ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):

اليمن.. إن اشتدت المحن

الامريكان لم يضعوا اليمن على قائمة الارهاب لانهم يعرفون موقعه الاستراتيجي وكانوا يتخفون ان يتحول الى قاعدة مناهضة لهم ,لم يساندوا التحالف العربي ضد اليمن والذي استمر ما يقرب من العقد من الزمن ,خرجت اليمن منتصرة وتوقف العدوان,  لكن الاعراب يحاولون فصل جنوبه عن شماله, مع حرب غزة ساند اليمنيون وبكل قوة الغزاويون واستخدموا مختلف انواع الاسلحة من صواريخ وطيران مسيّر, استطاع ان يقصف العدو رغم بعد المسافة وامكانية التصدي لها من قبل العدو وامريكا واعوانه من العرب.

الامريكان والانجليز يستهدفون بين الفينة والاخرى مدن وقرى يمنية لثنيها عن مساندة غزة, لكن ذلك لم يفت من عضدها, بل واصلت التصدي والتحدي وبكل قوة, وارتفعت وتيرة اطلاق الصواريخ والمسيرات على العدو الصهيوني ,الاسطول البحري الامريكي في البحر انسحب ذليلا حقيرا, ولم يستطع الاقتراب من الاراضي اليمنية, القوة اليمنية الضاربة استطاعت الوصول الى مسافات بعيدة عن اليمن ما يجعل منها قوة اقليمية يخافها الاعداء.   

" أمريكا تخسر معركة البحر الأحمر" تلك اشارة من الكاتب هال براندز إلى الأحداث التي تشهدها منطقة البحر الأحمر, من جانبه صرح “هال براندز” عضوُ مجلس السياسة الخارجية في وزارة الخارجية الأمريكية، أن اليمنيين شكَّلوا أخطرَ تَحَدٍّ لحرية البحار منذ عقود ، ويمكن القول إنهم يقارعون قوة عظمى لم يتجرأ غيرهم على معاداتها.

بفعل العمليات اليمنية, فقد انخفضت حركة المرور في البحر الأحمر بما يقرب من النصف، وتسبب ذلك في شل حركة “ميناء إيلات”، في المقابل نجد ان عائدات قناة السويس قد انخفضت هي الاخرى,ولكن مصر التي تقف صامتة ازاء ما يجري في غزة من اعمال الابادة الجماعية والتدمير الشامل للقطاع ,تدرك ان التدخل في اليمن ليس سهلا, ولن تقو على فعل شيء, وليس الحديث عن سد النهضة الاثيوبي (المدعوم صهيونيا) ببعيد 

كشفت بعض التقارير ان أقساطَ التأمين على مخاطر الحرب للسفن المعرضة للاستهداف من قبل القوات المسلحة اليمنية قد تضاعفت بعد العمليات الجريئة  ضد ناقلات النفط وبعض السفن الاخرى  وبالأخص الامريكية والبريطانية والدول الداعمة للعدوان على غزة، حَيثُ ارتفعت الى نسبة 1% من قيمة السفينة، مشيرة إلى أن السفن الأُخرى التي لا تواجهُ مخاطرَ التعرض للهجمات لا تزالُ أسعارها منخفضةً.

ارتفاع اسعار التامين بسبب التدخلات اليمنية في مضيق باب المندب,  ادى الى ارتفاع تكاليف الشحن إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وشركائهم في العدوان, إضافة إلى موانئ العدوّ الصهيوني،  وقد قفزت أسعارُ الشحن إلى تلك الوجهات منذ حوالي العام  إلى ما يقاربُ أربعةَ أضعاف، بالإضافة إلى التأخيرات الكبيرة الناتجة عن اضطرارِ السفن المستهدفة لتحويل مسارها والإبحارِ حول رأس الرجاء الصالح؛ وهو ما يؤدِّي إلى اضطراباتٍ مُستمرَّةٍ في حركة التجارة الأمريكية والبريطانية والصهيونية.

وبعد , من كان يعتقد ان اليمن رغم قلة امكانياته المادية والتقنية ,يتحول فجأة الى قوة ضاربة ويساند غزة رغم بعد المسافة, بصواريخه البالستية ومسيّراته ( سواء كانت ايرانية ام روسية المنشأ), المهم انهم قاموا بتطويرها, والاهم ان هناك رجال لا يهابون الموت وينصرون اخوتهم في القطاع فاستخدموها, بينما جيران فلسطين من العرب وهم يملكون الاف الدبابات والعربات المجنزرة ومئات الطائرات ومئات الالاف من الجيوش النظامية نراهم صم بكم عمي, اليمانيون يثبتون انهم فعلا اصل العرب, تحية لأهل الغضب وهم من سيصنعون النصر وقد اقترب.