مصطفى عبدالقادر يكتب لـ(اليوم الثامن):

الوكلاء إلى أين؟

 اللعب اليوم على المكشوف بعد أن فُضِح المستور بعد بيع نظام الملالي لحلفائه ووكلائه المقربين وكأنها حزمة واحدة بصفقة واحدة  سواء على أراضيه أو في غزة أو في لبنان، أما تفاصيل فلو لم تخلو من العار لفضحها الملالي أنفسهم على الملأ العام كما فعلوا بشأن الكثير من القضايا التي تمت في الظل وأخرجوها تحت الشمس سواء بغبائهم أو تكتيك منهم للابتزاز أو لفرض سياسة الأمر الواقع على من يهادنهم. 

سعى نظام الملالي ويسعى لتعزيز نفوذه في الشرق الأوسط كقوة إقليمية ،وذلك عبر أذرعه المتعددة التي استنهضها، وتجاوبت معه بسبب إغداق الأموال والمصلحة (البراغماتية)المشتركة، فهي تريد تحقيق مشروعها الحلم الذي رسمه لها(خميني) ألا وهو تصدير الثورة، والهيمنة والتمدد...حيث تمكنت بأساليبها الشيطانية من الوصول إلى أربع عواصم عربية، تتحكم بسياساتها، وتتلاعب بمقدراتها من خلال أذرعها التي تنامت قوتها، وأصبحت تشكل تهديدا غير مألوف سابقا لاكما ولا نوعا، وأقوى هذه الأذرع حزب الله بترسانته المتنامية، واستقطابه لأعداد بشرية لا يستهان بها من المنضمين إليه حيث يأتلفون معه عقيدة وتوافقا. إن المتتبع للذي حصل بعد قيام حماس بعملية (طوفان الأقصى)، وانعكاساتها على الأذرع الإيرانية يجد أن إسرائيل استطاعت التعامل مع جبهتها الشمالية (حزب الله) بطريقة تختلف عن حربها عام (٢٠٠٦)، فهي استطاعت وبأقل الخسائر أن تقضي على الجزء الأكبر من قوته الضاربة ثم تصر على إملاء شروطها لوقف القتال وعلى رأس إملاءاتها تنفيذ القرار الأممي/١٧٠١/ القاضي بانسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وإرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب، وإقامة منطقة عازلة، والآن يبدو حزب الله في أسوأ حالاته بعد جملة الخسائر التي تعرض لها، وتجريده من أكثر أوراقه قوة، والتي عكف على التباهي بها بغرور وصلف، وبعد إدراكه بأنه غير قادر على تحقيق وعوده التي قطعها على نفسه أمام (جمهوره المساند) الذي بدأت تتغير قناعاته عقب جملة الهزائم والانكسارات المتعاظمة، والسيطرة شبه المطلقة لإسرائيل وتفوقها غير المحدود بات الأمر المنطقي أن يخضع حزب الله لتنفيذ القرار/١٧٠١/ مرغماً صاغراً.

أما بالنسبة لحماس بعد أن قدحت شرار المواجهة مع إسرائيل، وتقديمها الغالي والنفيس في حرب أقرب إلى العبثية، يبدو أن لا خيار لها سوى الاستمرار على النهج الذي ارتضته لنفسها، وإن بدا تراجع(داعميها) عن الكثير مما تعهدوا به قولا وفعلا؟!.في نفس الوقت نجد مواقف (نتنياهو) تزداد صلابة وعنادا لاسيما بعد اغتيال(السنوار)، إذ صرح في أحد خطاباته(لدينا فرصة كبيرة لوقف محور الشر، وخلق مستقبل مختلف)في إشارة منه إلى نظام الملالي وحلفائه في المنطقة، بما في ذلك لبنان وغزة  والعراق وسورية واليمن، فهل سنشهد اجتثاث هذه الأذرع وبموافقة من نظام الملالي، أم نرى تصعيدا قد يفضي إلى عواقب مجهولة تغير وجه المنطقة، وربما العالم برمته؟.

بات من الواضح والمؤكد للجميع وضرورة إدراكه هو أن أزمة المنطقة كانت ولا زالت في أروقة ومشاريع الشعارات النشاز التي خدمت الأعداء وأضرت بجميع شعوب المنطقة، ورغم افتضاح هذه المشاريع واتساع ميادين معركة الوعي إلا أنها لا تزال قائمة، وقد تبقى طويلا ما لم نقف إلى جانب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية في معركتهم من أجل إسقاط النظام الإيراني وإنقاذ إيران والمنطقة من شره ونزع ورقة الإتجار بالقضية الفلسطينية من يده، وإقامة إيران ديمقراطية غير نووية تؤدي حقوق جميع مكونات الشعب الإيراني وتحترم مبادئ حسن الجوار وفق ما جاء في برنامج المواد العشر الذي تتبناه السيدة مريم رجوي.. هذا هو الحل ولا شيء غيره.

د. مصطفى عبدالقادر/ أستاذ جامعي- ألمانيا