محمود حكميان نكتب لـ(اليوم الثامن):
مدن في جميع أنحاء إيران تشهد احتجاجات من قطاعات مختلفة
شهد يوم الاثنين يومًا آخر من الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران، حيث شارك فيها مجموعة متنوعة من المتظاهرين من المتقاعدين والعمال إلى التجار، حيث عبر كل منهم عن مطالبه المميزة واستيائه من سياسات الحكومة.
وفي كرمانشاه، نظم متقاعدو الاتصالات احتجاجا ضد الظلم والتمييز اللذين يعتقدون أنهما ناتجان عن تدخل هيئة تنفيذ أوامر الإمام الخميني (EIKO) والحرس الثوري الإيراني في إدارة صندوق التقاعد الخاص بهم. ويزعم المتقاعدون أن هذه الكيانات، التي لها تاريخ طويل في التأثير على السياسات الاقتصادية والمالية في إيران وهي من بين أكثر الهيئات الحكومية فسادا في البلاد، سيطرت على الصندوق واستغلت أموال المتقاعدين لمصالحها الخاصة تحت الإشراف المباشر للمرشد الأعلى علي خامنئي.
وفي الأهواز، نظم متقاعدو الاتصالات احتجاجات ضد الهيئات الحكومية الرئيسية، معربين عن معاناتهم من التلاعب بصناديق التقاعد والافتقار إلى الشفافية في إدارتها. وشارك المتظاهرون في إيلام وسنندج وأصفهان في تجمعات مماثلة، مطالبين بإنهاء الاستغلال وتحسين إدارة صندوق التقاعد لضمان حياة كريمة بعد سنوات من الخدمة.
وشهدت ولاية ايلام تجمعا للعمال المفصولين من شركة ارغوان كستار للبتروكيماويات وعائلاتهم، الذين احتجوا أمام مكتب المحافظ مطالبين بالعدالة والتعويض عن فصلهم التعسفي.
وفي زنجان، تجمع المعلمون المتقاعدون أمام مكتب المحافظ، مطالبين بتحسين ظروف المعيشة ومعالجة القضايا المتعلقة بمعاشات التقاعد. وعبر المتقاعدون عن استيائهم من معاشات التقاعد غير الكافية التي لا تواكب الارتفاع المستمر في تكاليف المعيشة، مؤكدين على حقهم في حياة كريمة بعد سنوات من الخدمة في قطاع التعليم.
وفي كردستان، شارك نحو 300 معلم متقاعد في احتجاج كبير أمام مكتب المحافظ مطالبين بتحسين معاشات التقاعد وظروف المعيشة. وعبر المعلمون المتقاعدون الذين خدموا عقودا في مجال التعليم، عن استيائهم من معاشات التقاعد غير الكافية التي لا تتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة، مطالبين بزيادة معاشاتهم التقاعدية وتحسين الخدمات الصحية والاجتماعية.
وفي حقل يادآوران النفطي في خرمشهر، دخل عمال شركة إيران أوفوغ يومهم السادس من إضرابهم. ويحتج العمال على تجاهل الإدارة لمطالبهم، ويطالبون بتحسين ظروف العمل وزيادة الأجور وتعزيز الرعاية الصحية. ويؤكد المحتجون على ضرورة تلبية هذه المطالب لضمان استمرارية العمل في حقل النفط والحفاظ على الإنتاجية.
وفي مدينة مشهد، نظم التجار في سوق أطلس إضرابا واحتجاجا ردا على التضخم وارتفاع الأسعار الشديد، والذي يعتبرونه نتيجة لعدم كفاءة الحكومة. وأغلق المحتجون، الذين يمثلون مختلف الأنشطة التجارية في السوق، متاجرهم ورفعوا شعارات تطالب بإجراءات فعالة لمكافحة ارتفاع الأسعار وتحسين السياسات الاقتصادية. ويأتي الإضراب بعد يوم واحد من إضراب كبير في البازار الكبير في طهران لأسباب مماثلة.
وفي الوقت الذي تواجه فيه إيران أزمات اقتصادية حادة، تستنزف تدخلات النظام الإيراني الإقليمية موارد البلاد بشكل كبير. وتشير التقارير إلى أن أكثر من 50 مليار دولار تم إنفاقها لدعم نظام الأسد المخلوع الآن في سوريا، بالإضافة إلى تمويل الميليشيات والجماعات الإرهابية في العراق ولبنان واليمن. كما يشكل البرنامج النووي عبئا ماليا كبيرا، مما يزيد من تعميق الفقر ويغذي السخط الاجتماعي بين الناس.