ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
السيسي.. في ضيافة الباب العالي!؟
لقد سعى اردوغان الى مصالحة مصر والسعودية والامارات, عند يقينه التام بان اقتصاده المنهار لن ينتعش الا بالمال العربي, بعد ان تلقّى الضربات الموجعة من الادارة الأمريكية السابقة, لأنه حاول ان يجعل من بلاده دولة مستقلة ذات سياده ,كيف له ذلك وهو عضو في حلف الناتو وتحوي مخازن للأسلحة والذخائر تحسبا لأي هجوم روسي.
ترى هل يتذكر الرئيس السيسي ان اردوغان الذي دمر سوريا, وفتح ابواب تركيا على مصارعها لإيواء الدواعش من مختلف بلاد العالم, كان ينوي ايضا زعزعة امن واستقرار مصر, حيث اصبحت تركيا ملاذا للإخوان الذين اطاح بهم السيسي ,سخر اردوغان كل امكانياته للإخوان وبالأخص الجانب الاعلامي ليبثوا سمومهم في الشعب المصري .
المؤكد ان الاثنين ادركا ان لا فائدة من مناصبة العداء لبعضهما البعض ,فحلم الامبراطورية العثمانية الذي يراود اردوغان لم يعد سهل المنال, وان وجد في بلاد العرب من يرغب في العودة الى الحظيرة العثمانية ,كل منهما يريد ان يتزعم المسلمين ولكن هيهات في ظل الاختلافات في الرؤى نحو بناء نظام اسلامي يوظف الامكانيات البشرية والمادية الهائلة لخدمة اغراضه ليكون سلطان زمانه.
كلاهما يملك القوة البشرية والتقنية ,اردوغان يملك الطيران المسير الذي ساعد به اكرانيا ,السيسي يعلن هذه الايام انه تم انتاج طائرة حربية مسيرة اسماها 6 اكتوبر ليذود بها عن حماه, أي حمى والسودان (ظهر) مصر تشتعل منذ اكثر من سنة بنيران الاصدقاء والاعداء لتمزيقها, وليبيا تجثم فوقها القوات التركية والمرتزقة السوريين وغيرهم الذين اتوا عبر تركيا لأنها تتقاضى مقابل ذلك اموالا طائلة وبالعملة الصعبة, هل ستقوم الطائرة المصرية المسيرة بضرب قوات الصهاينة في القطاع وتعود الى قواعدها سالمة؟, بواخر وطائرات السيد اردوغان لم تتوقف عن نقل المؤن الى الكيان المستعمر, بينما اطفال غزة يموتون جوعا. رئيس اركان الجيش المصري يقوم بزيارة مفاجئة على الحدود مع غزة, انه شعور بالخوف ليس الا.
قدم الاثنان أي مساعدات لغزة التي تباد منذ حوالي العام؟ نجزم ان التهريب الى غزة ايام مبارك عبر رفح لم يكن مجاني بل مدفوع الاجر, ورغم ذلك فان التهريب انحسر في عهد السيسي وحجته ان الاخوان (حماس) يحكمون غزة, حماس التي تخوض حربا مصيرية وزميلاتها الفصائل المقاومة في غزة, اثبتت انها اشرف وانبل حركات تحررية في الالفية الثالثة. لم يعد هناك وجود لمصر بالقارة الافريقية التي كانت في وقت ما تشد عضد مصر وقامت بتطهير القارة من الصهاينة.
ندرك جميعا ان التوافق بين الدولتين المصرية والتركية لن يكون لصالح الامة, بل لحساب الدولتين فقط لاغير,فعند اختلافهما رسما الخطوط الحمر على الاراضي الليبية بدماء الليبيين وساهم الاثنان في تدمير البنى التحتية بليبيا ,والان هناك محاولات جادة بين الافرقاء في ليبيا للسير نحو حلحلة الخلافات بينهم فان الجانبين المصري والتركي يسعيان بكل جهدهما للظفر ببعض المشاريع بليبيا التي ولا شك ستدر ارباحا عليهما.
التشدق بالاسلام لم يعد يجدي نفعا, كل ما فعله اردوغان هو خفض السلع كما ونوعا المصدرة الى العدو. بينما الاثنان لم يجرؤان على استدعاء سفيريهما في اشارة منهما لغضبهما عما يقوم به العدو تجاه غزة.