مصطفى عبدالقادر يكتب لـ(اليوم الثامن):
من تقبره الشعوب لن يحيى ولو بماء الحياة
يقولون أن من شب على شيء شاب عليه.. ووفقا لذلك أن فئة من البشر قد شبت ترى أن مُلكِ غيرها مُلكا مشروعا لها ويتيح لها ما تراه وفق عقيدتها الموبوءة تلك أن تفعل ما يحلو لها دون أدنى الضوابط والروادع، ومن هذه الفئة نجل شاه إيران الذي أطاح الشعب الإيراني به وبنظامه في شباط فبراير عام ١٩٧٩، واليوم يريد من الشعب الإيراني الذي عانى الأمرين تحت استبداد أبيه أن يعيده سلطانا متوجا على رأس امتيازات السلطة لينعم هو وجوقته ومن وراءه ويعيد الشعب اجترار مآسيه من جديد.
الجميع على ثقة بأن الشعب الإيراني الذي قام بخلع الشاه ونظامه لن يقبل بعودة بقايا أدران دكتاتورية الشاهنشاهية إلى الحكم في إيران ليبقى الشعب كما في دائرة البؤس والعبودية إلى أجل غير مسمى، وأما المقاومة الإيرانية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الإيراني فلن تقبل ولن تسمح بالخروج عن أدبيات الثورة الإيرانية القائمة منذ عقود وشعارات تلك الثورة التي تقول لا للشاه ولا للشيخ.. ولا للدكتاتور سواء كان الشاه أو الشيخ، كما أن المقاومة الإيرانية ومنظمتها المحورية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وكدأبهما لن يسمحا بتمرير هكذا مؤامرات ضد الشعب الإيراني ومستقبله، وقد فضحت المنظمة في إعلامها أن ما يسعى إليه إبن الشاه الذي يرتبط مع أجهزة نظام الملالي بعلاقات وثيقة ليس سوى محاولة لتخفيف حدة الأزمات التي يمر بها نظام الملالي ووليه الفقيه، كذلك فإن خبراء في المقاومة الإيرانية وخبراء بالمنطقة يقولون إنها ليست المرة الأولى التي يتحرك فيها ابن الشاه بهذه الشعارات، وقد سبق أن فعلها بدعم من الملالي وتيار الاسترضاء وفشل وأصبح كل ما فعله وقام به في عداد الذكريات.
يقول المثل الشعبي(من يجرب المجرب عقله مخرب). المدعو رضا بهلوي هو ابن أبيه،لاخير يرتجى منه لأنه تربى في كنف عقلية استبدادية متسلطة وماتحركاته المشبوهة لاستلام الحكم في إيران إلا محاولة يائسة كمن يكتب فوق الماء .فالشعب الإيراني أدرك أبعاد ماحاق به من قهر واستغلال سواء في عهدي النظام البهلوي البائد أو في عهد نظام الملالي الطغاة الذين بعثروا ثروات إيران في استعداء الشعوب وتفجير براكين غضبهم بسبب التدخلات اللامعقولة،والسياسات الطالفية المذهبية التي لم تعد خافية على كل ذي لب حصيف.إن رضا بهلوي سيبوء بالفشل الذريع مهما حاولت قوى الاستغلال تلميعه وتقديمه على أنه المنقذ الذي ستزدهر البلاد على يديه فيما لو استلم الحكم،لكن هيهات أن تعود المياه إلى الوراء لأن الشعب الإيراني الحر بدأ يتلمس طريق الحرية، ويتنسم رائحة الانعتاق من العبودية بفضل أبنائه الخلص الميامين،والكم الهائل من الشهداء الذين قدمهم على مذبح التحرر والعزة الوطنية، لكل هذا وذاك ستبوء محاولات رضا بهلوي بالفشل الذريع بعون الله،ومن ثم بفضل الشعب الواعي والمستعد لتقديم المزيد من الشهداء حتى تتحرر إيران من كل باغ وظالم أفاك والنصر قادم وقريب بإذنه تعالى.
في الختام
ليس الشعب الإيراني وحده من عانى من الشاه وحكمه المتغطرس في حينه وإنما المنطقة بأسرها عندما فرضه الغرب كشرطي ضد المنطقة يبتزها ويهدد أمنها واستقرارها، وليس من الرشد القبول بعودة بقايا تلك الحقبة السوداء إلى الوجود، وكشعوب ونخب عربية حرة لن نقبل بالعودة إلى هكذا تاريخ أسود، وأملنا كبير في المقاومة الإيرانية ووحدات المقاومة التي زلزلت الأرض تحت أقدام الملالي داخل إيران، وسيسقط الشعب الإيراني هؤلاء الطغاة وسيفوت الفرص على هذه النماذج من محدودي الرؤى الذين يريدون التربح على حساب المنكوبين في إيران والمنطقة.
عاش الشعب الإيراني الحر الأبي، وعاشت كل القوى المساندة له والمحبة للعدالة والحق والسلام.
دكتور. مصطفى عبدالقادر – أستاذ جامعي / ألمانيا.