية والمؤسسات الخدمية بالقطاع لم يحرك شعرة من رؤوس العرب حكاما ومحكومين. الحكام العرب ضيقوا الخناق على الفلسطينيين ،ثم قالوا نقبل ما يقبله الفلسطينيون...قمة الانحطاط والعمالة.

 اجزم اننا لم نعد في حاجة الى تحليل DNA لقد صرنا نوعا من الهجين الذي لم يعد يكترث بما يدور حوله او بالأحرى بما يحدث له,اما عن الدين فقد صرنا نعتنق الديانة الابراهيمية واقمنا لها المعابد في بقاع من ارضنا لم تنتشر بها المسيحية او اليهودية على مر التاريخ.

أيا تكن الخسائر ومهما كثرت قوافل الشهداء فالدماء تعبد الطريق الى التحرير الكامل لفلسطين. والمجد والخلود للشرفاء.