د. فاطمة حمد المزروعي تكتب:

الإمارات وقمة مجموعة العشرين

تلعب دولة الإمارات دورًا متزايدًا مهماً على مستوى القضايا في الساحة الدولية وتعتبر مشاركتها في قمة مجموعة العشرين من المشاركات المهمة التي تحسب ضمن نطاق سعيها الاستراتيجي لتعزيز دورها في تحقيق الأهداف المستقبلية.

بما يدعم أولوياتها في تحقيق الاستدامة والسلام وتعزيز أواصر التواصل والتعاون ومكافحة الجوع والفقر مع دول العالم.

حيث مثل دولة الإمارات، الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في قمة مجموعة العشرين الـ19 في البرازيل والتي تشارك فيها الإمارات كضيف شرف.

وألقى الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان كلمة دولة الإمارات، وشكر البرازيل على دعوته للمشاركة في أعمال قمة المجموعة لعام 2024، كما أشاد بإطلاق الرئاسة البرازيلية للتحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع مؤكداً أهمية الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات ومجموعة العشرين.

حيث أعلنت دولة الإمارات تقديم مبلغ 100 مليون دولار أمريكي عبر وكالة الإمارات للمساعدات الدولية تماشياً مع الجهود العالمية التي تقوم بها من أجل مكافحة الجوع والفقر وتعزيز جهود السلام والتنمية والازدهار.

وتأتي مشاركة دولة الإمارات بصفتها ضيف في أعمال قمة مجموعة العشرين التي عقدت يومي 18-19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تحت (شعار بناء عالم عادل وكوكب مستدام).

حيث تركز جلساتها على قضايا حيوية لها أهميتها في العالم مثل تطوير منظومة الحوكمة العالمية ومواجهة التحديات المناخية ودعم مساعي التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة المتجددة وتعزيز جهود التنمية المستدامة في مختلف القطاعات الاجتماعي والاقتصادية والبيئية.

وقد حرصت دولة الإمارات على المشاركة في جميع الاجتماعات الوزارية المرتبطة بمجموعة العشرين التي عقدت في البرازيل، حيث تعد دولة الإمارات من أكبر الشركاء الاقتصاديين في منطقة الشرق الأوسط، وتعمل على دعم المبادرات المشتركة الهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة.

وبين البلدين شراكة استراتيجية ترتكز على تبادل الخبرات والتجارب وبناء قدرات الكوادر الحكومية، وتبادل المعرفة في مجال التنافسية الحكومية، إضافة إلى مشاركة التجارب في المجالات الاقتصادية.

ولقد وقعت الدولتين مذكرتا تفاهم في مجالات التعاون التعليمي والذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي، وتعتبر دولة الإمارات مركزاً استثمارياً ولوجستياً مهماً ويشكل قاعدة للشركات البرازيلية لإعادة تصدير منجاتها إلى جميع أنحاء المنطقة، حيث شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في حجم التجارة والاستثمار بين البلدين.

تُعتبر دولة الإمارات واحدة من أهم الشركاء التجاريين للبرازيل في منطقة الشرق الأوسط، في المقابل، تستورد البرازيل من دولة الإمارات مجموعة متنوعة من المنتجات، وتسعيان لتعزيز التعاون الاقتصادي من خلال الاستثمارات المشتركة في مجالات مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية والتكنولوجيا.

وتجسد غرفة التجارة العربية البرازيلية الجسر الذي يربط بين البلدين، حيث تروج للفرص التجارية وتعمل على تعزيز علاقات الأعمال.

ولقد أظهرت دولة الإمارات استعدادها لدعم المشاريع الاستثمارية في البرازيل، مما يعكس الثقة المتبادلة بين الجانبين.

علاوة على ذلك، تسعى الحكومتان إلى تحسين بيئة الأعمال وتسهيل الإجراءات الجمركية، مما يعزز من فرص التعاون الاقتصادي.

ويُظهر النمو المستدام في العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات والبرازيل أهمية الشراكات الدولية في تحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز الأمان الغذائي.

بشكل عام، تمثل العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات والبرازيل نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي في العصر الحديث.

كما أن الدولتين تجمعهما أهداف مشتركة لتعزيز القطاعات الاقتصادية وفي مجال الطيران وتحديث وتطوير الحكومات وبالأخص في مجال رقمنة الخدمات العامة وتحديث البنية التحتية مثل الموانئ والمطارات والطرق السريعة والطاقة وغيرها من الاستثمارات التي تقوم بها البرازيل في دولة الإمارات وتشهد نمواً ملحوظاً في جميع القطاعات.

وترتبط دولة الإمارات بعلاقات متنامية ومتطورة مع دول مجموعة العشرين، وتشهد العلاقات التجارية والاستثمارية نمواً اقتصادياً كبيراً حيث شاركت دولة الإمارات في هذه الاجتماعات للمرة الخامسة بصفتها ضيف كما شاركت سابقاً في أعمال القمة في الهند عام 2023 وإندونيسيا عام 2022 والسعودية في 2020 وفرنسا 2011.

تعتبر مشاركة دولة الإمارات في هذه القمة جزءًا من استراتيجيتها الأوسع لتعزيز مكانتها كدولة رائدة في المنطقة والعالم، وتعكس التزامها بالتعاون الدولي نحو صياغة سياسات عالمية لتوفير حلول وموارد مستدامة.